الرياض - الوئام ساعات مرت على انطلاق اليوم الأول من مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار 2018- دافوس الصحراء”، رسمت خلالها كبرى الشركات والصناديق السيادية العالمية ملامح جديدة لمستقبل الاستثمار مع شريك ذي ثقل مثل المملكة العربية السعودية. تصريحات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في اليوم الأول للمؤتمر، بإنه راض عن مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في المملكة، وذلك خلال تفقده لمقر انعقاد المؤتمر، وما صاحبها من زخم كبير لمبادرة مستقبل الاستثمار، رسالة قوية وسريعة تثبت بأن الحملات الإعلامية التي تتعرض لها المملكة لم تؤثر بأي طريقة كانت على الاقتصاد السعودي. حضور ملك الأردن وولي عهد البحرين ورؤساء وزراء باكستان والإمارات ونائب رئيس وزراء أثيوبيا لمبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض، يعد تأكيدا جديدا على الثقل الكبير للمملكة سياسيا واقتصاديا في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وسط حضور رفيع المستوى من قادة الأعمال والمؤسسات الإعلامية والصحفية الكبرى في العالم. شركات كبرى مثل توتال الفرنسية حرصت على حجز مكان لها في مؤتمر الاستثمار بالرياض، حيث أكد باتريك بوياني الرئيس التنفيذي لعملاقة النفط الشهيرة، أنه يرى أهمية بالغة في المشاركة بالمؤتمر الاقتصادي الموسع في المملك، وقال “أحترم قرار بعض رجال الأعمال بالانسحاب من المؤتمر، إلا أن ذلك لن يضر سوى الشعوب، هم لا يرون أهمية الاستثمار في المملكة خلال السنوات القليلة المقبلة”. اليوم الأول للمؤتمر أكد أنه رغم كل الظروف السياسية المحيطة بالمنطقة، وبالحضور السياسي الكبير، إلا أنها رقما صعبا في استكشاف وتطوير الاتجاهات والفرص والتحديات التي تشكل مستقبل الاستثمار العالمي. وعلى جانب آخر، قالت شبكة “سي إن إن”، الأميركية إن بعض الانسحابات من مؤتمر الاستثمار لم تؤثر على رغبة العديد من الشركات والمؤسسات المالية والاقتصادية العالمية في الاستفادة من فرص الاستثمار المستقبلية التي توفرها السعودية خلال السنوات القليلة الماضية. مؤشر قوي على فشل محاولات تشويه صورة المملكة، بعد اهتمام الشركات الأمريكية والأوروبية بالحرص على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع الرياض، خاصة وأن بعضهم أكد أهمية العلاقات المستمرة مع مؤسساته منذ عقود طويلة، ومشاركة حلفاء المملكة وأصدقائها، وحضور الزعماء وكبار السياسين مؤشر قوي على فشل تلك المحاولات. صفقات مليارية… حصاد اليوم الأول في حصاد اليوم الأول من المؤتمر ما أُعلن عن توقيع صفقات بأكثر من 50 مليار دولار في النفط والغاز والصناعات والبنية التحتية السعودية، كما أعلنت شركة النفط العملاقة أرامكو السعودية بأنها ستوقع 15 صفقة قيمتها أكثر من 30 مليار دولار. وقال الرئيس التنفيذي لشركة توتال الفرنسية لإنتاج النفط والغاز، باتريك بويان الثلاثاء، إن الشركة بصدد الإعلان عن شبكة تجزئة في السعودية مع أرامكو. كما وقعت هيئة النقل العام وفقا لقناة الإخبارية السعودية مذكرة تفاهم مع رئيس مجلس إدارة شركة CCECC الصينية لتنفيذ مشروع الجسر البري الرابط بين موانئ البحر الأحمر والخليج العربي عبر الخطوط الحديدة، ووقع أيضا وزير النقل السعودي نبيل العامودي يوقع اتفاقية للمرحلة الثانية لقطار الحرمين مع تحالف إسباني. وفي قطاع التكنولوجيا، قال صالح الرميح الشريك الإداري بصندوق رؤية سوفت بنك الثلاثاء، إن محفظة الصندوق بلغت حوالي 65 شركة حتى الآن، ويبلغ حجم الصندوق 93 مليار دولار، استثمارات في أوبر تكنولوجيز لتطبيقات حجز سيارات الأجرة وشركة وي-ورك للمشاركة في المساحات المكتبية. وأعلن كيريل ديميترييف؛ رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي، عن استثمارات جديدة مع السعودية تصل قيمتها إلى مليار دولار يتم التحضير للإعلان عنها في عشرة قطاعات اقتصادية. وقال ديميترييف، إن السعودية وروسيا تدرسان حاليا أكثر من عشرة مشاريع مشتركة جديدة تتركز في خدمات حقول النفط، المصافي، النقل الجوي والبحري، والخدمات اللوجستية للسكك الحديدية وقطاع تكنولوجيا المعلومات بقيمة إجمالية تفوق مليار دولار. في الوقت نفسه قال كيريل ديمترييف الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي وفق قناة روسيا 24 اليوم الثلاثاء إن السعودية قد تستثمر حوالي خمسة مليارات دولار في مشروع الغاز الطبيعي المسال 2 بالقطب الشمالي. وفي المجمل وفقا لرؤية المملكة ستشهدت اجتماعات المبادرة توقيع العديد من اتفاقات الشراكة الاقتصادية ومذكرات التفاهم، مع عدد من الدول والمؤسسات والشركات، حيث وصل عدد هذه الاتفاقات والمذكرات إلى 25 اتفاقية ومذكرة تفاهم، بقيمة 212 مليار ريال سعودي ( 56.5 مليار دولار أمريكي) وذلك في إطار “برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية”، الذي سيتم الإعلان عن انطلاقه رسمياً قبل نهاية العام الجاري. تسعى هذه الاتفاقيات إلى تمكين المملكة لتصبح مركزًا لوجستيًا عالميًا من خلال تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص، إضافة إلى رفع حجم قطاع الخدمات اللوجستية في السعودية إلى أكثر من 70 مليار ريال خلال عام 2020م.