سألني اعرابي لماذا أقدمت على كتابة رقم (بطاقتك العضوية) في نادي القادسية خلال زاوية الأسبوع الماضي ؟ فقلت: إن ما دعاني لهذه الخطوة هو الواقع القدساوي الذي نعيشه في هذا العهد الزاهر الذي أراه وكأنه قد سن قانوناً جديدا ضمن أنظمته وتشريعاته ينص في مضمونه على ضرورة إلغاء أي باب وشطب كل فقرة (كانا) في الماضي يعنيان في مضمونهما وجوب حفظ الحقوق وتقدير الآخرين طالما كان هذا الانتماء الغريزي قد بات مجردا من وثيقة الإثبات !! @ وحيث أدرك أن أكثر من ينتمي لهذا الصرح قلباً وقالباً ليس بمعيتهم هذه الوثيقة فقد كان الإعلان من جانبي بمثابة التوجيه لهم بقصد التسابق الى اقتنائها بغرض تحصين أنفسهم بلقاح مضاد لوباء اجتماعي ليس بوسعه التمييز بين القدساوي الحق الذي أفنى عمره في خدمة القادسية وبين من تمثل بقناع الزيف ذي الصبغة القدساوية وكأنه يزهو في حفلة تنكرية . @ نعم .. أنا مع النظام الذي يكفل بعض الدخل المادي لخزينة النادي .. ومع النظام جملة وتفصيلاً كما أنني أيضا لست ضد التكريم الذي يجب أن يحظى به رجالات القادسية الأفاضل على أقل تقدير بهذه الورقة الصغيرة في حجمها الكبيرة في معناها في ظل انتشار ظاهرة خطابات الشكر والعرفان التي بتنا نراها تصدر يمنة ويسرة بأسماء صحفيين لمجرد أنهم خطوا سطوراً فيها من المدح والثناء لمجلس الإدارة الحالي .. لا توازي في حقيقة واقعها سطراً واحداً في صفحة مضيئة مما خطه رجالات القادسية المخلصون من صفحات عبر الزمن بعرقهم على مر السنين تتابعياً مع احترامي وتقديري البالغ لتلك الأسماء الصحفية التي قد تكتب من واقع عملها أكثر مما قد تشمر عن ساعديها لتكتب ممن أجل الحقيقة المعنية بالحب والوفاء. @ لا تظن أيها الاعرابي الفذ أنني أتحدث عن نفسي فهذا ليس المراد إطلاقاً يبقى المراد أن هناك في القادسية طابوراً يسبقني ويسبق ممن هم أعضاء المجلس الحالي بمن فيهم رئيس المجلس ،، بيننا وبينهم مسافات زمنية تقدر ربما بعدد سنوات عمرك يا هذا هم أهلا في أن يبقى موقعهم دوماً الصفوف الأمامية كونهم من صنع الرموز بجهدهم وكفاحهم المسلح بالصبر على الألم والقهر في وقت كانت فيه الخبر غير . @ هل تعرف أيها الاعرابي العزيز .. من هو راشد عبدالله الدوسري ؟ أظنك لن تجيب كونك لن تعرف وليس هناك داع لعلامة الدهشة إنه الرجل الملقب في القادسية (أبو جورج) وبعيداً عن كيف كان هذا اللقب وكيف آتى .. فإن الزمن يحكي أن هذا الرجل البسيط في كل شيء كان صفحة يجب أن تظل مضيئة فلقد كان أيضا في زمن مضى هو الفراش وهو من كان يكنس النادي ومن كان أيضا يغسل ملابس اللاعبين وهو من كان يمارس كل الأدوار التي لا يمكن أن تمارس أبداً مع كشخة الغترة والعقال والمشالح والصور التذكارية . @ أيها الاعرابي العزيز هل أحسنت الفهم ؟ أظنه يفترض كذلك ،، إن لم تكن قد استوعبت فإن ما يمكن إدراجه لزيادة الإيضاح ان رموز القادسية في الواقع ليس من الضرورة ان يبقوا كلهم من فئة الرؤساء أو من جاورهم عطفاً على تلك المقولة التي تعني ان من جاور السعيد قد يسعد ،، بل إنه في الواقع ذلك القول المأثور الآخر الذي يعني في مضمونه (أن خادم القوم سيدهم) يبقى هذا الرجل ومن هو على شاكلته البسيطة رموزاً يجب أن تنال حقها من الوفاء . @ حينما أقول بطاقة العضوية فإنني أعني بها رمز التكريم الذي أضحى عادة عند المرض أو الوفاة .. وحينما أقول (أبو جورج) فهو أيضا رمز لجيل طوى صفحاتهم النكران وليس النسيان . @ لقد كسب الأخ علي بادغيش الرئيس الذهبي الجولة وأضحى وسط القلوب ليس لأن النادي حقق في عهده بطولة كأس الكؤوس الآسيوية وإنما لانه بكل المودة والحب اعترف بفضل مثل هؤلاء الرجال في خدمة مسيرة القادسية حينما كرمهم بطريق غير مباشر بأن أتاح لهم التواجد في مقر النادي بصفة يومية من خلال قيامه بتخصيص غرفة تعنى بهم في النادي يجتمعون فيها لإستعادة الذكريات حتى باتت مقر اجتماعهم في الأعياد والمناسبات تلاشت بكل أسف مع ابتعاده عن الرئاسة @ لقد كسب الجولة حينما قام بتكريم هذا الرمز وأيضا الرمز الآخر المرحوم المغفور له بإذن الله تعالى يوسف حماد في احتفالات القادسية بيوبيلها الفضي . @ (ابو جورج) هل انت قدساوي؟ نعم.. اثبت ذلك فأرني بطاقة العضوية. @ الأخ الزميل علي أبو الحمص .. لقد وصلت رسالتك والحقيقة الله يكون في عونك وفي عون كل من يقبل أن يأتي القرار موافقاً عليه قبل البدء في الاجتماع لكن السؤال الذي يفرض نفسه .. مالك ومال الشقا ؟! هل هو الحب ؟! لا أظنه يوازي ذلك الحب للقادسية في قلب (أبو جورج) . خاتمة ... المعذرة أخي القاريء كونه لا يفترض ان تبقى هذه الزاوية وكأنها باتت حكراً تعنى بجزئية أو شريحة دون غيرها بحجة مبررة مسبقاً هي الإنتماء إذ انها في واقع الأمر يجب أن تواكب الحدث الرياضي باختلاف مواقعه وهذه أمنية أسعى دون شك لتحقيقها لكنها أيضا تظل من وجهة نظر خاصة جداً امنية قائمة وفق قناعة ذاتية بالحدث وأهميته التي منها ما هو غير مرئي حتى يمكن للقلم ان يبقى قلبه نابضاً يلفظ حبره سطوراً على الورق كلمات لها قيمة. إلى اللقاء .