تعتزم شركة بلاك بيري الكندية فتح مركز جديد لأبحاث القيادة الذاتية، في محاولة منها لجعل خدماتها عنصرًا أساسيًا لا غنى في سوق السيارات ذاتية القيادة الذي أصبح ساحة تنافس جديدة بين كبرى الشركات حول العالم. وتأتي هذه الخطوة في ظل سعي بلاك بيري، التي كانت قبل سنوات رائدة في سوق الهواتف، إلى توسيع منشأتها الخاصة بنظام التشغيل الآمن "كيو إن إكس" QNX والواقعة بالعاصمة الكندية أوتاوا، وذلك بهدف التركيز أكثر على تطوير تقنية متطورة لمساعدة السائقين وتقنيات القيادة الذاتية. وترهن بلاك بيري حاليًا مستقبلها بتوسيع المبيعات من منتجات البرمجيات، بما في ذلك لشركات صناعة السيارات وغيرها من الشركات المصنعة، بعد الخروج من سوق الهواتف الذكية وترك الساحة لمنافسيها، بما في ذلك آبل وجوجل وسامسونج. وبعد محاولة بلاك بيري إعادة ابتكار نظام التشغيل QNX الذي كان مخصصًا لقطاع الأعمال لاستخدامه مع نظام تشغيل الهواتف الذكية خاصتها، أضحت الآن تركز على كيفية تفاعل النظام مع أجهزة الاستشعار والكاميرات وغيرها من العناصر المطلوبة للسيارات ذاتية القيادة. وبينما تقوم شركات وادي السيليكون الثرية بالاستثمار بكثافة في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة المطلوبة لتطوير السيارات ذاتية القيادة، تميل شركة بلاك بيري المقيدة ماليًا أكثر إلى تركيز جهودها على الترويج لنفسها كونها صاحب مضمون. وقال سيباستيان فيشمايستر، وهو أستاذ مشارك بجامعة واترلو وعمل على QNX منذ عام 2009: "ما يقوم به QNX هو توفير البنية التحتية التي تسمح لك ببناء خوارزميات عالية المستوى، بالإضافة إلى الحصول على البيانات من أجهزة الاستشعار بطريقة موثوقة". ومن جانبه، قال جون وول رئيس نظام QNX في مقابلة أجريت معه يوم الجمعة الماضي: "دورنا في هذا هو أننا نقدم أساس البرامج لمنصات الحوسبة عالية المستوى هذه". وكانت شركة بلاك بيري قد حصلت في أواخر الشهر الماضي مع فرق بحثية من الجامعة على الضوء الأخضر لاختبار لسيارات لينكولن من شركة فورد موتور مع ميزات القيادة الذاتية على الطرق العامة في أونتاريو. كما قالت الشركة مطلع شهر نوفمبر الماضي إنها وقعت اتفاقًا مع فورد موتور للعمل على توسيع استخدام الأخيرة لنظام التشغيل QNX التابع لها، وذلك مع تزايد تطوير شركة السيارات الأميركية للمركبات الآلية. وقد عُدَّ هذا الاتفاق الصفقة المباشرة الأولى لشركة الاتصالات السلكية واللاسلكية الكندية مع أحد أكبر شركات تصنيع السيارات، على الرغم من أنها تبيع حاليًا تقنيتها لموردي صناعة السيارات. وقال وول إن الشركة في مراحل متقدمة من المحادثات مع "أكثر من واحدة أو اثنتين" من شركات صناعة السيارات العالمية الكبرى الأخرى لإبرام شراكات مماثلة، لكنه حذر أيضًا من أن دعاية السيارات الآلية سوف يستغرق وقتًا طويلًا ليتحقق تمامًا.