استعرض الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر (آركو) د. صالح بن حمد السحيباني في تونس مؤخراً مبادرة المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) بشأن تعليم الأطفال العرب اللاجئين في مناطق الصراع وخصوصاً في "سوريا، اليمن، ليبيا، العراق، وفلسطين" الأمر الذي يدعوا إلى حراك عربي ودولي كبير لمحو الأمية والجهل والتي ستخلق جيلاً على أبواب المستقبل المجهول وهو ما يجعل البلدان العربية في خطر ، واتفقت تطلعات المنظمتان تجاه الأطفال اللاجئين والأوضاع الحالية من حيث مشاريعهما المستقبلية التي يقف التمويل حائلاً دون التمكن من تنفيذها في الوقت الذي تتحد فيه مبادرة الألكسو التي تركز على "البناء التعليمي" مع مبادرة مشروع "سلام" الذي قدمته المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر ويركز على الدعم النفسي والقيمي للأطفال اللاجئين وإعادة تأهيلهم ، وتصحيح مسار التفكير السلبي الذي بدأ يتشكل لديهم مع سنوات اللجوء وبقائهم في المخيمات ، ونقمتهم على المجتمع وهو ما يجعلهم أدوات سهلة للإرهاب والعقول المدمرة. وأكد المدير العام المساعد للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم " الألكسو" محمد بن عبد الباري القدسي في لقائه بالسحيباني أهمية التعاون بين المنظمتين في ظل هذه التحديات والأوضاع الاستثنائية من حيث الصراعات الحربية والنزاعات الدموية التي تتخلل مناطق الصراع ، مشيراً إلى طموحهم للتحرك معا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بغرض إعادة التعليم والابتعاد عن الأمية والجهل والتي تقود الأمة إلى التخلف. وأوضح أن المبادرة تهدف إلى تعليم من هم في سن التعلم من خلال التطبيقات الحاسوبية ، والحقائب التعليمية ، والتعليم الحسابي والعلاج النفسي. واستعرض "القدسي" المعلومات المتاحة إلى صعوبة الوضع بشكل عام وحرمان الأطفال في سن التعليم النظامي ، حيث كشف تقرير منظمة الأممالمتحدة (اليونسيف) العام الماضي عن حرمان (13.5) مليون طفل من تلقي التعليم في (سوريا، واليمن، وليبيا، والعراق) وهو ما يشكل (40%) من مجموع الأطفال في هذه الدول فيما تتوزع حسب التقرير المنظمة ذاتها أرقام عدد المحرومين من التعليم بسبب النزاعات في كلاً من (العراقوسوريا واليمن) ، حيث بلغ عدد المحرمين في العراق ( 3 ) مليون محروم ، وفي اليمن (2.9) مليون ، فيما بلغ عددهم في سوريا (2.7) مليون طفل محروم من التعليم. كما أشار التقرير النصف سنوي للمفوضية الدولية للاجئين في يوليو الماضي إلى وضع الأطفال السوريين حيث ما زال (1.200.605) مليون طفل يبحثون عن مكان للتعليم تتراوح أعمارهم من ( 5 سنوات وحتى 17 سنة). وكشف التقرير الصادر عن مكتب الأممالمتحدة للعام الدراسي 2015/2016 عن ذات الحال المشابه للأطفال في اليمن حيث بلغ إجمالي الأطفال المتضررين من النزاع (6.5) مليون ، فيما بلغ عدد الأطفال الذين لا يتلقون التعليم (3.5) مليون ، كما بلغ عدد الأطفال الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بالمدارس (1.8) مليون طفل ، كما بلغت إحصائية الأطفال المسجلين بالمدارس التي لم تستأنف نشاطها بعد (720) ألف طفل ، كما أفاد التقرير عما يقارب من (نصف مليون) طفل تم تجنيدهم من طرف الجماعات المسلحة. كما أستعرض اللقاء مؤشرات تقارير المنظمة العربية وكذا تقرير "لمحة عامة عن الاحتياجات التعليمية في اليمن" العام الحالي والصادر عن مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية ، حيث كشف عن (1400) مدرسة تضررت من الحرب ، فيما تحولت (400) مدرسة إلى ملاجئ، مشيراً إلى احتلال (75) مدرسة من قبل الجماعات المسلحة. وفيما يخص الوضع التعليمي في ليبيا ، فقد كشفت تقارير مركز البحوث والمعلومات في المنظمة استنادا الى وزارة التربية الليبية العام الماضي "تعليم تحت النار" أن عدد التلاميذ في ليبيا بلغ (1.024.945) مليون طفل ، كما أشارت إلى فتح مدارسها رغم صعوبة الوضع ، فيما تم ايجاد مدارس أخرى بديلة للمدارس التي تضررت بسبب الاشتباكات او النازحين ، وفيما يخص التلاميذ اللاجئين والمهجرين بالخارج فقد تم فتح مدارس ليبية مؤقتة لهم في مصر وتونس. كما استعرض اللقاء وضع الأطفال في العراق ، حيث قدر تقرير اليونيسف للعام الماضي أن ما يقارب من (2) مليون طفل غير منتظمين في المدارس ، و (1.2) طفل مهددين بترك التعليم ، وفيما يخص البنية التحتية للتعليم فإن (3500) مدرسة في العراق لم يعد بالإمكان استخدامها وهو ما يمثل ما نسبته (20%) من مدارس العراق والتي تم تدميرها أو تحويلها إلى ملاجئ أو لأغراض أخرى ، وهو ما ترتب عليه اكتظاظ التلاميذ في المدارس العاملة حيث بلغ عدد الطلاب في الفصل الواحد قرابة (60) طالباً . كما تعمل العديد من المدارس بنظام الفترتين والثلاث في ظل اجبار (1400) معلم على الفرار من العنف الدائم. وفيما يخص التعليم في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وفي المخيمات بدول الجوار فقد أكدت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم تعرض المؤسسات التربوية إلى انتهاكات متكررة من قبل العدوان الإسرائيلي رغم الجهود المبذولة من وكالة الغوث الدولية ، ومن الدول العربية ، ومن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية والمنظمات الإقليمية ، مشيرة إلى أن قطاع التعليم الفلسطيني ما يزال بحاجة ماسة إلى مساعدات عاجلة وهو ما كشفه البيان الصادر عن أعمال الاجتماع المشترك الخامس والعشرين لمجلس الشئون التربوية لأبناء فلسطين في دورته (73) في نوفمبر الماضي حيث طلب الاجتماع بمواصلة دعم وتمويل موازنة وكالة الغوث والدولية لدعم الاطفال الفلسطينيين ، كما نددت الدورة بتردي الأوضاع في مدينة القدسالشرقيةالمحتلة وما تتعرض له من تدمير ممنهج وعزل للأحياء الفلسطينية وهو ما يعيق حركة الطلبة والمعلمين. وأكد "اللقاء" على أهمية التمويل في تغيير الوضع التعليمي والنفسي للأطفال ، داعين الدول العربية إلى المسارعة في تقديم الدعم المادي والبشري ، والتكاتف الدولي للدول المانحة والشركات الكبرى ووسائل الإعلام للمساهمة في الجهود الرامية وتحقيق هذه المبادرة في إطار خطة عربية شاملة تتولى إعادة بناء الأطفال اللاجئين من كافة الجوانب وتلافي خطورة عدم تعليمهم. تصنيف الأطفال اللاجئين صنفت مبادرة الألكسو المستفيدين من الأطفال اللاجئين ومنهم في حاجة التعليم من حيث الحالة الأمنية والمعيشية ، وكذلك من حيث الاحتياجات التربوية والتعليمية. وفق الحالة الأمنية والمعيشية الأطفال في مخيمات اللجوء الأطفال في المدارس الحاضنة في الدول المستضيفة وفي مناطق النزوح . الأطفال في أماكن النزاع. وفق الحاجة التربوية والتعليمية الأطفال في سن الالتحاق بالتعليم الإبتدائي. الأطفال الشباب في سنوات التعليم من الابتدائي وحتى الثانوي. الشباب ممن تلقوا قدراً من التعليم الابتدائي ويخشى عدم مواصلتهم التعليم.