سيحفظ تاريخ العاب القوى السعودية مكانا خاصا في سجلاته للعداء مخلد العتيبي الذي منح المملكة اول ذهبية لها في مسابقة ام الالعاب في تاريخ مشاركاتها في دورة الالعاب الاسيوية. ولم يكن احد يسمع بالعتيبي قبل دورة الالعاب الاسيوية الرابعة عشرة المقامة حاليا في بوسان لكن اسمه بات على كل شفة ولسان بعد ان توج بطلا لثنائية نادرة بفوزه بذهبيتي سباقي 5 آلاف م و10 آلاف م. وبات العتيبي رابع عداء فقط في تاريخ الالعاب الاسيوية يتمكن من الفوز بسباقي المسافات الطويلة بعد ان سبقه الى هذا الانجاز السريلانكي س.ل. روزا عام 1970 والهندي هاري شاند عام 1978، والياباني توشيناري تاكاوكا عام 1984. ونال العتيبي شرف ان يكون اول سعودي يهدي رياضة العاب القوى ذهبية في مسابقة ام الالعاب عندما توج بطلا لسباق 10 الاف م يوم الاثنين الماضي. ولم يكن العتيبي مرشحا ليطوق عنقه بذهبية السباق خصوصا انه حل رابعا في بطولة اسيا الاخيرة في كولومبو قبل نحو شهرين على مسافة 5 الاف م لكنه ضرب عرض الحائط بالتوقعات وطار نحو المركز الاول مسجلا 89ر41ر28 دقيقة، وقال (لم اكن في كامل لياقتي البدنية في كولومبو وارتكبت العديد من الاخطاء خلال السباق، لكنني جئت الى بوسان مصمما على تحاشي هذه الاخطاء). وكم كانت فرحة العتيبي عارمة عندما اجتاز خط الوصول وراح يوزع القبل على الجمهور ووصف فوزه بانه (اجمل انجاز احققه في مسيرتي، واريد ان اوجه الشكر الى الاتحاد السعودي الذي وضع كل الامكانات تحت تصرفي). وكان اول انجاز سعودي في العاب القوى الدورة الثانية عشرة في هيروشيما 1994 بواسطة سعد شداد الاسمري في سباق 3 الاف م موانع عندما احرز الميدالية الفضية، وعبر عليان القحطاني الذي نال برونزية سباق 10 الاف م، ثم غابت السعودية عن دورة بانكوك عام 1998 بسبب علاقاتها المتوترة مع تايلاند. وكان سباق 5 الاف م مبرمجا بعد يومين والمنافسة فيه حامية الوطيس خصوصا مع القطري خميس عبدالله الذي توج بطلا لسباق 3 الاف م موانع عشية السباق، لكن العتيبي نجح بفضل سرعته النهائية في حسم السباق في مصلحته في حين كان منافسوه يلهثون وراءه. وسجل العتيبي 48ر41ر13 دقيقة وبعيد اجتيازه خط النهاية ركع ليصلي ثم لف العلم السعودي حول عنقه قبل ان يطوف ارجاء الملعب ليحيي الجمهور. وعن انجازه قال العتيبي (انها ثنائية أعتز بها، وكنت متحمسا لاحرازها وقد وفقت في ذلك). ويمتاز العتيبي (174 سنتم و67 كلغ) المولود في 30 نيسان/ابريل عام 1980 بسرعته النهائية، وقال عن السباق (كنت آمل ان يكون ايقاع السباق سريعا منذ البداية لاني امتاز بالتحمل والسرعة النهائية، لكن ذلك لم يحصل سوى قبل لفتين من نهاية السباق وقد ساعدني ذلك لان تكتيكي كان يرتكز على مراقبة السباق وترك المبادرة للعدائين الاخرين على اساس ان انقض على المركز الاول والذهبية في الامتار الاخيرة). ولن تكون الالعاب الاسيوية نهاية المطاف بالنسبة الى العتيبي لان الامير نواف بن محمد رأى فيه عداء يملك المواصفات اللازمة ليتوج بطلا اولمبيا في المستقبل، وقال (لدينا بطل اولمبي جديد، وهذا العداء هو نجم منافسات العاب القوى في هذه الدورة وسنضع كل الامكانات في تصرفه لكي ينافس على اعلى المستويات في البطولات المقبلة). وتابع (انه عداء سيكون له شأن في المستقبل وهذا امر نعتز به، ما حققه يعتبر انجازا لانه توج بطلا لسباقين شاقين يتطلبان بذل الكثير من الجهود وذلك في مدى 48 ساعة). اما ابرز انجازات العتيبي قبل مشاركته في بوسان فكانت على مستوى الناشئين في بطولة اسيا لاختراق الضاحية عام 1999 عندما فاز بذهبية سباق 10 الاف م وفضية 5 الاف م.