أكد الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم، أن الأمن الفكري من الضروريات الأمنية لحماية المكتسبات، والوقوف بحزم ضد كل ما يؤدي إلى الإخلال بالأمن، وأنه هو الأساس للأمن الوطني وإحدى الركائز الأساسية لحماية العقول من الاختراق، وبين أمير القصيم أنه أصبح مطلباً ضرورياً وملحاً في هذا الزمن الذي تتصارع فيه الآراء وتعلو فيه الفتن، وأن تحقيق الأمن الفكري هو المدخل الحقيقي للتطور ونمو حضارة المجتمع وثقافته، مشيراً إلى أن الأمن مطلب ضروري وحاجة إنسانية ملحة ونعمة من أجل النعم، لا تستقيم الحياة دونه ولا يستغني عنه فرد أو مجتمع أو دولة، وأن تحقيق الأمن بكافة أشكاله ليس محصوراً في جهة معينة ولكنه مسؤولية جميع أفراد المجتمع بشتى تخصصاتهم وجميع قطاعاتهم في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية، وأشار الى أن المعلم هو الجسر الحقيقي للوصول إلى الطالب لإيصال أهمية التوعية في الأمن الفكري ومحاربة الفكر الضال، لافتاً إلى أن على المعلم والمعلمة دور في تنمية المجتمع في شتى المجالات وما يحملونه من رسالة سامية في تربية النشء من الطلاب والطالبات الذين هم مواطنو الغد المشرق وبناة المستقبل الواعد، حيث إنهما مؤتمنان على عقول أبنائنا وبناتنا، وأن مهنة المعلم ليست مجرد وظيفة كأي وظيفة، وإنما هي رسالة إنسانية، ولكي يكون المعلم إيجابياً ومتميزاً عليه ألا ينظر إلى مهنته على أنها مجرد وظيفة. جاء ذلك خلال لقاء سمو أمير منطقة القصيم الأسبوعي بالمواطنين، وذلك في قصر التوحيد بمدينة بريدة، مساء أمس الاثنين، بحضور أصحاب المعالي والفضيلة، ووكلاء الإمارة، ومسؤولي القطاعات الحكومية والخاصة، وأعيان المنطقة، الذي خصص للحديث عن دور المعلم في الأمن الفكري، وقد بدأت الجلسة بتلاوة آيات من القرآن الكريم، عقب ذلك تناول المتحدث الرئيسي للجلسة الدكتور خالد بن عبدالرحمن الشايع، أن الأمن الفكري يعد ركيزة هامة وأساسية في حياة الشعوب، ومقياساً لتقد الأمم وحضارتها، وهو من أولويات المجتمع الذي تتكاتف فيه جهود الأجهزة الحكومية والمجتمعية لتحقيق مفهوم الأمن الفكري تجنباً لتغلغل التيارات الفكرية المنحرفة، مؤكداً أن تحقيقه أصبح حاجة ماسة لتحقيق الأمن والاستقرار الاجتماعي، مشيراً إلى أن المؤسسات التعليمية من أولى الجهات المعنية بالحفاظ على الأمن والاستقرار في المجتمعات، لما للمدرسة والمعلم دور مهم في تعزيز الأمن الفكري، لافتاً إلى أن ذلك يشترك فيه جميع الأفراد ومؤسسات المجتمع. وحضر اللقاء الأمين العام لمجلس أمناء فطن، مدير عام برنامج فطن بوزارة التعليم، الدكتور ناصر بن منصور العريني، الذي بين أن البرنامج حظي بموافقة سامية من لدن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب مجلس الوزراء وزير الداخلية ليرأس سموه مجلس أمناء فطن. مضيفاً، أن سمو ولي العهد، وجه بتنفيذ المبادرات من الجهات الشريكة، وهي وزارة الداخلية ووزارة التعليم ووزارة الشؤون الاجتماعية والإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد, ووزارة العمل والتنمية الاجتماعية, ووزارة الثقافة والإعلام, والهيئة العامة للرياضة, ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني والموجهة للطلاب والطالبات وفقاً لإطار ورسالة البرنامج. وتناول الدكتور العريني خلال حديثه المقاصد التي يستهدفها برنامج فطن، وأنه يقوم على تدريب الطلاب والطالبات وتثقيفهم، بدءاً من رياض الأطفال حتى المرحلة الجامعة، عبر مشاريع تنفيذية ومجالات عدة تتمثل في (التدريب, والتثقيف, المشاركة, الاستشارات) من أجل حماية الشباب من المؤثرات السلبية والمهددات بأنواعها, من خلال تطبيق أفضل الأساليب والإجراءات التي توصلت إليها الدراسات الحديثة على مستوى العالم, والتي أثبتت نجاحها في الحد من هذه المؤثرات، من خلال التركيز على بناء شخصية, الطالب وإكسابه الاتجاهات والمعارف والمهارات اللازمة, ليصبح قادراً على البناء, والعطاء, والمشاركة الفعلية في نهضة البلاد وبتكاتف جميع القادرين على تحقيق أهداف البرنامج, وتفاعلهم وتعاونهم لتحقيق الريادة في البرامج الوقائية الفكرية, والسلوكية وتعزيز المهارات الشخصية والاجتماعية الايجابية للوصول إلى "جيل آمن فطن". مبيناً أن البرناج قد حقق خلال فترة الزمنية السابقة العديد من المنجزات الحقيقية، المتمثلة في إعداد أكثر من 400 خبير وخبيرة، ومدرب ومدربة، ودرب أكثر من 103 ملايين طالب وطالبة، وأنتج أكثر من 5 آلاف فيديو، وأكثر من 10 آلاف انفوجرافيك، مع إقامته لأكثر من 300 معرض داخل المدارس وخارجها. كما أكد مدير عام تعليم القصيم عبد الله بن إبراهيم الركيان، خلال الجلسة أن المشهد التعليمي في المنطقة يعزز للوسطية والاعتدال، ويزخر بالنماذج والمبادرات المحققة لذلك، عبر الكثير من البرامج والفعاليات التي تقام على مدار العام الدراسي، وخلال أوقات العطل الرسمية. مشيراً إلى أن مناشط التعليم المنهجية واللامنهجية رياضية كانت أم ثقافية أم معرفية، مستمرة في تقديم ما لديها من فعاليات وبرامج تعمل على تكريس المفاهيم الوطنية والفكرية، مضيفاً أن برنامج "فطن" الوزاري يعتبر الوعاء الأكبر لتلك البرامج، باعتباره أحد أهم البرامج التوعوية التي تستهدف من خلاله الوزارة تحقيق المفاهيم والقيم والمثل الأخلاقية والتربوية والوطنية، التي تبني وتعد جيلاً آمناً فطناً.