لا يزال الخلاف قائما بين المطربين فيمن سيقوم ببطولة الفيلم السينمائي الذي يحكي قصة حياة الفنان الراحل محمد فوزي, فتارة نجد أن الفنان وليد توفيق يعلن أنه حصل على موافقة ورثة محمد فوزي لتجسيد شخصيته فيما أعلن الفنان محمد ثروت مؤخرا انه كان بصدد الإعداد لفيلم عن حياته ومشواره الفني منذ خمس سنوات ولكن العمل تعطل بسبب مرض ثم وفاة المخرج عاطف سالم إلا أنه ينوي استكمال المشروع الذي بدأه خاصة أن هناك اوجه تشابه بين فوزي وثروت فكلاهما من نفس البدلة وكلاهما بدأ مشواره الغنائي في سن صغيرة في بلدته فمن يا ترى سيفوز بتجسيد الشخصية؟ ولد محمد فوزي في 15 أغسطس من العام 1918 بكفر الجنيدي بالقرب من مدينة طنطا بمحافظة الغربية واسمه الحقيقي محمد فوزي عبدالعال الحو وكان لوالده 25 طفلا من ثلاث زيجات وكان فوزي الترتيب ال 21 بين أخوته وأكبر أخوته الخمسة الذين أنجبهم والده من زوجته الثالثة وشقيقته التي تصغره ببضع سنوات هي الفنانة الكبيرة هدى سلطان والتي لم يكن راضيا عن دخولها مجال الفن. وأما بداية محمد فوزي الفنية فقد كانت مع الطرب حيث بدأ الغناء وهو صغير بالمدرسة الابتدائية ثم بالمدرسة الثانوية. وبعد ان تخرج في معهد الموسيقى العربية انضم الى فرقة بديعة مصابني مقابل سبعة جنيهات شهريا وبعدها انتقل الى فرقة فاطمة رشدي التي اكتشفت موهبته في التلحين فأسندت اليه تلحين المسرحيات التي كان يخرجها عزيز عيد لفرقتها والطريف في مشوار محمد فوزي الفني أنه حين تقدم لاعتماده في الإذاعة رأت اللجنة أنه ملحن اكثر منه مطربا فتم اعتماده ملحنا ولم يتم اعتماه مطربا الا بعد قيام ثورة يوليو 1952. بدأت علاقة محمد فوزي بالسينما في عام 1944 عندما اسند اليه يوسف وهبي دورا مهما في فيلم (سيف الجلاد) وبعده انهال عليه بعد ذلك العديد من العروض الفنية. اما ثاني أفلام محمد فوزي فقد كان (قبلة لبنان) في عام 1945 امام أنور وجدي ومديحة يسري وهو الفيلم الذي حقق نجاحا ساحقا فاق كل التوقعات, ويقال ان هذا الفيلم كان بداية الإعجاب الذي جمع بينه وبين الفنانة الجميلة مديحة يسري الا ان هذا الإعجاب لم يكلل بالزواج الا بعد فترة طويلة وكان ذلك بعد انفصاله عن زوجته الأولى السيدة (هداية) وهي من خارج الوسط الفني والتي أنجب منها ثلاثة أبناء هم: المهندس نبيل والدكتور منير والمهندس سمير وهكذا فقد تزوج من الفنانة مديحة يسري بعد انفصالها عن زوجها الثاني النفان محمد أمين, وعلى هذا تكون مديحة يسري هي الزوجة الثانية في حياة محمد فوزي وكان هذا في أواخر الاربعينيات وكان لها منه ابن اسمه (عمرو) والذي توفي في حادثة سيارة وأثمر هذا الزواج عن مجموعة من الأفلام الناجحة التي جمعتهما معا في أفلام ( فاطمة وماركيا وراشيل) 1949 ومن أين لك هذا؟ 