أكد وزير العدل اللبناني المستقيل أشرف ريفي، أنه «لن يعود عن استقالته»، موضحاً أن «الاستقالة هي لأسباب سياسية موضوعية، البعض منها له علاقة بالأمن الوطني وعلاقات لبنان العربية وعروبة لبنان»، مشيراً إلى أن «حزب الله» درّب الكثير من المقاتلين في البحرين وسوريا والعراق واليمن، وشارك في عمليات إرهابية ولا أستغرب موقف الدول العربية». وقال ريفي في حديث مع قناة العربية «إنني استقلت لأني شعرت أن الحكومة لا تقوم بواجباتها تجاه الدول العربية، ولديها ضعف تجاه المواطنين اللبنانيين وخصوصاً النفايات». وأضاف «عندما نصل إلى أن نقضي 7 ساعات أمام 7 أسطر فنعم نحن أمام أزمة كبيرة، وهناك عجز أمام انتمائنا العربي وأمام وضعنا الاجتماعي وأمام وضعنا الأمني». وشدد ريفي على أن «الأزمة الدبلوماسية مع السعودية، مؤشر لأزمة وطنية كبرى»، قائلاً «إما نحن عرب أم لا طبعاً نحن لبنانيون بالدرجة الأولى، وعندما نحتار كيف نخرّج لانتمائنا العربي فهذه أزمة». وتابع قائلاً «إننا في وضع غير طبيعي كنا نساير الأمور بالتي هي أحسن، البلد لم يعد يحتمل نهائياً، والجريمة الأخيرة التعدي على الدول العربية بعدم إدانة ما حصل في السفارة السعودية في إيران، ويجب وضع النقاط على الحروف، لذلك قررت أن أقرع جرس الإنذار لأقول إن لبنان لم يعد يتحمل هكذا إجراءات». وأعلن ريفي، الأحد الماضي، استقالته من الحكومة، مشيراً إلى أنه على «عهد شهيد لبنان الرئيس رفيق الحريري وشهداء ثورة الأرز»، في إعادة الصراع إلى مربع رفض نفوذ طهران التي تسعى لتحويل لبنان إلى مستعمرة إيرانية. وأدى صعود الموجة الطائفيّة الإيرانية ومليشيات «حزب الله» في لبنان، بالسعودية إلى الإعلان قبل أيام عن وقف مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي البالغة 4 مليارات دولار، بسبب ما أسمتها المواقف اللبنانية التي لا تنسجم مع علاقات المملكة، وذلك بعد مراجعات لمصالح الرياض مع بيروت، وأيدتها في ذلك كل من الإماراتوالبحرين. ودعت الكويتوقطر رعاياهما إلى «عدم السفر إلى لبنان»، بينما أكدت فعاليات سياسية في لبنان رفضها لاعتداءات «حزب الله» على السعودية وطالبته بالاعتذار، في وقت حمل رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام السفير السعودي في بيروت علي عواض العسيري رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وتعد قطر خامس دولة خليجية تحذر رعاياها من السفر إلى لبنان، وتدعو رعاياها الموجودين بها إلى مغادرتها بعد السعودية والبحرينوالإماراتوالكويت. وأعلنت الرياض، الجمعة الماضي، إيقاف مساعداتها المقررة لتسليح الجيش اللبناني عن طريق فرنسا، وقدرها 3 مليارات دولار أمريكي، إلى جانب إيقاف ما تبقى من مساعدة المملكة المقررة بمليار دولار أمريكي، المخصصة لقوى الأمن الداخلي في لبنان، وهو القرار الذي أعلنت الإمارات تأييدها له، آنذاك. في السياق ذاته، كان يوم أمس يوماً سياسياً بامتياز شهده مبنى السفارة السعودية في العاصمة اللبنانيةبيروت، إلى جانب موجة من التأييد الشعبي للمملكة العربية السعودية أمام الهجمة والتطاول من قبل «حزب الله» وجماعاته الموالية. رئيس الحكومة تمام سلام افتتح النشاط السياسي باللقاء الذي عقده مع السفير السعودي في بيروت علي عواض العسيري الذي زار مقر مجلس الوزراء بناء على طلب سلام وبحث معه آخر تطورات الموقف اللبناني من قيام أحد الأطراف اللبنانيين بالتهجم على السعودية، حيث أكد العسيري أن سلام حمّله رسالة إلى خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، مشيراً إلى أنه سينقل الرسالة نصاً وروحاً بأمانة إلى «القيادة الرشيدة». سلام بدوره أعرب للعسيري عن رغبته في زيارة المملكة لتوضيح الموقف اللبناني من التضامن العربي مع السعودية والتأكيد على أن التصريحات والمواقف الصادرة عن جهة لبنانية، في إشارة إلى «حزب الله،» لا تمثل الموقف اللبناني الشعبي والرسمي. في غضون ذلك، توافدت وفود سياسية وحزبية على السفارة مؤكدة جميعها الوقوف إلى جانب المملكة وتأييد مواقفها في القضايا العربية المصيرية ورفض أي اعتداء عليها انطلاقاً من الحرص على مبدأ التضامن العربي والتأكيد على دورها واتهام إيران و»حزب الله» في محاولة جر لبنان إلى معسكر يعادي أشقاءه العرب خاصة الدول الخليجية. ومن السفارة السعودية، طالب وزير الداخلية نهاد المشنوق «حزب الله» بالاعتذار للسعودية، وأكد على أن «المطلوب التصرف بواقعية والاعتذار من المملكة العربية السعودية عن الإهانات»، معرباً عن أمله بالتوصل إلى «تسوية سياسية حفاظاً على الاستقرار»، ومؤكداً أن «لا خيار للبنان إلا العروبة». وأضاف مشدداً أن «هناك أزمة جدية تتعلق بموقف «حزب الله» من خلال الاعتداء كلامياً وأمنياً على المملكة العربية السعودية»، معتبراً أن القرار السعودي «ليس غريباً ولا مفاجئاً».