أكد محامي مروان البرغوثي، جواد بولس أن الحكومة الإسرائيلية لا تملك صلاحية محاكمة البرغوثي ، وأنه يجب محاكمة المسئولين عن خطفه باعتباره داخل مناطق A التابعة للسلطة الفلسطينية ، وقال بولس عشية بدء جلسة المحاكمة : "التقيت أمس (الثلاثاء) بمروان البرغوثي وهو ما زال يؤمن بالسلام بين الشعبين وبإنهاء الاحتلال".. وفند بولس لائحة الاتهام المقدمة من النيابة العامة بالقتل ضد مروان البرغوثي، قائلا : ان حكومة إسرائيل لا تملك صلاحية الدخول إلى مناطق A، في الطريقة التي دخلتها، وهذا اختطاف وليس اعتقالاً. وهذا الادعاء سوف نقوله، من بين ادعاءات أخرى، أمام المحكمة. كما هو معلوم، البرغوثي هو عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، الذي انتخب وفق اتفاق مع إسرائيل، وكان من الواضح أن هذا الاتفاق يمنح الحصانة لأعضاء المجلس. وإلا ما جدوى تأسيس المجلس والانتخابات التي جرت، إذا رأت إسرائيل نفسها طليقة اليدين للمساس بأعضائه؟ إن المحكمة في إسرائيل لا تملك صلاحية نقل مواطن فلسطيني عادي إلى أرضها، وبشكل خاص، عضو برلمان فلسطيني، الذي وفق القانون الدولي، وبشكل خاص، وفق ميثاق جنيف الرابع، يمنع المحتل من نقل المواطنين إلى أرضه. وسنشدد، بأن مروان البرغوثي، زعيم سياسي، فعل ما فعل في إطار مهامه السياسية المتعددة، كعضو في المجلس التشريعي الفلسطيني، أمين عام سر حركة فتح في الضفة الغربية منذ عام 1994، عضو المجلس الثوري لحركة فتح والمجلس المركزي الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية. وقد تم انتخاب البرغوثي لهذه المناصب لأنه أهل لها، كزعيم سياسي، وهذه هي القيادة السياسية التي وقعت معها إسرائيل كل الاتفاقات التي اعترفت بها. هل يعقل محاكمة زعيم سياسي بسبب أفعاله السياسية؟ من يجب محاكمته ليس مروان البرغوثي، إنما الاحتلال الإسرائيلي وأفعاله. مقاومة الاحتلال، كل احتلال، هو مطالبة مشروعة يعترف بها العالم أجمع. الاحتلال هو غير الشرعي. التقيت أمس الأول (الثلاثاء) بمروان البرغوثي في السجن. بودي أن أذكر أن البرغوثي يتمتع بروح معنوية عالية. وقد أوضح لي أن اعتقاله لن يثنيه ولن يردعه عما يؤمن به. وأن اعتقاله لن يمس من عزيمته. لقد تصرف ويتصرف مثل كل انسان يقبع تحت الاحتلال. لقد أوضح لي مروان، أنه وللأسف الشديد، يدفع الشعبان ثمنا غاليا، والمسؤولة عن هذا الثمن هي حكومة إسرائيل، التي تضلل شعبها باعتقاد أن الدبابات والمقاتلات الحربية يمكن أن تهزم وتطغى على شعب بأكمله. أوضح لي السيد البرغوثي أنه ما زال يؤمن بعلاقات سلام حقيقية مع شعب إسرائيل، سلام عادل ينطوي على إنهاء الاحتلال. وحسب أقواله، فمن المفضل أن تعلن حكومة إسرائيل أنها فشلت في القضاء على الانتفاضة بعد مرور سنتين، لأن الانتفاضة ما زالت مستمرة، والشعب الفلسطيني لم يستسلم بعد. ان حكومة إسرائيل تخطىء اذا اعتقدت أنها ستحقق الأمن بالقوة. انهاء الاحتلال وتحقيق علاقات سلام مع الشعب الفلسطيني هو وحده الذي سيضمن تحقيق السلام والأمن لسكان إسرائيل.