تعتبر السياحة الداخلية" من الأمور و المصطلحات الجديدة التي طلت على المجتمع السعودي خلال السنوات الأخيرة، فهي تعتبر من المقومات الاقتصادية لأي بلد و توليها المملكة اهتماما كبيرا في الفترة الأخيرة، لكن لا تزال هناك بعض المخاوف التي تساور المواطنين، خاصة بعد ما رأوه من بعض الممارسات من قبل مشاهير السوشيال ميديا،مما جعل السؤال المطروح بقوة على أذهان المواطنين ما مدى جدوى الاستعانة بمشاهير مواقع التواصل في المشاريع الحكومية وتحديدا الترويج للسياحة و ما حجم الضرر الواقع على الوطن من ممارساتهم الخاطئة . و سادت حالة من الإستياء و الجدل خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي و بين المواطنين إثر ما قام به عدد من المشاهير الذين روجوا لفاعليات تخص السياحة الداخلية في أماكن عديدة و ارتكبوا أعمالا تنافي الذوق العام كان آخرها ما قام به بعض المتواجدين على متن رحلة الكروز السعودية، من ممارسات خاطئة، أغضبت الكثيرين ومنهم القائمين على مجال السياحة . وتداولت مواقع التواصل مقاطع تظهر تصرفات غير لائقة لبعض المشاهير، التي أثارت غضب المواطنين، الذين اعتبروها مخالفة صريحة للذوق العام وإساءة للمملكة، حيث ظهر بعضهم وهم يتراشقون بالنعال بينما يرقص آخرين بطريقة لم يرض عنها الكثيرون. فيما أشار الكثير من النشطاء و المتابعين إلى أن مشاركة مشاهر السوشيال ميديا لم يكن موفقا و أن التسويق ليس محصورًا فقط عليهم، و أن تصرفاتهم تركت انطباعًا سلبيا لدى العائلات التي ترغب في تجربة الرحلة السياحية. يذكر أن سفينة "سيلفر سبيريت" استأنفت رحلات كروز السياحية منطلقة من مدينة الملك عبدالله الاقتصادية لمحطة ينبع عند شاطئ الرأس الأبيض وغيرها من الوجهات السياحية. وقال الناشط عبد الرحمن البكيري : "اتفهم ان على كبار الموظفين المسوقين مسؤولية تجاه انجاح حملاتهم وتقديم ارقام وتقارير تثبت ذلك لرؤسائهم، ولكن وسائل التسويق ليست محصورة فقط على المؤثرين، هناك افكار مختلفة ووسائل اخرى، وعلى كل مسوق أن يدرك ان المشاهير اذا دخلوا حملة افسدوها.. الا من رحم ربي. ومن جانبه قال الإعلامي عضوان الأحمري: "سيخرج من يقول لكم أن انتقادكم لفوضى الإعلانيين وسلوكياتهم على "كروز السعودية" غيرة وحسد. محاسبة الجهات الحكومية التي تستعين بهم هو الحل. وأجمل ما يحدث الآن، أن الإعلانيين أصبحوا يتبرؤون من بعضهم البعض ويصنفون بعضهم. مخرجات قناة بداية تسيطر على المشهد الآن، و بفوضوية. وقال الإعلامي هاني الظاهري : "الذين وضعوا خطة تسويق كروز السعودية ارتكبوا غلطة فادحة بدعوة كثير من السنابيين وتركهم يبثون ما يريدون عنها الفئة التي تستهدفها هذه النوعية من الخدمات هي الفئة الراقية والثرية والتي ستفقد ثقتها آليا بالخدمة بمجرد ظهور هؤلاء على متن السفينة ودعايتهم لها" و طالب مواطنون بمحاسبة من ظهروا بتلك الحالة التي اعتبروها مسيئة و غير مسؤولة موضحين أن هذا يضر بالسياحة في المملكة . و تبقى القضية المطروحة هنا هي مدى جدوى مساهمة هؤلاء في الترويج للسياحة الداخلية للمملكة خاصة أنهم قد يقفوا عائقا بممارساتهم أمام إيمان المواطنين بها و قد يكونون هم من ينشرون بممارساتهم الخوف منها و ابتعاد الجميع عنها و هنالك أسباب تمنع السعوديين من البقاء في السعودية واستكشاف خبايا ما تتمتع به من حضارة وآثار تاريخية، أو أماكن سياحية، فحجم إنفاق السعوديين على السياحة الخارجية يبقى عالياً جداً مقارنة بحجم إنفاقهم على السياحة الداخلية، ما يعني أن هناك سياحة داخليةً، لكنها لم تتأهل بعد بمشروع شمولي يرفعها لدرجة التنافسية الحقيقية. ففي عام 2015، وصل حجم إنفاق السعوديين على السياحة الخارجية ما يقارب 60 مليار ريال، بينما كان حجم الإنفاق داخلياً نحو 28 مليار ريال، وتوجّه أكثر من 8 ملايين سائح سعودي إلى الخارج خلال إجازاته للسياحة. وأكد مختصون في مجال الترويج السياحي أن خطة برنامج "التحول الوطني" تركز على تطوير السياحة الداخلية على اعتبار أنها أحد أهم الموارد الاقتصادية للمملكة. و طالب خبراء بمعالجة العديد من الأسباب التي تمنع السائح السعودي من السياحة الداخلية وهي وسائل التنقل حيث أن التنقل البري بين المدن، لا يزال يفتقر إلى خدمات كثيرة من ناحية "محطات الوقود والاستراحات ومخاطر الجمال على الطرق وغيرها". و من هذه الاسباب ارتفاع الأسعار المبالغ فيه بالسكن مقابل نوعه، ومنها الأماكن السياحية وافتقارها للخدمات و الترفيه و البرامج السياحية التي تفتقر في المدن للتطوير وتنحصر غالباً في المهرجانات المقتضبة. فيما أشار خبراء إلى أنه يجب نشر ثقافة التعامل مع السائح، ما يجعله يشعر باهتمام الغير به، ومحاولة توفير الأجواء المناسبة له لقضاء إجازته مع عائلته بمتعة تامة. يذكر أن المملكة ليست بلداً منغلقاً وتعد من أكثر دول العالم استقبالاً للزوار من مختلف الجنسيات