كشفت صحيفة "تايمز" البريطانية عن محاولة إبقاء مشروع تشكيل الجيش الأوروبي الموحد طي الكتمان في بريطانيا، وذلك حتى موعد الاستفتاء التاريخي الذي سيحدد مستقبل المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي. إلا أن "المشروع السري" تسرب إلى الإعلام ونشرته صحف بريطانية، كان آخرها التايمز التي قالت إن مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، ساهمت في وضع مسودة "الجيش الأوروبي". وتدعم ألمانيا ودول أوروبية أخرى المشروع الذي لن يرسل إلى الحكومات الوطنية في أوروبا لمناقشته قبل انتهاء الاستفتاء في بريطانيا المقرر تنظيمه في 23 يونيو المقبل، الذي سيقرر بقاء المملكة بالاتحاد أو مغادرته. والبريطانيون كانوا قد اعترضوا على مشروع مماثل عام 2011، مما يفسر محاولة الاتحاد والحكومة البريطانية إبقاء المشروع الحالي في إطار السرية، خوفا أن تستغله الحملة المطالبة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقالت التايمز إن المشروع سيعرض، قبل موعد الاستفتاء في بريطانيا، على بعض السياسيين الأوروبيين وسفراء اللجان الأمنية، على أن يتخلوا عن هواتفهم خلال قراءة المسودة خوفا من تصوير مضمونها. وأشارت الصحيفة إلى أن موغيريني أمضت 18 شهرا في التحضير لمستندات مشروع الجيش الأوروبي الموحد، الذي سيعرض على زعماء الدول الأوروبية للنقاش خلال القمة الأوروبية المقرر عقدها في 28 يونيو المقبل. ويقود رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، حملة البقاء في الاتحاد، وكان قد قال، الأربعاء الماضي، إن من يقاتلون من أجل بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي يحققون تقدما جيدا، وحث الشباب للمشاركة في التصويت. وكان استطلاع شهري لآراء الناخبين، أجرته مؤسسة "بي.أم.جي" البحثية، أظهر أن الحملة المطالبة بخروج بريطانيا تواصل تقدمها، رغم أن الفجوة ضاقت إلى واحد في المئة مع الحملة المؤيدة للبقاء.