لعب الرقيب محمد محفوظ، من شرطة دبي، دوراً بطولياً في إنقاذ مواطن خمسيني انحشر داخل سيارته، التي نشب فيها حريق، إثر تعرضها لحادث على شارع الشيخ محمد بن زايد، باتجاه أبوظبي، في ساعة مبكرة من صباح أمس، إذ اندفع نحو ما اعتبره واجبه الإنساني، وهو المبادرة بمدّ يد المساعدة لمن يحتاج إليها، متجاهلاً ما يحفّ بذلك من مخاطر قد تكلفه حياته، في حال تسرب الوقود من المركبة وهي على تلك الحال. وقال محفوظ إنه انتهى من مناوبته الليلية في قسم الإنقاذ والمهمات الصعبة، التابع للإدارة العامة للنقل والإنقاذ، وغادر إلى منزل أسرته في أبوظبي، برفقة ابنه (17 عاماً) وأثناء سيره على شارع الشيخ محمد بن زايد في نحو السابعة صباحاً، شاهد شاحنة متوقفة على جانب الطريق، بعد تعرضها لحادث، وعلى بعد نحو 500 متر منها سيارة من طراز نيسان باترول تشتعل فيها النيران. كما لاحظ أن السيارات تسير إلى جوار المركبة التي تحترق من دون أن يتوقف أحد لاستكشاف الحادث، لافتاً إلى أن حسّه الأمني وخبرته في مجال الإنقاذ لمدة قاربت 28 عاماً أشعراه بأن هناك أمراً غير اعتيادي، فاقترب من السيارة المشتعلة. وطلب من ابنه تفحصها من الداخل، من خلال النظر عبر زجاجها الأمامي. وقد أخبره ابنه بوجود شخص في داخل المركبة فأوقف سيارته إلى جانب الطريق فوراً، ونزل للتأكد. وأكد محفوظ أنه شاهد سائق المركبة محشوراً في داخلها فعلاً، وغير قادر على الحركة، على الرغم من أن عينيه كانتا مفتوحتين فرجح أن يكون مصاباً بصدمة، أو أنه يعاني غيبوبة ما. وبدأ سباقه مع الزمن لإنقاذ السائق، قبل أن تمتد النيران إلى منطقة الوقود، وتشتعل كلياً. وأوضح محفوظ أن الظروف ساعدته على تنفيذ مهمته إذ توقفت سيارة تحمل صهريج مياه، فانطلق بسرعة إليها، وسحب خرطوم المياه من مكانه، وشرع في إطفاء النيران بسرعة حتى أخمدها كلياً. كما أنه تلقى مساعدة من عدد من الأشخاص، كانوا قد توقفوا متأثرين بمحاولته الشجاعة إنقاذ السائق المصاب، على الرغم من اشتعال النيران بالمركبة.