يعرف معانو حمى القش جيدا حالة البؤس التي تأتيهم مع قدوم موسم نبتة (الرحيد) Ragweec الامريكية الشمالية في اواخر فصل الصيف كسيلان الانف والعطاس وحكة وتدمع العينيين. وما لا يعرفه معظم هؤلاء انه عند بعض الاشخاص الذين لديهم حساسية تجاه الرحيد ان فاكهة معروفة والبابونج يمكنها ان تزيد الاعراض سواء بصورة مؤقتة وفي حالات نادرة يمكنها ان تسبب رد فعل مهدد للحياة يدعى صدمة فرط الحساسية. ويعود ذلك الى ان البروتينات المثيرة للحساسية في الطلع الذي تطلقة النباتات هي شبيهة, بل وحتى مماثلة كيميائيا لتلك العائدة لبعض الفاكهة والخضروات حسب ما يقوله الدكتور لينارد بيلوري مدير مركز ابحاث الربو والحساسية في جامعة الطب وطب الاسنان في نيوجرسي. ويحس بعض الاشخاص الحساسين تجاه الرحيد بأعراض تتفاقم فجأة بعد تناولهم الشمام والكانتالوب والموز وقد تتصاعد الاعراض ايضا بعد احتساء شاي البابونج او استعمال صابون او مسحوق للوجه يحتوي على البابوج او تناول متممات عشبية تحتوي عليه. ويسبب التفاعل البروتيني التقاطعي الذي اطلق عليه في العام 1978 اسم عارض الحساسية الفموي حكة وتنملا في الفم والشفتين والحلق بل والاذنين وفي الحالات القصوى تورم الانسجة يسبب البابونج اكثر ردة الفعل حدة والذي ينطوي احيانا على صدمة فرط الحساسية Anaphylactic Shock وهو رد فعل حاد وغالبا قاتل في جهاز مناعة الجسم. ويقول بيلوري الذي يعطي دروسا في ردة الفعل التقاطعية ان علاقة البابونج والرحيد معروفة منذ زمن بعيد لانهما تنتميان الى نفس العائلة في عالم النباتات وهناك اغذية نباتية اخرى تفاقم الحساسية تجاه الرحيد, ومنها الخيار والكوسى والبطيخ الاحمر. وتبين بعض الدراسات ان عدد الاشخاص الذين يعانون من الحساسيات اخذ بالازدياد وذلك جزئيا بسبب التلوث والتسخن الارضي اللذين يزيدان مستوى ثاني اوكسيد الكربون في الهواء وتشير ابحاث الى ان ازدياد ثاني اوكسيد الكربون الذي تتنفسه النباتات يؤدي الى ازدياد اطلاق الطلع (لقاح النباتات الزهور). واضافة الى الرحيد ترتفع كثيرا مستويات انواع العفن والفطريات فتزيد بدورها من البؤس الذي يعانيه مرضى الحساسية. ويعاني حوالي 20 في المائة من الامريكيين من الحساسية تجاه مختلف الاشياء ويأتي الرحيد المسبب رقم واحد وليس هناك معطيات دقيقة عن عدد الاشخاص الحساسين تجاه الرحيد الذين يصابون برد الفعل التقاطعي (اي اختلاط نوعين من المسببات) وذلك لان المرضى لا يحرصون كثيرا على ابلاغ اطبائهم ولكن هؤلاء يشكلون اقلية حسب الدكتور جون يونغينجر خبير حساسية الاطفال في مايو كلينيك. وهذا النوع التهجيني من ردود الفعل يعرف عنه الاطباء منذ مايتراوح بين عشرة و15 سنة, انما الامر الجديد هو انهم بدأوا يكتشفون البروتينات المسئولة وان كان ذلك سيساعد على فهم المشكلة على نحو افضل الا ان يونغينجر يعتقد انه لن يؤدي تحسن المعالجة. في أوروبا حيث اجريت بعض الابحاث يعالج بعض الاطباء مرضى حساسية المأكولات بأسلوب المعالجة المناعية مستخدمين في ذلك طلع النبتة المسئولة عن الاصابة في هذا الاسلوب يتلقى المرضى حقنات اسبوعية تحتوي على جرعات من المادة المحسسة التي تزاد تدريجية لمدة سنة الى 16 شهرا من اجل تعويد جهاز مناعة الجسم على تلك المادة وتشير تقارير عن حالات فردية الى ان هذه الطريقة حققت شفاء من حمى القش والحساسية تجاه الاطعمة. غير ان الابحاث المحدودة لم تقنع الاطباء الامريكيين وهم نادرا ما يستعملون الطريقة المذكورة حسب الدكتور دونالد بولفر اخصائي الربو والاستاذ المساعد في جامعة وشستر. وهذا مايجعل من الامتناع عن تناول الاطعمة المسببة افضل استراتيجية لمنع التعرض لمشاكل, ان الادوية المضادة للهيستامين تسعف بعض المرضى الا انها لا تجابه معظم المواد الكيميائية المثيرة للحساسية في الطلع ولذلك يوصي الاطباء بأدوية بخ عبر الانف تحتوي على جرعات متدنية من الستيرويدان كأفضل علاج. ويقول يونغينجر ان بارقة الامل بالنسبة لمرضى حمى القش هو ان هذا المرض يزول تلقائيا عند معظم متوسطي العمر وذلك تتراجع لديهم ردود الفعل المناعية الطبيعية. اسوشيتيدبرس