تابعت المشاكل التي ظهرت بين أمين عام نادي القادسية المستقيل حسين البلوشي وبين ادارة النادي، وكتبت مقالين أوضحت فيهما وجهة نظري، وتمنيت لاحقا أن تعود الأمور لنصابها وأن يظل البلوشي على وجهة نظره داخل المجلس وبعيدا عن الاعلام لان الاختلاف في وجهات النظر ظاهرة صحية ومفيدة لمن تهمه المصلحة العامة. ولكن الأمور أخذت جوانب متعددة ومتباعدة فضل بعدها البلوشي الابتعاد عن النادي في خطوة لا يتمناها أي شخص واع بضرورة وجود وجهات نظر متباينة لان ذلك سيساعد على كشف الأخطاء. مجلس ادارة القادسية مثله مثل أي مجلس آخر لا يعتمد على شخص واحد فسواء بقي البلوشي أو رحل فإن الحياة لا تتوقف والدائرة تدور ولكن ما أزعجني هو ما قرأته في بعض الصحف من كلام منسوب لرئيس القادسية جاسم الياقوت الذي علق بأن البلوشي اختصرالطريق وأخذ قراره بيده وهو القرار الذي كانت الادارة ستتخذه (على حد قول الرئيس) وطالب رئيس القادسية بأن مثل هذه العقول يجب أن تريح وتستريح. ومع تقديري للأخ جاسم الياقوت فإن قرار اقالة اي عضو من مجلس الادارة ليس بيد الادارة ولا يحق لها ذلك مهما كانت الأسباب وهو قرار يخص سمو الرئيس العام أو سمو نائبه وان مجرد الاختلاف في وجهات النظر ليس سببا منطقيا ولا جوهريا للمطالبة بإبعاده. وفي تصوري ان استقالة البلوشي تعتبر تصرفا حضاريا يجب تقديره وتفهمه لا اعتباره ضعفا فالبلوشي لم يرتكب خطأ أخلاقيا ولم يسرق أو يخل بشرف المهنة وانما قال رأيه بوضوح سواء في المجلس وهو الشيء الذي كنا نتمناه أو عبر وسائل الاعلام وهو تصرف يعمد اليه العشرات من اعضاء مجالس الادارات ومنسوبي الأندية بمعنى ان البلوشي لم يأت ببدعة. لقد فضل حسين ان يعطي الفرصة للادارة للعمل وان يبتعد رغم انه يعرف ان الأنظمة تدعم بقاءه وهذا بحد ذاته يستحق الاشادة والتقدير. لكن المشكلة ان هناك من لا يعرف كيف تقرأ الأمور ولا كيف تحلل الاحداث ويعتقد ان التصرف الحضاري هو نقطة ضعف للآخرين وانتصار له. لقد نجح البلوشي لأنه كان صريحا وفشل الآخرون لانهم لم يتحملوا الرأي الآخر حتى لو كان عبر الاعلام. ولكم تحياتي.