قرأنا في "اليوم" العديد من الأخبار عن ان الجولات "غير المفاجئة" لمدير عام الشئون الصحية بالمنطقة الشرقية على عموم المستشفيات والمراكز الصحية خلال الفترة الماضية أخذت تؤتي ثمارها.. أولها: توجيه مدير عام الشئون الصحية بنقل الأطفال التوائم الى مستشفى الولادة والأطفال بالدمام مراعاة لظروف والدهم المادية، وثانيها استكمال الاجراءات النظامية حيال استئجار مبنى جديد لمركز صحي وسط الجبيل، وثالثها أجهزة طبية حديثة لمستشفى القطيف المركزي، ومع ذلك مازلنا ولا نزال نطمع في زيادة تلك الزيارات وبصفة خاصة زيارة المراكز الصحية المتهالكة والتي أكل عليها الزمن وشرب وبقيت صامدة تعيش تحت وطأة الفقر والنسيان والاهمال خاصة مركزي الرعاية الصحية برأس تنورة ففيهما فقر في العلاج الصحي، فقر في الخدمات الصحية والكوادر البشرية، علما بأنه تم تجاهلهما حيال الزيارات التفقدية..؟؟ كما أن تكثيف المفتشين على الصيدليات الحكومية والتجارية سيكشف لمدير عام الشئون الصحية المخالفات التي ترتكب سواء كانت في صرف الدواء بشكل المحاباة أو المجاملة أو باستغلال الآخرين أو بمخالفة الأنظمة والقوانين. كما لا نغفل دور الاعلام في انجاح مسيرة أي قطاع حكومي أو أهلي خاصة قطاع الصحة وكشف المتلاعبين بصحة الناس، كما أن كشف الأطباء أو الممرضين غير الأكفاء العاجزين كل العجز في تقديم العلاج الصحي لأنفسهم فما بالك بالمرضى اعلاميا وكل من كان خلف الكواليس على رؤوس الخلائق سوف نجني ثماره عاجلا أم آجلا. فوالله ثم والله لم أقل كذبا أو زورا أو بهتانا فما تطالعنا به وسائل الاعلام لهو الدليل القاطع والبرهان الساطع على صدق ذلك كله.. احدى المؤسسات الصحفية ذكرت لنا ان أطباء المستشفى العام بالمجمعة حولوا "قدم" طفل إلى حقل تجارب مما أدى الى تورم القدم، وطالعتنا احدى المؤسسات الصحفية بخبر إيقاف طبيب استشاري بمستشفى الملك فهد بالباحة عن العمل على ذمة التحقيق بعد تسببه في وفاة امرأة اثر عملية جراحية، ومستشفى القنفذة يحقق مع طبيب أسنان فشل في علاج "ضرس" مريض وطالعتنا أحدى الصحف اليومية بخبر بتر "قدم" مواطن على اثر تشخيص طبي خاطىء، أما أم المصائب الكبرى القاصمة لظهر البعير فهي طبيب أسنان أغلقت وزارة الصحة عيادته بحائل وأحالته الجهات الأمنية الى المحكمة. ان تكثيف تلك الزيارات المفاجئة وغير المفاجئة للمستشفيات والمراكز الأولية الصحية وتكثيف المراقبين والمفتشين على الصيدليات من شأنه أن يقلل ويحد من التلاعب بأغلى ما يملك الانسان ألا وهو حياته. فان تكثيف الزيارات وزيادة المفتشين يساعد على معرفة مكمن الخلل لاستئصاله قبل أن يستفحل أمره، ومن شأنها كذلك الحد من تكرار الأخطاء الطبية الفادحة، كما أن في زيادة القيود الصارمة على إنشاء أي صرح صحي أهلي غير مدروس دراسة وافية سواء كانت مالية أو طبية يقلل من وقوع الأخطاء كما أن في وضع القيود الصارمة والشروط الدقيقة حيال الاستعانة بالكوادر الطبية من الجنسيات الأخرى يقلل ويحد من وقوع الأخطاء الطبية. والذي دعاني الى تسطير هذه المادة المتواضعة ما جاء عبر الحوار الذي أجرته احدى الصحف المحلية مع معالي وزير الصحة الدكتور أسامة بن عبدالمجيد شبكشي العدد 13136 بين من خلاله معالي وزير الصحة أن نسبة الأخطاء الطبية لم تتعد 14% من مجموع الأخطاء، أما عدد المنشآت الطبية التي تم اغلاقها بسبب المخالفات بين معاليه أنها وصلت في عام 1422ه الى 280 منشأة مابين عيادة أو مجمع أو مستوصف أو مركز صحي أو مستشفى أو صيدلية ...؟؟؟!!! وهذه النسبة والعدد قابلان للزيادة اذا استمر الوضع على ما هو عليه. مرة أخرى نثمن ونقدر لسعادة مدير عام الشئون الصحية بالمنطقة الشرقية تلك الزيارات لجميع المرافق الصحية بالمنطقة والتي من شأنها أن ترقى بها الى أعلى المستويات متمنيا له ولأمثاله دوام التوفيق والسداد والنجاح. مشبب بن عبدالله الدوسري رأس تنورة