1952 (وبنات حواء) 1954 و(معجزة السماء) 1956. وبعد الانفصال تزوج الفنان محمد فوزي من ثالث زوجاته الفنانة كريمة والتي كانت تلقب بفاتنة المعادي بينما تزوجت مديحة يسري في السبعينيات من رابع ازواجها المتصوف الشيخ ابراهيم الراضي سلامة. وفي عام 1946 قدم أفلام (مجد ودموع) مع نور الهدى و(عدو المرأة) مع صباح وزكي رستم و(أصحاب السعادة) مع رجاء عبده وسليمان نجيب وفي عام 1947 أسس محمد فوزي شركة انتاج تحمل اسمه وكان باكورة انتاجها فيلم (العقل في اجازة) والذي شاركته فيه البطولة ليلى فوزي وبشارة واكيم وشادية التي غنت فيه مجموعة من اجمل الأغنيات التي لحنها لها محمد فوزي, ثم فيلم (قبلني يا أبي) مع نور الهدى (وعروسة البحر) مع عقيلة راتب وعبد الفتاح القصري و(صباح الخير) مع صباح ومحمود شكوكو. بعد ذلك توالت الأفلام التي أنتجها ومنها (حب وجنون) مع تحية كاريوكا وعبد السلام النابلسي و(صاحبة العمارة) و(نرجس) مع نور الهدى وزوز ماضي 1948 و(بنت حظ) مع سامية جمال وعلي الكسار و(الروح والجسد) مع كاميليا وشادية وكمال الشناوي و( المراة والشيطان) مع لولا صدقي وسميحة توفيق و(صاحبة الملاليم) مع شادية وثريا حلمي و(المجنونة) مع ليلى مراد واسماعيل يس 1949 و(آه من الرجالة) و(بنت من باريس) مع تحية كاريوكا وغرام راقصة مع تحية كاريوكا وزينات صدقي و(الزوجة السابعة) مع ماري كويني و(الآنسة ماما) مع صباح وسليمان نجيب 1950 و(الحب في خطر) مع صباح ووداد حمدي و(نهاية قصة) مع مديحة يسري ولولا صدقي (ورد الغرام) مع ليلى مراد 1951 و(كم أين لك هذا) و(يا حلاوة الحب) مع نعيمة عاكف ولولا صدقي 1952 و(فاعل خير) و(ابن للايجار) 1953 مع ليلى فوزي وماري منيب و(بنات حواء) مع شادية ومديحة يسري و(دايما معاك) مع فاتن حمامة وبرنتلي عبدالحميد 1954 و(ثورة المدينة) مع صباح وحسين رياض 1955 و(معجزة السماء) 1956 مع مديحة يسري و(كل دقة في قلبي) مع سامية جمال ونازك و(ليلى بنت الشاطئ) مع ليلى فوزي وفايزة احمد 1959م. وهكذا أصبح محمد فوزي على رأس المنتجين الشينمائيين في مصر ثم أسس شركة (مصر فون) لتكون أول شركة للاسطوانات في الشرق الأوسط والتي لحق بها استديو لتسجيل الألحان والأغاني وكان تأميم هذه الشركة في أوائل الستينيات من أكبر الصدمات في حياته بل وأعظمها حتى بدأت بعدها متاعبه الصحية ومرضه الذي احتار فيه أطباء العالم في تشخصيه وقرر السفر للعلاج بالخارج وبالفعل سافر الى لندن في اوائل عام 1965 ثم عاد الى مصر ولكنه سافر مرة أخرى الى المانيا بعدها بشهرين إلا ان المستشفى الألماني أصدر بيانا قال فيه انه لم يتوصل لمعرفة مرضه الحقيقي ولا كيفية علاجه وأنه خامس شخص على مستوى العالم يصيبه هذاالمرض. وهكذا دخل محمد فوزي دوامة طويلة مع المرض الذي أودى بحياته الى أن توفي 20 أكتوبر 1966. وقد بلغ رصيد محمد فوزي من الأغنيات 400 أغنية منها حوالي 300 في الأفلام من أشهرها (حبيبي وعنيه) و(شحات الغرام) و(تملي في قلبي) و(حشونا الحبايب) و(اللي يهواك أهواه) ومجموعة من أجمل أغنيات الأطفال التي أشهرها (ماما زمانها جاية) و(ذهب الليل وطلع الفجر) وغيرها من الأغاني الخالدة كما أنه مؤلف النشيد الوطني الجزائري.