سلمان الشريدة يوم تاريخي راسخ في ذاكرة الشعب السعودي، خلال مبايعة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، حيث تابع العالم أجمع ذلك الحدث، وكنت كغيري أتابع ولكني كنت ببالغ الإهتمام والإعتزاز، وممزوجاً بمشاعر البهجة والفرح. مضى عام على هذا الحدث وكأنه حدث بالأمس، فقد قال سموه لصحيفة "نيويورك تايمز" في لقاء سابق، أن سبب سرعة تنفيذ المشاريع والقرارات المتسارعة، هو أني أخشى أن يأتي اليوم الذي سأموت فيه، وأموت دون أن أنجز ما في ذهني لوطني، الحياة قصيرة جداً وهناك الكثير من الأشياء بإمكاننا صنعها للوطن وأنا حريص أن أراها تتحقق بأم عيني، وهذا السبب هو الذي يجلعني في عجلة من أمري. إن مبايعة سمو سيدي الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد شكلت ملامح مستقبل المملكة العربية السعودية المشرق بالعهد الشاب الجديد، خصوصاً أن هذه المرحلة تعد مهمه وتشكل منعطفاً تاريخياً بقيادة الشخصية الأكثر تأثيراً في العالم في عام 2017م بحسب مجلة التايم. هذا العام أعلان سموه عن مشاريع عدة، منها البحر الأحمر ثم مشروع نيوم وأخيراً مشروع القدية، الذي وضع حجر أساسه مؤخراً مولا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان رعاه الله، وتأتي هذه المشاريع في إطار التطلعات لرؤية سموه الطموحة 2030، والتي تتبنى تحويل المملكة العربية السعودية إلى نموذجٍ عالمي رائد في مختلف جوانب الحياة، من خلال التركيز على إستجلاب سلاسل القيمة في الصناعات والتقنية داخل المشروع. كما أننا لاننسى ماذكر سموه عن المشروع، الذي سيكون نقلة نوعية متقدمة للمملكة العربية السعودية مستشهداً بقوله حفظه الله: إن كل عناصر النجاح موجوده داخل المملكة العربية السعودية؛ الإراد السياسية القوية، والرغبة والإرادة الشعبية القوية، ولدينا فرصة بأن ننتقل إلى جيل جديد، وأهم عنصر لدينا هو الشعب السعودي، واليوم لدينا شعب مقتنع نعمل معه بشكل قوي في الوصول بالمملكة العربية السعودية ومشاريعها وبرامجها إلى آفاق جديدة في العالم. وهؤلاء ال 70% لديهم شغف وطموح كبير جداً ولديهم الحرص والدقة والإحترافية والذكاء العالي جداً، لتحقيق المستحيل سوف يخلقون بلد آخر ومختلف تماماً، وسوف يضعون بصمتهم في العالم، وأنا واحد من 20 مليون نسمة، وأنا لاشيء بدونهم. تحقيق الطموحات الواعدة لرؤية الوطن يتطلب وقفة جادة لمكافحة الفساد، ومن منطلق إهتمام مولاي خادم الحرمين الشريفين بهذا الملف أمر أيده الله بإنشاء لجنة عليا لمكافحة الفساد الذي نص على "أنه لن يقوم للوطن قائمة مالم يتم إجتثاث الفساد من جذوره ومحاسبة الفاسدين وكل من أضر بالبلد وتطالول على المال العام. وكلف سمو ولي العهد برئاسة لجنة مكافحة الفساد، حيث أن سموه مهتم ومستشعر أهمية هذا الملف، فقد قال في لقاء بالتلفزيون السعودي قبل أشهر من قرار خادم الحرمين الشريفين بتشكيل اللجنة : لن ينجو كائناً من كان في حال تورطه في الفساد. وقد وفى بوعده لإدراكه مدى تأثير الفساد على إستقرار وأمن المجتمع، فلن تجد مجتمعاً قوياً معافاً وآفة الفساد تنخر فيه، وإن أستئصال هذه الآفة كفيل بتأسيس دولة بثوبها الجديد، ثوب القوة والعزم والحزم، أمام من يعمل على هدم الإقتصاد ويعبث بمقدرات الوطن ويضيع مستقبل الشباب والشابات من أبنائنا. وخلال العام الأول لسمو سيدي الأمير محمد بن سلمان في ولاية العهد، أصدر مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان حفظه الله أمراً ملكياً بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، ويعد هذا القرار نوعياً ومفاجئاً، وهو ضمن مبادرة تمكين المرأة التي كانت أحد أهداف الرؤية 2030، ولم يتبقى سوا أيام معدودة على تطبيق هذا القرار. لسمو ولي العهد خلال هذا العام العديد من الزيارات والجولات الناجحة بكل المقايييس، لدول إقليمية وعالمية، والتي كان لها الأثر في فهم تطلعات المملكة العربية السعودية ورؤيتها الواعدة نحو مستقبل مزدهر، وقد كان أخرها جولة سموه لجمهورية مصر العربية. ثم المملكة المتحدة، وثم الولاياتالمتحدةالأمريكية، ثم الجمهورية الفرنسية، وقد لقي سموه فيها حسن الإستقبال والضيافة والترحاب، وتخللها إبرام العديد من الإتفاقيات الإستراتيجية والشراكات الأمنية والعسكرية والإقتصادية. وحملت الرياضة لدى سمو ولي العهد جزاً كبيراً من إهتمامه البالغ لإدراكه حفظه لله لأهميتها الإقتصادية والإجتماعية، وأهمية متطلبات الشباب. حيث تكفل حفظه الله بسداد ديون الأندية السعودية، قبل أن يستقبل لاعبي المنتخب السعودي المشاركين في كأس العالم، وكما علمنا أنه سيقوم بمشيئة الله تعالى بعد أيام للسفر إلى لحضور مباراة إفتتاح كأس العالم، التي ستكون بين منتخبنا الوطني ومنتخب روسيا الإتحادية؛ نعم هو محمد بن سلمان هو عراب رؤيتنا، ومازال يحلق بنا في كل إتجاه، إلى عالم إقتصادي وسياسي وإجتماعي متقدم ومختلف بنظرته الشابة الطموحة والمدروسة وفق إستراتيجيات وخطط محددة الأهدف. ومن هنا أهنئ سمو سيدي ولي العهد على مرور عام على مبايعته ولياً للعهد ونجدد البيعة والولاء لسموه؛ حفظ الله وطننا من كل سوء وولاة أمرنا من كل شر وأطال الله في أعمارهم على الخير.