انتهى موسم كرة القدم الإسبانية عملياً، برشلونة حسم ثنائية الدوري والكأس، وريال مدريد يركز على لقب ثالث توالياً في دوري أبطال أوروبا، إلا أن "الكلاسيكو" الغريمين الأحد، يأتي بتحدي "الشرف". وتتمثل رغبة ريال مدريد في "الكلاسيكو" في رد خسارته المذلة على أرضه، وتعكير سعي برشلونة لإنهاء الموسم دون خسارة. كلاسيكو الشرف هذا هو العنوان الذي اختارته صحيفة "ماركا" المدريدية للمباراة التي تعد من الأبرز في روزنامة كرة القدم كل موسم. وعلى ملعب كامب نو في برشلونة، ستتجدد المواجهة بين النادي "الملكي" ونجمه البرتغالي كريستيانو رونالدو، والنادي الكاتالوني ونجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي، ضمن الجولة 36 من الدوري الإسباني. واللاعبان اللذان تقاسما في الأعوام العشرة الأخيرة جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم، يختصران المواجهة الدائمة بين فريقين لا تنحصر المنافسة بينهما على أرض الملعب، بل تتعداها إلى العلاقة الدائمة الاضطراب بين الحكومة المركزية وكاتالونيا، والتي ساءت في الأشهر الماضية بعد استفتاء الإقليم على الاستقلال. وبعد الخسارة القاسية التي تلقاها في سانتياغو برنابيو (0-3) في نهاية العام الماضي، يسعى ريال إلى رد الاعتبار في كامب نو، مدفوعاً بأدائه اللافت هذا الموسم أيضاً في المسابقة المحفوظة باسمه، دوري الأبطال، مع بلوغه المباراة النهائية للمرة السادسة عشرة في تاريخه لمواجهة ليفربول الإنجليزي، باحثاً عن تعزيز رقمه القياسي الحالي (12 لقباً). أما برشلونة الذي سيودع في نهاية الموسم الحالي قائده التاريخي أندريس انييستا، فلم يتمكن من عكس هيمنته المحلية على الصعيد القاري، اذ خرج بشكل مفاجىء من الدور الربع النهائي للمسابقة الأوروبية الأم، بخسارته إياباً أمام روما (0-3) بعد تقدمه المريح ذهاباً على ملعبه 4-1. وعلى رغم احتفاله الصاخب باستعادة لقب الدوري الذي حمله غريمه المدريدي الموسم الماضي، لم يتمكن برشلونة من إخفاء خيبة الخروج الأوروبي المبكر نسبياً، وهو ما عكسته تصريحات لمدربه إرنستو فالفيردي. والمحاولة في هذا المجال تتعلق بسعي برشلونة لأن ينهي الموسم للمرة الأولى من دون خسارة، ويصبح ثالث فريق في تاريخ البطولة يحقق ذلك، والأول منذ ريال مدريد في موسم 1931-1932 (علماً أن الموسم في حينه كان يتألف من 18 مباراة فقط بدلاً من 38 حالياً). وقبل مباراة الأحد، حقق النادي الكاتالوني 26 فوزاً وثمانية تعادلات في 34 مباراة من 38 هذا الموسم. لم يتكف برشلونة بذلك، فهو أول فريق إسباني في القرن الحالي يحسم لقب البطولة قبل أربع مباريات من نهاية الموسم، وخلال هذا المسار، بات "البلوغرانا" حامل الرقم القياسي في عدد المباريات المتتالية دون خسارة (34 حالياً، مقابل 32 لريال سوسييداد في العام 1980). ومكن هذا الأداء النادي الكاتالوني من حسم لقبه الخامس والعشرين في الليغا (الثاني من حيث عدد الألقاب خلف ريال مع 33)، وفي حال تمكنه من تفادي الخسارة أمام مدريد، تبدو مهمة إنهاء الموسم دون خسارة غير صعبة، اذ تنتظره مواجهات سهلة نسبيا ضد فياريال، ليفانتي، وريال سوسييداد. ومسألة "الشرف" في هذه المواجهة طرحت في أبريل (نيسان) الماضي، عندما أكد مدرب ريال مدريد، الفرنسي زين الدين زيدان، أن فريقه لن يقوم بتكريم برشلونة في حال كان متوجاً باللقب عندما يحين موعد "الكلاسيكو". وأعاد قائد الفريق سيرجيو راموس تأكيد هذا الموقف في تصريحات سبقت مباراة الإياب ضد بايرن ميونخ الألماني في إياب الدور نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا في كرة القدم هذا الأسبوع (تأهل ريال بعد التعادل 2-2، في ظل فوزه ذهاباً في ميونخ 2-1). إلا أن التقارير الصحافية الإسبانية أثارت في الأيام الماضية احتمال أن يصطف لاعبو الفريقين كحرس شرف لإنييستا الذي سيخوض "الكلاسيكو" الأخير في مسيرته، على رغم أن ذلك لم يتم تأكيده من قبل الناديين. وبعد بلوغ نهائي دوري الأبطال، بات تركيز ريال منصباً على اللقب الثالث توالياً والرابع في المواسم الخمسة الأخيرة، وهو ما أعرب عنه لاعبه الألماني طوني كروس بقوله "من الصعب إيجاد كلمات للتعبير عن ذلك". لكن لموعد "الكلاسيكو" مكانته الدائمة، بصرف النظر عن نتيجة الدوري أو حسابات البطولات. وبحسب صحيفة "آس": "لا سبب لدى الفريقين لعدم إشراك أفضل 11 لاعباً، ويمكنهم نسيان المهام الدفاعية لمدة 90 دقيقة"، معتبرة أن ذلك قد يمنح المشجعين "الكلاسيكو" الأكثر إثارة منذ أعوام.