يتعاون علماء الاحياء والاطباء والمهندسون في استنباط طرق لتطوير انسجة حية من خلايا بشرية ومواد مغذية ومواد بلاستيكية لمساعدة المرضى الذين يعانون من اختلال وظائف الكبد ونوبات قلبية وتآكل مفاصل الركبة باجزاء تعويضية. وتعرف هذه العملية في إطار التكنولوجيا الحيوية باسم هندسة الانسجة. وقال مدير المركز الالماني للمواد الحيوية والاعضاء التعويضية البروفيسور هنريش بلانك هذا عمل يتطلب كثيرا من الصبر. وبدأ فريق برئاسه بلانك منذ 15 عاما في إعداد بنكرياس صناعية. وأوضح هذا شيء يمكن أن يساعد المصابين بالسكر الذين لا يفرز البنكرياس لديهم مادة الانسولين. واكد بلانك ان المشروع لم ينجح عندما اتضح من الاختبارات المعملية أن الدم البشري والبلاستيك اللذين استخدما لم يتجاوبا تماما، وظهرت تجلطات دموية في الاختبارات. ومن ثم اضطر الباحثون للاتجاه إلى مادة أكثر تناسبا مع الدم البشري. وسيبدأ الفريق في فصل الصيف في زرع بنكرياس، وإذا سارت الامور وفقا للخطة الموضوعة فهذا يعني أن المصابين بمرض السكر سيمكنهم خلال سنوات قليلة الاستفادة من عملية الزرع، أي أنهم لن يحتاجوا لحقن أنفسهم بالانسولين يوميا. وأضاف ان من الافضل استخدام الخلايا البشرية. لكنه قال ان الابحاث بشأن الخلايا الاساسية لم تتقدم إلى حد كاف وان الاعضاء التي يتم التبرع بها نادرة. ويريد المركز أيضا تقديم العون في مجال غضاريف المفاصل المستهلكة، والهدف هو أخذ خلايا غضاريف سليمة ووضعها في قالب من الحمض اللبني الغزير وتركها حتى تتكاثر. ويمكن لاحقا زرع النسيج الذي نما في المريض. وقال بلانك: التحدي هنا هو أن ينمو الغضروف القادر على تحمل أقوى الحركات الآلية. واتضح أن التجارب بغضاريف أكثر مرونة توجد في الانف والاذن تعتبر أكثر صعوبة مما كان متوقعا. واشار البروفيسور الى ان الغضروف لم يكن صلبا إلى حد كاف، والاهم من ذلك، من يريد أذنين متدليتين؟. والانسجة التي يتم تنميتها صناعيا لا تستخدم لدى البشر فحسب، فالباحثون يعمدون إلى استخدام هذه الانسجة في اختبار الادوية وفي تحسين الابحاث الخاصة بالعقاقير. وقال دومينيك مونز من مؤسسة فراونهوفر للتكنولوجيا الطبية الحيوية في مدينة سانت انجبرت في سارلاند ان هذا النوع من الابحاث يقدم الفرصة على المدى الطويل للاستغناء عن التجارب على الحيوانات. وفي هذه المؤسسة يعمل علماء الاحياء والمهندسون جنبا إلى جنب. وعلماء الاحياء يتولون تنمية مادة شبكة العين ونسيج عضلة القلب من خلايا مأخوذة من أجنة الدجاج ومواد مغذية. وقال مونز النسيج لا يرى بالعين المجرّدة، ولكن إذا نظرت من خلال مجهر ترى خلايا عضلة القلب تنتفض. والمهندسون في المركز يضعون أيضا تصميما لجهاز الكتروني يوضع مع الغضاريف في النسيج الذي تم تنميته. وباستخدام القياسات الكهربائية يمكن أن يرى المهندسون ما يحدث في الخلايا. وأوضح مونز يمكنك أن ترى مثلا ما إذا كانت نواة الخلية تموت في أثناء انقسام الخلية. ويمكن استخدام هذه العملية لاختبار فعالية العلاج الكيماوي للسرطان والتحقق مما إذا كانت المبيدات الحشرية تضر بالخلايا السليمة. وأضاف بهذه الطريقة يمكن إرساء حدود للمواد السامة التي تضر بالفرد. وكان استخدام هذه التقنيات في الابحاث الخاصة بالعقاقير مخيبة لآمال مهندسي الانسجة في بعض الاحوال، حيث لاحظوا انه لا يمكن تنمية كبد أو قلب كامل. وقال بلانك وردت لفترة من الوقت تقارير مبهجة، وبخاصة من الولاياتالمتحدة، ولكنها كانت تهدف إلى الحصول على نقود من أجل الابحاث. وأضاف أن هذا الزمن ولى. ورأيه هو أن كل شيء تقريبا ممكن، وإنما يحتاج الامر إلى وقت.