قررت ولاية نيويورك تأجيل الانتخابات الحزبية التمهيدية للرئاسة الأمريكية من موعدها المقرر في 28 أبريل إلى 23 يونيو بسبب تفاقم تفشي فيروس كورونا في الولاية. وقال أندرو كومو، حاكم نيويورك خلال مؤتمر صحفي اليوم السبت : “لا أعتقد أنه من الحكمة حشد كثير من الأشخاص في موقع واحد للتصويت .. الكثير من الأشخاص يلمسون مقبض باب واحد ويلمسون قلما واحدا”. في ولاية نيويوك الأميركية لا تحكي الشوارع الفارغة، والمحال المغلقة سوى نصف القصة التي يرويها الدكتور ستيف كاسبيديس، بقوله: “إنها جهنم. أنا لا أمزح”. فقد سجلت ولاية نيويورك وحدها أكثر من 30 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد، وما يقرب من 300 حالة وفاة، معظمها في مدينة نيويورك. وفي مستشفى ماونت سيناي في كوينز، الحي الأكثر إصابة في الولاية التي أصبحت بؤرة الوباء في الولاياتالمتحدة، يقول كاسبيديس لسكاي نيوز: “يأتي الناس ويجدون صعوبة في التنفس ويموتون وتتكرر الدورة. المستشفيات مكتظة في كل مكان”. وأضاف “ابنتي تعمل في حي بروكلين، ومقيمة هناك. دخلت اليوم وحدة العناية المركزة، ولم أستطع النوم الليلة الماضية. إنه أمر مخيف”. وتجاوز عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا المستجد في الولاياتالمتحدة ألف حالة، وهو رقم كبير يشكل علامة فارقة أخرى في انتشار المرض العالمي الذي يودي بحياة الآلاف، ويسبب دمارا اقتصاديا، ويعيد تأسيس الروتين المعتاد للحياة العادية. ونيويورك، المشهورة بعدة ألقاب من بينها المدينة التي لا تنام، ليست بعيدة عن الكارثة، لكنك تشعر أنها على أعتاب شيء لم تجربه من قبل. يقول دكتور كاسبيديس إن وقع أحداث 11 سبتمبر الإرهابية التي شهدتها الولاية عام 2001 على الوضع الصحي لا يقارن بالوضع الآن، مضيفا “كنا نفتح أبواب المستشفيات بانتظار المرضى الذين لم يأتوا، الآن هم يواصلون المجيء”. وكان شبكة “سي إن إن” قد ذكرت أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ناشدت دولا عدة حول العالم، لمنحها أو بيعها مستلزمات طبية، مثل مطهر اليدين وأجهزة التنفس، لمكافحة جائحة فيروس كورونا المتسارعة، والسعي لسد النقص في المستشفيات الأميركية المثقلة بالأعباء. والثلاثاء الماضي، قال حاكم نيويورك أندرو كومو إن الولاية قد تكون على بعد أسبوعين، لا أكثر، من أزمة قد تضع نحو 40 ألف شخص في وحدات العناية المركزة. وقد يمثل ذلك عبئا حادا على المستشفيات التي لا تمتلك حاليا سوى 3 آلاف سرير عناية مركزة على مستوى الولاية بأسرها. وفرضت إجراءات عزل سكان الولاية، البالغ عددهم 20 مليون نسمة، منذ مساء الأحد، فيما أبقيت المتاجر التي تعد أساسية مفتوحة. وكانت ولاية نيويورك تعد، بعد ظهر الأربعاء، حوالى 30800 حالة إصابة مؤكدة بكوفيد-19، بينها 17800 في مدينة نيويورك أي أكثر ب5146 مقارنة مع الثلاثاء. ولا تزال الولاية تعاني نقصا في أجهزة التنفس، وتقدر أنه مع بلوغ الوباء ذروته، وهو أمر مرتقب في غضون 14 إلى 21 يوما، ستحتاج إلى 30 ألف جهاز.