امتدح معالي الدكتور عبدالله بن محمد المطلق / عضو هيئة كبار العلماء عضو اللجنة الدائمة للإفتاء جهود وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تنظيم معارض وسائل الدعوة إلى الله، التي تنظمها بشكل دوري في مناطق المملكة بعنوان (كن داعيا) مشيراً إلى ان اختيار شعار (كن داعيا) لهذه المعارض كان موفقاً وناجحا، تدعو للخير ولا تدعو للشر فكن داعيا إلى الخير دائما . وقال معالي الدكتور عبدالله بن محمد المطلق: إن الدعوة إلى الله في محيط الأسرة هي من الدعوة الواجبة المتعينة، لأن الدعوة إلى الله تعالى إما أن تكون فرض عين، وإما أن تكون فرض كفاية، الله تعالى قد أمر عباده المؤمنين بان يكونوا دعاة إلى دينه، هداة إلى سبيله ، قال جل من قائل : (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر) وقال تعالى (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) والدعوة في محيط الأسرة والتي نزل فيها قول الله تعالى (وأنذر عشيرتك الأقربين) والنبي صلى الله عليه وسلم عندما يتحدث المؤرخون عن أول من أسلم من النساء يقولون من النساء خديجة، ومن الشباب الصغار علي بن أبي طالب ، هذا الشاب وهذه المرأة كلهم في بيت النبوة . وأشار معاليه في هذا السياق إلى أن الدعوة انطلقت من بيت النبوة والنبي صلى الله عليه وسلم أول ما انشغل بالدعوة نزل عليه قول الله تعالى : (يأيها المدثر قم فأنذر) أول من أنذر خديجة زوجته وعلي بن أبي طالب ابن عمه الذي رباه في بيته، فالدعوة إلى الله تعالى في محيط الأسرة من أول ما شغل النبي صلى الله عليه وسلم وهي أول ما يشغل الرجل المسلم، لأن الله تعالى أوصى عباده المؤمنين فقال (يأيها الذين أمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة) والوقاية من النار تحتاج إلى دعوة والدعوة تحتاج إلى وسائل . وتطرق معالية إلى أهم الوسائل التي ينبغي للمسلم أن يستعملها في دعوته إلى الله تعالى في محيط الأسرة، وأول هذه الوسائل وسيلة الاتصال برفق ومحبة وإقناع، وقال: يخطي كثير من الناس عندما يظنون أن الدعوة هي الخطابة، الدعوة أعظم وسائلها الاتصال الشخصي المحادثة عن قرب المناقشة، الاقناع، واستغلال هذه الوسيلة مع الأبناء والزوجة ومع الأخوة والأخوات . وأبان معالي الدكتور المطلق أن واقع الناس بعيد عن الدعوة الصحيحة السليمة، بعض الأباء لا يعرف إلا الشدة، مشيراً إلى أن وسائل الدعوة إلى الله تشجيع الأبناء، وقال: لابد من مضاعفة الجهد بطريقين الطريق الأول، طريق الوقاية أنك تقي أبناءك وتصلحهم، الطريق الثاني طريق العلاج وتستعين بمن يعينك عليه . وأضاف معالي الدكتور الشيخ المطلق أن من وسائل الدعوة إلى الله تعالى في محيط الأسرة التعليم بالمدرسة بالكتاب، بالمجلة، بالمحاضرة، وتعليم الأبناء ما ينفعهم دائما، نسمعهم الأخلاق الكريمة المسجلة في القرآن الكريم وفي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم . ولفت معالية في هذا السياق النظر إلى أن بعض الناس لا يحرص على ولده أن يسمع خطبة الجمعة التي هي درس أسبوعي في المسجد ولذلك تجد ولده يأتي بعدما تنتهي الخطبة ويصلي ويرجع، وقال: إذا كانت جميع وسائل الدعوة الشرعية المتاحة لا يستفيد منها، لا تتابعه في المدرسة، أو في سماع خطبة المسجد، ولا تتابعه في سماع بعض البرامج النافعة بالقرآن الكريم ولا تصطحبه للمحاضرات الدينية، ولا تشتري له أشرطة نافعة، ولا تساهم معه في مجلة نافعة، ولا تأخذه إلى رفقه طيبة ، إذا من يربي ولدك؟ قرناء السوء في الشارع ، جراثيم الأخلاق، الفئة الفاسدة إذا ما هو الشيء الذي قدمته لولدك؟ فلابد من الاهتمام بهذه الأمور . وتحدث عن وسائل الدعوة إلى الله في محيط الأسرة وقال: من وسائل الدعوة إلى الله اختيار الصديق الطيب في المسجد ، في الحي يوصي ابنه على الاختلاط بالأصدقاء الصالحين والطيبين ومن الوسائل أيضا الإثابة والعقوبة ولهذا كان على الآباء والأمهات مسؤولية اختيار الصديق الصالح للابن، والصديقة الصالحة للبنت فإن الدعوة والتربية إلى الله مسئولية الوالدين ونحن نعرف الحديث العظيم (كلكم راع ومسئول عن رعيته) . وضرب معاليه أمثلة بتشجيع الأبناء على السفر مع الرفقة الصالحة لمكة والمدينة وإلى غير ذلك فأنا لكي أمنع أولادي من الشر أفتح لهم أبواب الخير بالإضافة إلى التشجيع للأبناء ومدحهم وإعطائهم الفرصة ليعبروا عن آرائهم .