البشاشة تكسو وجهه والسماحة حليته، والعدل والاحسان والرفق خلقه تبدو عليه خشية الله يزينه ايمان بربه لا يغلظ في قول ولا يقسو في معاملة، شخصيته تنبئك عن انسانية فذة يحب الخير ويعمل له.. انه ذلك البائع المتواضع قنع بما رزقه الله وامن بما عنده ملك الناس بوده واضفت عليه سماحته حب الناس، والتوفيق من الله، لقد تملكتني غبطة عظيمة من كثر ما رأيت من المشترين من محله.. فلا اخفيك انني عدت له مرات ومرات وانا ارى الناس هم الناس بل في ازدياد فكلما هممت ان اسألة زادني خلقه حياء. ولكن هذه المرة تطفلي لم يدعني الا ان اسأله عن هذا التوفيق في البيع والشراء وان كان في السؤال حرج ولكنه فطن لي وعاجلني بالاجابة وقال شعاري (القناعة اصل الغنى) وكأنه اشبع تطفلي. ثم اردف قائلا وكأنه يريد ان يعطيني درسا في الحياة فاصغيت اليه وكلي رغبة فقال: ممارسة العمل فضيلة والنية الطيبة والاحسان الى الناس والكلم الطيب كل ذلك خير قال تعالى (وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) وحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (قد افلح من اسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما أتاه) وقول بعض الحكماء: (انت اخو العز ان التحفت بالقناعة) فكنت انظر اليه واطلب منه المزيد ولكن حركة البيع والشراء عطلت علي درس القناعة ما اجمل حديثه! وما احسن معاملته والحقيقة التي لاجدال فيها (ان القناعة كنز لا يفنى).. وان القليل مع القليل كثير.. (وأن الدين المعاملة). انه التاجر الامين الصادق قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (التاجر الأمين الصدوق مع النبيين والصديقين والشهداء) وقال صلى الله عليه وسلم (رحم الله رجلا سمحا اذا باع واذا اشترى واذا اقتضى). ويعلمنا ديننا الحنيف - ان انظار المعسر واجب وابراءه سنة وفضيلة التجاوز عن المعسر لها مقام محمود عند الرحمن (تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم قالوا ما عملت من الخير شيئا؟ قال كنت آمر فتياني ان ينظروا ويتجاوزوا عن المعسر قال فتجاوزوا عنه). اما من يأكل اموال الناس بالباطل ويغش ويخادع فالويل والثبور لحاله والكساد لماله وروى رفاعة انه خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم الى المصلى فرأى الناس يتبايعون فقال: (يا معشر التجار فاستجابوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورفعوا اعناقهم وابصارهم اليه فقال: ان التجار يبعثون يوم القيامة فجارا الا من بر وصدق). وضد القناعة الطمع وهو خلق مذموم قال بعضهم لو قيل للطمع: من ابوك؟ قال: الشك في المقدرو ولو قيل له: ما حرفتك؟ قال اكتساب الذل، ولو قيل له: ماغايتك؟ قال: الحرمان قيل الطمع يذل الامير والرجاء يعز الفقير. فهل نفعل الخير؟ ونحذوا حذو الصالحين ونكسب أنفسنا خلق القناعة ونتجنب رذيلة الطمع ارجو ذلك. علي السنني