ضمن الموسم الثقافي للنادي نظم النادي الادبي بمنطقة الباحة مؤخرا محاضرة ثقافية بعنوان (مفاهيم نقدية تراثية) القاها الدكتور محمد بن مريسي الحارثي في مقر مركز الامير فيصل بن فهد الثقافي بحائل وسط حضور نائب رئيس النادي الادبي الدكتور عبدالرحمن الفريح ومجموعة من المفكرين بدأت المحاضرة بنبذة تعريفية للمحاضر الدكتور الحارثي وسيرته الذاتية الكاملة قدمها مقدم المحاضرة رشود التميمي رحب فيها بحضور المحاضر الناقد الدكتور الحارثي وتلبية الدعوة في اقامة هذه المحاضرة الثقافية بعنوان (مفاهيم نقدية وتراثية) عقب ذلك شكر المحاضر فيها منسوبي النادي الادبي برئاسة الدكتور رشيد فهد العمري وجميع القائمين على النادي على دعوتهم لحضوره للمنطقة لهذه المحاضرة القيمة وقد تناول الدكتور الحارثي في محاضرته الثقافية المفاهيم النقدية التراثية في جانب التكلف حيث عرف الناقد الدكتور الحارثي التكلف بانه صفة استحسان الشيء والاعجاب به وحبه والاحتفاء والولوع به مع المشقة في ذلك مهما يعني ذلك على مداركه الحسية وغير الحسية كان تقول تكلفت الشىء يعني تجشمته على مشقة كما عرف التكلف بانه طلب الشىء بصعوبة للجهل بطرائق طلبه بسهولة ومضى الدكتور الحارثي الذي له تجارب عديدة ومشاركات واسعة في مجال المفاهيم النقدية التراثية في المطبوعات والمجلات من خلال تلك البحوث والمصطلحات والدلالات النقدية مبينا للدكتور الحارثي بان ظاهرة التكلف ظاهرة هامة ومتعلقة في لغة الشعر وكان له حضور مميز عند شعراء الادب العربي القديم وتطرق الى شعراء تلك المرحلة عندما صنعوا لصفة التكلف الشىء الكثير كان منه نوعان تكلف محمود والاخر مذموم ويرى النقاد والمتابعون ان التكلف الشعري صفة الاحتفاء بالشعر وهذا هو تفسيره عندهم وكان التكلف يراه الكثير من النقاد والمتابعين عنصرا مستلهما في الكثير من اشعارهم وميولهم تجاهه فهو غريزة فطرية عند البعض وكان له تجارب وحقول في تلك المراحل الزمنية وعده النقاد من اهم الامور التي يعتمد عليها الشعراء وكثرة التكلف تفسده وتخرجه من المعنى كما تطرق المحاضر الى الغموض في الكثير من التجارب الادبية في مجالات النقد التراثي في الادب العربي في مجالات النصوص والافكار والقراءات والمح الدكتور الحارثي الى ان ظاهرة الغموض مشكلة شائكة لامازالت تؤرق الكثير في مختلف تجاربهم النقدية التراثية في الادب العربي كما استعرض الدكتور الحارثي مفردة التكلف في التراث النقدي العربي من الوجهتين الدلالية والوظيفية مشيرا الى ابرز التآليف النقدية القديمة كاشفا ان مفردة التكلف لاتزال قادرة على ممارسة مهمتها النقدية وبالامكان تفعيلها في حركة النقد العربي حاضرا ومستقبلا خاصة اذا ما استخدمت في مكانها الصحيح من وجهة النظر التطبيقية وتعاملنا معها بوصفها عنصرا مهما من عناصر نقد الادب هذا الامر يدفعنا الى معرفة صفاتها ومقاييسها في اصول البيان العربي وكذلك الى توثيق العلاقة بين لغة النص الادبي والحالات التي عبرت عنها اللغة بحيث ننظر الى اللغة في حدود قانونها وامكاناتها وفضاءاتها الواسعة وطرائق الاداء التي يصعب حصرها ونواجه حقائق الاشياء الواقعة لمنتج النصوص التي افرزت الفكر الوجداني ذات الاهمية والحضور في سبيل تطوير المعرفة ولغة الادب. المداخلات عقب ذلك تمت المداخلات للحضور من قبل الدكتور محمد صالح الشنطي الناقد المعروف والدكتورفاضل والي والدكتور علام شوافدي واحمد ابراهيم تضامنوا مع المحاضر في العديد من النقاط كما اختلفوا معه في بعض النقاط التي ذكرها في المحاضرة النقدية معربين كذلك عن تميز وجهود المحاضر في تجارب المصطلحات النقدية التراثية لكونه يعد من ابرز صناعه واحدث نقلة كبيرة في ذلك من خلال مؤلفاته وبحوثه في ذلك المضمار الصعب وكان لهذه المداخلات الاثر في ذكر الناقد والمحاضر الدكتور الحارثي من وجهة نظره في كثير من الامور والنقاط التي تركزت فيها المحاضرة الثقافية واجاب عنها ببساطة ووضوح تام.