من نافذة الطائرة المتجهة من الرياض إلى شرم الشيخ سرحت ببصري بعيداً، وأطلقت العنان لخيالي متأملاً ومتفكراً في خلق الله وبديع صنعه في الكون، وتساءلت كما كنت أتساءل من قبل عن هذا العالم المتشابك والمعقّد، والذي كان من بين أسباب تعقيده وتشابكه بعض الأفكار التي حولها الإنسان إلى منتجات؛ فأصبحنا نتنقل بالطائرة ونزدحم في المطارات، ونسبب ما نسبب من خسائر كبيرة وفوائد مماثلة. ولو أردنا أن نبحر بعيداً في هذا الجانب ونتساءل: لماذا لا تكون أفكارنا في اتجاه واحد إيجابي، بدون أن ينتج عنها أي ضرر للكون وللبشرية في المستقبل؟ وهنا أيضاً سؤال موجه لكل من يعتقد أن إعمال العقل والبحث والاكتشاف والابتكار والاختراع هي أمور مستحيلة بالنسبة لهم، وبما أن الحديث عن الطيران والتنقل فإنني أدعوهم إلى التأمل في هذا الاختراع العظيم (الطائرة)، التي قلصت المسافة والزمن بين مختلف مناطق العالم، وعبرت الحدود الجغرافية في وقت قياسي مقارنة بمرحلة ما قبل اختراع الطائرة، وساهمت بشكل كبير في تقدم العالم وتطور الأعمال، تأمل يا من تعتقد أن اختراع الطائرة وطريقة صناعتها أمر مستحيل، وحاول أن تعدد السلبيات والمشاكل التي تسببها أو تنتج عنها، ثم اسأل نفسك هذا السؤال: هل أنت قادر على حل بعض المشاكل التي تنتج عن حركة الطيران في العالم؟ وعد إلى بداية المقال عندما ذكرت أننا نبحث عن أفكار ذات اتجاه واحد إيجابي، مثل فكرة نقل الناس والبضائع من مكان إلى مكان بسرعة كبيرة واجراءات ميسرة، بدون أن ينتج عن تلك الأفكار ما يمكن استخدامه أو توظيفه بشكل سلبي. دعونا نسأل أنفسنا هذه الأسئلة ونحاول الإجابة عليها: هل هناك من حل لمشكلة تكدس المسافرين في بعض المطارات؟ هل هناك من حل لمشكلة فوبيا الطيران التي يعاني منها البعض رغم حاجتهم الماسة للخدمة؟ هل هناك من طريقة أفضل لهبوط الطائرات المخيف على مدرج المطار؟ هل يمكن لنا توليد الطاقة الكهربائية من احتكاك عجلات الطائرة بمدرج المطار؟ وهل يمكن تطوير مدرج المطار ليصبح قابلاً لذلك؟ هل من الممكن تحويل حركة إقلاع وهبوط الطائرات إلى فعالية ترفيهية؛ يتم من خلالها تحويل تلك المشاهد الرائعة إلى موارد مالية تدعم هيئات النقل وشركات الطيران؟ إن ما يهمني في النهاية هو ترسيخ مفهوم الأفكار ذات الاتجاه الواحد؛ بحيث تصبح جميع ابتكاراتنا، واختراعاتنا، واكتشافاتنا، وأفكارنا الجديدة، في اتجاه واحد إلى الأبد، مع علمي بأن ذلك من الصعب تحقيقه، ولكن عندما نقوم بإعمال عقولنا كما يجب في بداية كل عمل؛ فإننا يمكن أن نصل إلى نتائج أكثر فائدة وأقل ضرراً. وربما مرّ بكم تعليق العالم الفيزيائي آينشتاين على استخدام النظرية النسبية في صناعة القنبلة الذرية حيث قال: "لو كنت أعلم أن القنبلة الذرية ستعتمد على نظرية النسبية بشكل كبير لتمنيت أن أكون ماسح أحذية".