توحي دراستان جديدتان بأن تناول المكسرات والخضراوات الورقية الخضراء والأغذية الغنية بمضادات التأكسد مثل الفيتامين (E) قد تحد من احتمال الإصابة بمرض الزهايمر . وتستند الإستنتاجات إلى تنامي الأبحاث حول أثر مضادات التأكسد على مرض العته. ويبدو أن الدراستين الأخيرتين توحيان بأن الأغذية الغنية بالفيتامينات وليس إضافة الفيتامينات هي التي تعطي المفعول المفيد. إلا أن الباحثين يقولون أن الحاجة تدعو إلى إجراء دراسات محددة أكثر على هذا الصعيد. وتعتبر الصلة على الأقل معقولة : فلقد تبين أن الفيتامينات المضادة للتأكسد تعيق نوى الأكسجين التي تسمى الجزيئات الحرة وتستطيع أن تتلف الخلايا والتي يعتقد أنها تسهم في تسبب السرطان ومرض القلب. خاصة وأن العلماء عثروا على تقرحات لها صلة عادة بالتعرض للجزيئات الحرة في أدمغة أشخاص مصابين بمرض الزهايمر . وأكتشفت إحدى الدراستين مفعولاً قوياً للفيتامينين (E) و(C) . وفي الدراسة الثانية كان مفعول الأغذية الغنية بالفيتامين (E) باتا أكثر . ولكن الباحثين قالوا أن هناك ما يشير إلى أن فيتامين(C) يوفر فوائد أيضاً . وكانت دراسات سابقة قد أشارت إلى ان أقراص الفيتامين (E) يمكنها أن تعيق المرض عند أشخاص تم تشخيص مرض الزهايمر لديهم أصلاً . ولم تتفحص الدراستان الحديثتان أشخاصاً لم يطوروا هذا المرض الذي يعطل العقل في البداية .وأشارتا إلى عدم وجود مفعول أقراص الفيتامين (E) . إلا أن إستعمال الأقراص كان غير شائع ولفترات قصيرة بالمقارنة في الدراستين . ونشرت الدراستان في مجلة الجمعية الأمريكية للطب . وتناولت إحداهما وهي ممولة من قبل المعهد القومي الامريكي لدراسة امراض الشيخوخة حالات 815 شخصاً من سكان شيكاغو في الخامسة والستين من العمر أو ما فوق ولم تكن لديهم أعراض تراجع الطاقة العقلية . وقد سئل هؤلاء عن عادات أكلهم وتم تتبعهم لحوالي أربع سنوات . ونشأ مرض الزهايمر لدى 131 شخصاً من هؤلاء وتم تشخيصه لدى 14.3 في المائة عند الذين يتناولون أدنى مقدار من الأغذية الغنية الفيتامين (E) بالمقارنة مع 5.9 في المائة للذين يتناولون مقدارا أكبر من تلك المأكولات . وعندما أخذت عوامل أخرى في الحسبان مثل السن ومستوى التعليم واجهت الفئة التي تناولت أكبر مقدار إحتمالاً أقل بنسبة 70 في المائة لتطوير المرض . وظهر أن الفيتامين (C) الذي يكثر في الحمضيات يؤمن بعض الحماية أيضاً من المرض , إلا أن النتائج لم يكن لها أهمية إحصائية حسب الباحثة الرئيسية (مارثا كلير موريس) من مركز سانت لوك الطبي في شيكاغو. وقالت موريس أن المشاركين ذوي أعلى نسبة تناولوا فيتامين (E) حصلوا على مقادير من الفيتامينات المذكورة يمكن الحصول عليها من أغذية مثل الوجبات الصباحية ( الفطور ) التي تضم الحبوب الكاملة , وساندويتشات بخبز مصنوع من دقيق الحبوب الكاملة للغذاء , وعشاء يحتوي على سلطة ورقية خضراء رشت عليها مكسرات . وطالت الدراسة الثانية التي أجريت في مركز أريسموس الطبي روتردام بهولندا 5.395 شخصاً في سن الخامسة والخمسين وما فوق والذين تم تتبعهم بمعدل ست سنوات . وتطور مرض الزهايمر عند 146 مشاركاً في الدراسة . وتبين أن الذين تناولوا أكبر مقدار من الفيتامين (E) و(C) هم أقل إحتمالا للإصابة . وقال الدكتور دانا فولي من المعهد الوطني للشيخوخة أن مقولة أن الفيتامينين (E) و(C) لهما مفعول مفيد على عملية نشوء مرض الزهايمر تبدو معقولة , ويبدو من غير المحتمل أن تؤثر الاغذية الغنية بمضادات التأكسد سلبياً على شيخوخة الدماغ.