أكد وزير الخارجية الليبي محمد طه سيالة في حديث نشرته صحيفة “داي برس” النمساوية الجمعة أن ليبيا وجاراتها في شمال إفريقيا ترفض المشروع الأوروبي لإقامة مراكز استقبال للمهاجرين على أراضيها لمنع وصولهم مباشرة إلى الاتحاد الأوروبي. وقال سيالة الذي يقوم بزيارة رسمية لفيينا إن “كل دول شمال إفريقيا ترفض المقترح، تونس والجزائر والمغرب وكذلك ليبيا”. قرر القادة الأوروبيون في حزيران/يونيو دراسة إقامة مراكز استقبال للمهاجرين الذين يتم انقاذهم في البحر المتوسط خارج الأراضي الأوروبية بهدف ضبط تدفق الهجرة باتجاه دول الاتحاد الأوروبي. ولكن منذ البداية، عارضت بلدان شمال إفريقيا التي كان يفترض أن تستقبل هذه المراكز الفكرة. وقال سيالة إن مراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا اليوم تضم نحو 30 ألف مهاجر غير قانوني في حين يوجد “نحو 750 ألفا” آخرين موزعين على الأراضي الليبية. وقال إن ليبيا تتعاون مع الاتحاد الأوروبي لإعادة هؤلاء المهاجرين إلى بلدانهم الأصلية، “للأسف بعض البلدان ترفض استعادتهم”، مشيرا بشكل خاص إلى بلدان غرب إفريقيا. أصبحت ليبيا الغارقة في الفوضى منذ سقوط نظام القذافي في 2011 أحد أبرز بلدان عبور المهاجرين القادمين من الصحراء الجنوبية الإفريقية باتجاه سواحل أوروبا. وينتقد العديد من المنظمات الدولية ومنها المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة باستمرار إساءة معاملة المهاجرين في ليبيا. وقال سيالة بشأن الوضع في مراكز الاحتجاز “نفعل ما بوسعنا ولكن لدينا مشكلات مالية”. وللحد من تدفق المهاجرين إلى ليبيا، قال سيالة إن بلاده وقعت اتفاقات مع تشاد والنيجر والسودان لتعزيز حماية الحدود الجنوبية. وحول ما يمكن أن يفعله الاتحاد الأوروبي لحماية هذه الحدود، اقترح سيالة إرسال “مساعدات لوجستية: سيارات رباعية الدفع، طائرات بدون طيار، مروحيات وربما بعض الأسلحة الخفيفة”. وعن المؤتمر المقرر عقده في باليرمو في صقلية في 12 و13 تشرين الثاني/نوفمبر حول جهود الاستقرار في ليبيا، قال سيالة إنه “لا يظن” ان المؤتمر سيشكل “منعطفاً” بالنسبة لبلاده.