سبق ان تحدثنا في السابق عن الاورام الخبيثة عند الاطفال وكيفية نشوئها واسبابها ومضاعفاتها وسنحاول هنا التحدث عن اهم هذه الامراض واكثرها شيوعا عند الاطفال وهو سرطان الدم الحاد والذي يؤدي الى تكاثر في كريات الدم البيضاء غير الطبيعية واسباب ذلك لم تحدد بدقة الا ان هناك تكهنات كثيرة منها الاستعداد الوراثي ويظهر بجلاء زيادة حصوله لدى مرضى داون او المنغوليا كما ان الاصابة بالالتهابات الفيروسية قد تلعب دورا في حدوث هذا المرض وكذلك لتثبيط جهاز المناعة دور ايضا في اصابة الاطفال بسرطان الدم الحاد. اعراض المرض: الالام المفصلية ارتفاع درجة الحرارة نقص في الوزن قلة في الشهية فقر الدم تضخم في الكبد والطحال وكذا الغدد الليمفاوية ولتشخيص ذلك لابد من اجراء بعض الفحوصات المخبرية، فكرات الدم البيضاء ترتفع عاليا حيث قد تصل الى مايزيد على خمسين ألفا بينما عدد كرات الدم البيضاء لدى السليم تتراوح بين 5000 الى 8000 كما تقل نسبة الهيموجلوبين في الدم وتنخفض عدد الصفائح ايضا كما تظهر الخلايا غير الطبيعية في الدم والمسماة (بلاست) وفي النهاية لابد ان يخضع الطفل الى فحص خاص يسمى (خزعة العظم) والذي يؤكد وجود المرض من عدمه وتكثر مهاجمة البكتيريا والفيروسات والفطريات لدى هؤلاء المرضى وتشتد حدة المرض ومضاعفاته عند الاطفال الذين تقل اعمارهم عن السنتين بينما تقل حدته ومضاعفاته عند الاطفال من سن الثانية حتى التاسعة من العمر تم يشتد مرة اخرى بعد سن العاشرة من العمر ويتم علاج المرض بالمواد الكيميائية وهي ادوية هجومية وذلك من قبل مراكز خاصة تهتم بهذا المرض كما يضاف لذلك ادوية داعمة لمساعدتهم ويستمر علاج هذه الامراض مايزيد على العامين يحتاج خلالها الى متابعة مستمرة في العيادة ويلعب طبيب الاطفال المختص دورا هاما في الحفاظ على المريض من الانتكاس خاصة اذا اصيب الطفل بنكسة اولى فان نسبة الشفاء من المرض تنحدر انحدارا كبيرا كما تتوالى ايضا النكسات الأخرى في حالة اصابة الطفل بالنكسة الاولى وقد يحتاج في النهاية الى عملية زرع النخاع للخروج من هذه المشكلة وهي عملية مازالت محفوفة بالمخاطر ومن الجدير بالذكر ان نسبة شفاء الاطفال من سرطان الدم الحاد تختلف عن الكبار بعد التقدم الكبير الذي احاط بالعلاج والذي يتلخص في القضاء على الخلايا السرطانية بالمواد الكيميائية قضاء مبرما حسب البرنامج الجديد المتبع في جميع المراكز المتخصصة وقد وصلت نسبة نجاح هذا البرنامج في كثير من هذه المراكز بما في ذلك المراكز الموجودة لدينا الى حوالي 70% وهي نسبة جيدة ويعتبر ذلك قفرة كبيرة في القضاء على الخلايا السرطانية والذي يعود الى التقدم في هذا المضمار الذي حصل في السنوات القليلة الماضية الا ان ذلك يحتاج الى رعاية خاصة من قبل الطبيب المختص ومتابعة مستمرة من قبل الوالدين. * استاد طب الاطفال واستشاري امراض الدم والسرطان