بدأت هذه الفكرة في بعض دول العالم منذ عشر سنوات تقريبا. وهي أسلوب جديد وناجح يقوم باستغلال المناطق التي تحتوي على مياه جوفية ذات ملوحة معتدلة في الصحارى لانشاء برك واحواض صالحة لتربية وانتاج كائنات بحرية مثل السمك والربيان واستثمارها تجاريا محليا ودوليا. ان إنشاء مثل هذه الحظائر السمكية يتطلب البحث والتنقيب عن مياه جوفية والتي تتوافر بكميات لا بأس بها داخل مغارات وكهوف قديمة تتواجد تحت أرض صحراوية قاحلة. ويتطلب هذا العمل الحفر الى أعماق تتراوح بين 15 و50 مترا تحت سطح الأرض. تتميز هذه المياه الاجنة بملوحة منخفضة تناسب تماما انتاج نوعية عالية الجودة من الأسماك والربيان بكميات تجارية. قد يظن البعض ان هذا المشروع لا يبدو عمليا, وان تكلفة انشائه قد لا تغطيها أرباحه مقارنة بالحظائر السمكية المتوافرة بالقرب من بعض الخطوط الساحلية. لقد أثبتت الدراسات ونتائج التجارب الميدانية لهذا المشروع ان الكائنات البحرية المنتجة من الحظائر السمكية الصحراوية تحظى بحماية من الأمراض التي غالبا ما تنتشر بين الكائنات البحرية المرباة في الحظائر السمكية البحرية المستمدة مياهها من البحار او المحيطات.في بعض مناطق العالم يستخرج من الحظائر السمكية الصحراوية ما يزيد على 30 مليون طن من الأسماك سنويا بمبيعات تتعدى 40 بليون دولار, حيث يكون معدل درجات الحرارة في هذه الصحارى في شهر اغسطس حوالي 37 درجة مئوية, بانعدام شبه كامل في هطول الأمطار عليها. تستغل هذه الفكرة في مختلف أنحاء العالم مثل الصين, الشرق الأوسط, الولايات الجنوبية من الولاياتالمتحدةالأمريكية وغيرها. ففي أريزونا يطلق على الربيان المنتج بهذا الأسلوب حلوى الصحراء (Desertsweet) وذلك لقلة ملوحة لحمه مقارنة بالربيان المنتج في مياه البحر. توجد الآن في ولاية أريزونا 30 مزرعة سمك مصرحة من قبل الدولة تعمل بهذا الأسلوب تنتج أكثر من نصف مليون طن من الأسماك المتنوعة وما يزيد على طن من الربيان سنويا. السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو أليس من الضروري المحافظة على المياه الجوفية وخاصة في الصحراء؟ الاجابة عن هذا السؤال بسيطة, لان المياه التي تستغل لمثل هذا المشروع هي مياه جوفية مالحة أساسا فلا يمكن استغلالها للشرب, فبدلا من اهدارها بتركها قابعة تحت سطح الأرض قرونا عديدة, يمكن الآن استغلالها في مثل هذه المشاريع. يوجد تفكير الآن في استغلال هذه المياه بطريقة ثلاثية الأبعاد, وذلك باستخراجها وضخها الى منتجعات استجمامية للذين يعانون بعض أمراض العظام مثل الروماتيزم, بعد ذلك يعاد ضخها الى المزارع السمكية حيث يتم استخدامها في تربية السمك والربيان, بعد ذلك وبعد ان تكون هذه المياه قد حصلت على كمية جيدة من مخلفات الأسماك الطبيعية والتي تقوم بعمل السماد يمكن الاستفادة منها في عملية ري محاصيل زراعية قادرة على تحمل مياه ذات درجات ملوحة منخفضة مثل الطماطم, التين، والزيتون، وغيرها. أكدت دراسات أجريت في هذا الصدد توافر مخزون مياه جوفية مالحة بكميات لا بأس بها في المناطق الصحراوية من العالم يكفي للقيام بمثل هذه المشاريع الاستثمارية الى 200 سنة قادمة, وهي فترة زمنية كافية وكفيلة لكي يقوم العلماء بايجاد أسلوب أفضل من ناحية التكلفة والتقنية لتحلية المياه المالحة.