نفى الدكتور منيف مهنا الرشيدي عميد البحث العلمي بجامعة حائل صحة الخبر الذي تداولته بعض المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي، حول ظهور حيوان آكل للحوم البشر وخصوصا الأطفال في منطقة حائل، يسمى المسارة أو الشيب، ومرفقا معه صورة لحيوان الدلق. وقال أستاذ علم البيئة وحماية الحياة الفطرية المشارك في جامعة حائل إن الصحيح أن الشيب أو المسارة والذي يعتقد أنه نتاج التزاوج بين الذئب والضبع، ما هو إلا حيوان أسطوري لا وجود له إلا في الحكايات الشعبية التي كان الهدف منها فيما يبدو تخويف الأطفال، حرصاً عليهم من الابتعاد عن أهاليهم ومنازلهم مما قد يعرّضهم للمخاطر، أما من ناحية علمية فإن التزواج بين الذئب والضبع غير ممكن جينياً، حيث أن كل منهما هو نوع مختلف كلياً عن الآخر، وحتى لو حدث تزواج بينهما فإن الناتج من التزواج سيكون حيوان عقيم ولا يمكنه التناسل، ونسبة تواجده في الطبيعة ستكون ضئيلة جداً وليس هناك داع لتخويف الناس به. وعن الصورة الوحيدة المرفقة مع الخبر، قال الدكتور الرشيدي إنها لحيوان الدلق، وهو من فصيلة السموريات التي يتبعها حيوان الغرير، وأيضا حيوان الظربان أوالظرمبوط وجميع هذه الحيوانات آكلة للحوم وتتميز أفراد هذه الفصيلة بأن لها غدة تحت الذنب تفرز رائحة كريهة في حالة تعرض الحيوان للخطر، وعن الدلق فهو بحجم القط المنزلي أو أكبر منه قليلا ونادراً ما يهاجم البشر لكنه حيوان جريء قد يهاجم الأطفال أو الكبار عند تواجدهم بالقرب من جحره خصوصا في نهاية موسم تزاوجه، عندما يكون لديه صغار في فصل الصيف كما هو الحال في هذا الوقت من العام، وعادة ما يلجأ لاطلاق سلاحه الكيماوي الطبيعي الخاص لإزعاج المعتدين عليه وتحذيرهم من الاقتراب أو حتى يتمكن من الهرب ونادراً ما يهاجم بنفسه. والمعروف عن الدلق أنه حيوان ليلي ونادراً ما يظهر أثناء النهار ويأكل السحالي والفئران والحشرات والثعابين والضبان والدجاج سواءَ كانت حية أو ميتة بفضل مخالب رجليه الأمامية الطويلة وفكه القوي ذو الأنياب الحادة، ويأكل أيضاً بيوض الطيور وجذور النباتات الطرية، ويبدو أنه في حال عدم توفر الغذاء الكافي قد يلجأ للاقتراب من المنازل ليتغذى على البقايا الموجودة في النفايات وهذا قد يكون من أسباب رؤيته في بعض الأحيان في المناطق السكنية بالرغم من أنه حيوان حذر جداً ويفضل الابتعاد عن الناس.