يظن البعض أن الشبكة العالمية (الإنترنت) قناة ترفيهية في مجمل برامجها المعرفية .. وثمة جانب آخر لم يكن بمنأى عن هذا التصور فيظنها محطة إدمان حقيقي يستوجب الإقلاع عنها. ونحن نقيس مدى قوة تلك النافذة الصغيرة التي تأخذك إلى كل جوانب المعرفة في أي مكان من العالم دون حدود جغرافية أو سياسية نقيسها بالخدمات العملاقة التي تقدمها لكافة الاتجاهات الحيوية التي تساهم في تطوير المشاريع التنموية على كافة الأصعدة.وهذا المقياس في سبيل المثال لا الحصر لتلك الشبكة الرائجة يضعنا أمام مسئولية كاملة لتفعيل دورنا الرائد في هذا المنحى الاستراتيجي الهام وفي ظل تلك التطورات التي لم تتسن لنا مسايرتها أو حتى اللحاق بها.فكم تمنينا أن نجد تلك المواقع العربية المتخصصة التي ترقى إلى ذوق المتلقي وتواكب طموحاته .. فليس هناك موقع عربي تستطيع من خلاله دار المعرفة المحضة التي تفي بحاجتك أو تشبع فضولك .. ولكنك في المقابل ستجد المواقع ذات الصوت الواحد الضعيف الذي لاتفهم منه إلا القليل الهين من المعارف .. فجميع المواقع العربية في قالب متحد وهي توائم من أم واحدة .. فضلا عن المواقع الشخصية التي لاترى لوجودها أي مبرر والتي تصيبك بالغثيان لما تتناوله من معلومات رخيصة لاقيمة لها ولا ترى أي مبرر لنشرها عبر هذا المنبر العملاق .. وفي الجانب الآخر الذي لا ينطق بلغة الضاد ستجد تلك المواقع الضخمة النشطة المختلفة في مضامينها و أشكالها تتأرجح بيننا بعوامة شاملة تفرض علينا التطبيع معها بكل ماتحويه من صنوف العلوم الأجنبية وأشكالها .. فهي تسعى دائماً لتنشيط ذاكرة المتلقي و تضعه في أولويات اهتماماتها بينما مواقعنا المتواضعة جدا تأخذك بمحمل تاريخي متواضع لمجمل موضوعاتها .. حتى في نشر الخبر . وبحكم إدارة تلك الشبكة الذاتية فإننا نتألق بآمال لا تبدو صعبة المنال في تحسين صورتنا العربية أمام الجانب الآخر.. بالرغم من وجود الجريمة الإلكترونية التي تقف حجر عثرة في طريق التقدم الإلكتروني العربي. التخوف وضعنا في المؤخرة يقول السيد محمد عبدالله السعد : إنه يجدر بنا قبل البدء في تعميم مفهوم الإنترنت وتطويره على المستوى العربي والرسمي أن نجد لأجهزتنا ضمانات قادرة على حمايتها من الملوثات والأخطار الفاتكة المحيطة بها والتي تهددها في كل لحظة مشيرا إلى أن الغالبية من الدول المتقدمة استطاعت أن تجد لها ضمانات جدارية واقية تحمي أجهزتها ومعلوماتها الإلكترونية من السطو والفيروسات الضارة وذلك بصورة شبه آمنة .. لكن مع هذه الاحتياطات لاتزال الجرائم الإلكترونية تحيط بكل جهاز له صلة بشبكة الإنترنت حيث تنوعت أساليب جرائم الحواسيب وتعددت اتجاهاتها وزادت أخطارها وخسائرها حتى صارت من مصادر التهديد البالغة للاقتصاد ومراكز المعلومات في الدول التي تتركز مصالحها الحيوية مع المعلوماتية وبنيتها التحتية .. وتحولت هذه الجرائم من مجرد انتهاكات فردية لأمن النظم والشبكات والمعلومات إلى ظاهرة تقنية عامة ينخرط فيها الكثيرون ممن تتوافر لديهم المعرفة والإمكانات الفنية في مجال الكمبيوتر وشبكات الاتصال بشكل يمكن ترجمته رقميا استنادا إلى مؤشرات إحصائية بحيث يمكن القول : إن مركزا واحدا من كل 40 مركز كمبيوتر يتأثر بهذه الجرائم وإن واحدة فقط من كل 100 جريمة هي التي تكشف وأن اثنتين فقط من كل عشرين يتم الإبلاغ عنها وأن واحدة فقط من كل 33 جريمة يحكم على مرتكبيها بعقوبة سالبة للحرية وهو ما يعني إحصائيا أن فاعلا واحدا من كل 22 ألفا من مرتكبي هذه الجرائم يمكن أن تنزل به مثل هذه العقوبة بعد أن يحكم عليه. ويضيف: وليس من شك أن مواقعنا رغم عددها الذي لا يستهان به مطلقا إلا أنها لم غير قادرة على مواكبة أو ملاحقة النظم المعلوماتية العالمية التي وصلت إليها الدول المتقدمة .. ويرجع السبب الرئيسي في تقدمهم في هذا المجال إلى جسارتهم وإقدامهم في تحدي كل شيء يمكن أن يقف في طريقهم والتي لم نستطع نحن بأجهزتنا المتواضعة أن نخوضها كي نكون ضمن هذا الحشر المتقدم في كافة المجالات المعلوماتية. وجود قاعدة سيحل المشكلة ويرى أحمد سالم الحمدان: إنه علينا قبل البدء في إلقاء اللوم على الآخرين سواء من أبناء جلدتنا أو غيرهم أن نصل إلى قاعدة محلية تستطيع مجاراة هذه النظم والمعلومات .. فاليوم مازلنا بالفعل في (أ) فيما يتعلق بفهمنا لآلية الإنترنت .. وهذا يتطلب منّا الجد والعمل كي نجد القاعدة التي تكفل نهوضنا ومواكبة العالم الذي سبقنا بمسافات كبيرة في هذه المجالات وفي المجالات الأخرى. ويقول: ندعي دائما دون وعي أنه ليس ثمة جرائم حاسوبية على مستوى الوطن العربي والحقيقة غير ما ندعيه تماما .. فالجرائم موجودة على الدوام .. لكننا كحقيقة مؤسفة لم نستطع اكتشافها .. فطالما ارتبط العالم العربي بالشبكات الدولية والبنوك العالمية ولابد من أن ثمة جرائم .. لكن من يستطيع اكتشافها؟ وفي ختام الحديث دعا الحميدان الشباب الطموح إلى احتراف الإنترنت وأن يكونوا نموذجا نفتخر به في قيادة دفة هذه القناة الهامة وأن يجدونا بين هذه المواقع الهائلة التي تشق طريقها بكل قوة من كل مكان كي نتحرر كأقل تقدير من هذا المسمى العتيق (العالم النامي أو الثالث )الذي يطلقه علينا العالم المتقدم في كل مناسبة .. مطالبا الجميع بتحرير أنفسهم من القيود المحبطة التي لا تساعد مطلقا على نمو وتطوير هذا الجانب .. وأن يجدوا مواقع تمثل الصورة الحقيقية للوجه العربي بشكل خاص والإسلامي بصفة عامة.