نظرا لان غالبية طالبات المرحلة الابتدائية (الصف الاول الابتدائي) لم يدخلن رياض الاطفال فانهن يشعرن بالخوف والرهبة عند دخولهن المدرسة مما يحدث صدمة في حياتهن, ففي السابق كانت الطالبة معتادة على الطلب من والدتها فقط والان هي تلميذة ويجب ان تبقى هادئة ولا تستطيع الكلام دون استئذان بل يتوجب عليها ان تظل صامتة دون حراك (وهذا ما يحدث في الكثير من المدارس الابتدائية). لذلك فان وظيفة المدرسة ان تعلمها كيف تعبر عن نفسها بوسائلها الخاصة كما ان عليها تطوير هذه الوسائل بواسطة الخبرات والميول والمهارات الاجتماعية والحركية والعقلية التي تحتاج اليها في حياتها. من هذا المنطلق قامت ادارة الابتدائية السادسة بالثقبة باستحداث فكرة الاركان التي يعمل بها منذ سنوات في مدارس رياض الاطفال. (اليوم) التقت بمديرة المدرسة هند عبدالرحمن الدوسري التي اوضحت الهدف من انشاء هذه الاركان وهو توفير الطمأنينة للطالبة الصغيرة واعطاؤها الحرية الكافية للتعبير عما بداخلها دون خوف او ملل. ومن الناحية التعليمية فان الطالبة تتعلم الكثير ثم تعود الى فصلها مما يسهل عليها عملية التعلم اضف الى ذلك اهمية الاركان في اكتشاف مواهب الطالبات في الرسم والكتابة والمهارات اليدوية, ومساعدتها على اتقان العمل وتنمية ذكائها مما يجعلها قادرة على الابتكار. كما ان الجلوس في حلقة مع الطالبات والتغيير من النشاط التعليمي الى نشاط اخر قد يجذب الطالبات مرة اخرى الى المواقف التعليمية ويقطع الروتين اليومي. وعن مدى الاستفادة من غرفة الاركان ذكرت هند الدوسري ان هذه الغرفة يمكن الاستفادة منها في حصص الانتظار حيث ان تنوع الانشطة التي يسهم في اكساب الطالبة خبرات كثيرة ويساعد على نمو شخصيتها. وتتكون الاركان من الركن الادراكي وركن المكتبة وركن الفنون وركن التعايش الاسري وترى مديرة المدرسة اهمية تطبيق الاركان في جميع المدارس للصفوف المبكرة حتى وان لم توجد غرفة خاصة حيث قامت المدرسة العام الماضي بانشاء اركان صغيرة بداخل كل صف, ولا ننسى ان كثرة عدد الطالبات قد يعيق العمل في الاركان ولكن المعلمة الممتازة تستطيع ضبط الصف وفق اوامر محددة منذ اول يوم دراسي. كما تحدثت مجموعة من معلمات الصفوف المبكرة في المدرسة عن التجربة حيث قالت المعلمة نورة الهاجري : افادتنا الاركان في تعليم الطالبات كيفية تركيب الكلمات والاعداد وغيرها بالاضافة الى تكوين علاقة حب ومودة بينهن. امال العبدالقادر مشرفة طلابية ذكرت ان غرفة الاركان اوجدت بين الطالبات تنافسا شديدا لتحقيق الامتياز والهدوء حتى يدخلن الاركان كسرا للروتين والتعرف على مفردات جديدة, كما انها ساعدتنا في معالجة العديد من السلوكيات (هيا الحميدي) تقول استفادت طالباتي من قراءة القصص والكلمات وعكسها, كما استطعن التغلب على معضلة الاملاء. موضي الخالدي: لم يبق لي سوى سنة واتقاعد ولكنني معجبة جدا بفكرة الاركان فقد تمرنت طالباتي في الصف الاول على استخدام العضلات والتركيب وابدعن في المطبخ كما قلت حركتهن داخل الصف حتى يكافأن بالذهاب الى غرفة الاركان. نورة القحطاني:استفادت الطالبات من فك الكلمات وتركيبها والقراءة والاعمال اليدوية والتعرف على الحيوانات وتربيتها. (وضحى الحارثي): من المعلمات اللاتي ساهمن بجهد كبير في تزويد غرفة الاركان بكل ما تحتاجه بهدف اكتساب مهارات غير موجودة داخل الصف الاعتيادي. كما عبرت مجموعة من الطالبات عن الاركان: دعاء الصف الاول قالت: الاركان حلوة وقد عملت بالصلصال اشكالا جميلة. عهود العتيبي الصف الثاني: يعجبني الركن الادراكي لتركيب الحروف والكلمات وهو ركن جميل ويفيدني في الرياضيات والقراءة. اثير القحطاني قالت: احب ركن المنزل حيث اعتدت على مساعدة امي في المنزل؟ عبير الخالدي: احب الركن الايهامي. غادة المقبول الصف الثالث: احب ركن المكتبة والقراءة وقد اعطتني المدرسة بطاقة فارسة القراءة وقد اعتاد ابي شراء القصص لنا. وفي ختام اللقاء التقينا بعدد من طالبات الصفوف العليا بالمدرسة قالت آلاء الزهراني (سادس) احب ركن المطبخ واحب مساعدة امي مريم الدوسري: بودي دخول الركن الايهامي. نوره القحطاني (سادس): اتمنى لو كنت صغيرة لالعب وادخل ركن القصص وقد تمنت اختى في الصف الثاني الابتدائي ان تصبح لديها معلمة غائبة لتذهب الى غرفة الاركان. الركن الايهامي