تصلني بين الحين والآخر رسائل مختلفة من أشخاص يبحثون عن عمل أو أمل، وقد يعتقد الكثير منهم أنني أمتلك عصاً سحرية لمساعدتهم، فكوني مهتماً في مجال التنمية البشرية وتطوير الذات؛ فهذا لا يعني بطبيعة الحال أنني أمتلك الحلول المناسبة لتقديمها لكل من يرغب، رغم أنني أتمنى ذلك! ولكن حتى بعض من أسدي لهم نصائحاً من شأنها تغيير الكثير في حياتهم؛ فهم لا يرغبون في سماع تلك النصائح، وإنما يرغبون في الحصول على وظائف مباشرةً، أو يريدون الوصول لحلول عاجلة لمشاكلهم، وهذا من الصعب جداً توفيره ليس لدي فقط، بل حتى لدى منهم أكثر خبرةً ومكانةً. وأنا هنا أقول لكل من يبحث عن الأمل: هناك العديد من النصائح التي أرى من وجهة نظري الشخصية أنها ستسهم بشكل كبير في تغيير أحوالهم، إمّا بالحصول على الوظائف التي يبحثون عنها، أو للخروج من الأحوال السيئة التي يعانون منها، أو لزيادة مصادر دخلهم، وقد سبقني الكثير من المختصين والخبراء في ذكر تلك النصائح وأنا هنا مجرّد ناصح لا أكثر. أولاَ: على كل من يبحث عن السعادة والراحة أن يحرص على تقوية علاقته مع الله عز وجل، وأن يبتعد عن كل ما من شأنه جلب الهموم لنفسه وعدم المكابرة في ذلك. ثانياً: تأكد بأنه ليس هناك أحد أعرف منك بنفسك إلا الله سبحانه؛ ولذلك فجميع المشاكل التي تواجهك أنت قادر على معالجتها متى ما قررت ذلك، وأنت قادر على جعلها تتفاقم متى ما قررت عدم معالجتها أيضاً. ثالثاً: لا تكن إنساناً بلا همة ولا طموح ولا هدف، فالناس خلقهم الله خلفاء له في الأرض، وكل إنسان لديه مهمة ورسالة يؤديها في هذا الكون، فاعرف أهمية نفسك وقيمة دورك في الحياة. رابعاً: إن كنت تبحث عن العمل وزيادة الدخل والترقي فكن لماحاً نهازاً للفرص، ولا تبحث عن ذلك بالطرق الملتوية والأساليب الرخيصة، فمن يبحث عن المعالي لا بد أن يكون راقياً نزيهاً، مدركاً لقيمة ما يبحث عنه وما يجب أن يقوم به. خامساً: تأكد بأن الرزق مكفول لك من قبل أن تولد، وكل تأخير في ذلك هو لحكمة إلهية لا تدركها ولكن الله يعلمها، فهو مدبر الأمور سبحانه، الذي يختار لنا ما يصلح لأحوالنا، فإن رضيت بذلك ارتحت وحصلت على مبتغاك، وإن تضجرت فستجلب الهموم والمشاكل لنفسك. سادساً: تفكّر في نفسك وفي أحوال البشر من حولك وفي كل مكان، فقد تكون الكثير من الأسئلة التي تبحث عن إجابات لها متاحة وأنت لا تدرك ذلك، وقد تكون الحلول قريبةً منك وأنت تبحث عنها في مكان بعيد. سابعاً: انتق أصدقاءك وتواصل مع أقاربك وأد واجبك تجاه والديك وعائلتك، ولا يكن خيرك للبعيد وشرك للقريب، وأحط نفسك بالمميزين المتفائلين، وابتعد عن المتشائمين الفاشلين. ثامناً: احرص على تطوير ذاتك ومهاراتك ومعالجة أخطائك، وتيقن بأن كل خطوة تخطوها في هذا الجانب تدفعك للأمام وتجعلك محبوباً من الناس ومطلوباً لجهات الأعمال، فالتفاصيل المهمة كهذه قد تتجاوز في قيمتها كبرى الشهادات. تاسعاً: افهم معادلة الحياة واعلم بأنك لن تنجح من أول محاولة، ولن تحقق هدفك من المرة الأولى، وكل تأخير وخطأ ترتكبه سيكون من صالحك في المستقبل. عاشراً: لا تحرص على كثرة الظهور والانتشار، ولكن احرص على أن يكون لك أثراً إيجابياً، وانتبه للسانك فقد يوردك المهالك وأنت في غنىً عن ذلك.