بدأ حياته العملية ضابطا عسكريا في أحد القطاعات الأمنية وهي الوظيفة التي كان يحلم بها ويتمناها، لكن سرعان ما تلاشى حلمه بعد تعرضه لحادث جعله حبيس الكرسي المتحرك، لكنه لم يجعل لليأس طريقا إليه، فجعل طموحه وأحلامه تطير به، ليتحرر بكل إصرار من الكرسي المتحرك، ويصبح معالجا بالترفيه، ومدربا لمهارات استخدام الكرسي المتحرك في مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية ومدربا معتمدا في التحفيز والإلهام. ذلك هو محمد الشريف، الذي يحمل السعادة والإصرار والإلهام على عاتقه ليقدمها لكل من حوله أينما ذهب، وهي السعادة ذاتها التي يشعر بها حاليا بوصوله ضمن قائمة ال12 مرشحا ومرشحة للفوز بلقب جائزة الإصرار في موسمها الثالث التي ينظمها صندوق تنمية الموارد البشرية "هدف"، مشيرا إلى أن وصوله إلى هذه المرحلة حمله أمانة الاستمرار لإلهام الشباب بالتحدي والإصرار. يقول محمد: "هناك تحديات كثيرة خضتها في حياتي، بعضها يختص بعلاجي، والبعض الآخر بزواجي، إضافة إلى معاناتي الكبيرة من ثقة المجتمع بي بعد إصابتي، ونظرة الاستعطاف التي كانت تلاحقني، بل وأحيانا نظرة الاحتقار لي كمعاق يمشي على كرسي متحرك، لكن كل ذلك لم يثنن عن عزيمتي وإصراري بأن أحقق النجاح الذي أنا عليه الآن والذي ما أزال أمتلك الكثير منه"، موجها نصيحته للشباب بأن لا يستسلموا للفشل، واصفا الفشل بأنه بداية الطريق للنجاح، مؤكدا أن من لا يعمل هو فقط من لا يفشل، وإنما من يعمل فإن الفشل سيواجهه في بعض محطاته، وهو أول المؤشرات لنجاح هائل. واعتبر المدرب الشريف أن أكبر خطأ قد يقع فيه الشباب والشابات على حد سواء، هو رفض الوظيفة في حال كان أجرها متدنيا، خاصة إذا كانت هي الفرصة الوظيفية الأولى له، كون الوظيفة تمثل فرصة للتعلم وبناء ثقة الشخص بنفسه قبل أن تكون مصدر دخل، مشيرا إلى أنه بدأ بعد إصابته بوظيفة يتقاضى فيها 2500 ريال فقط، وتدرج حتى وصل إلى أجر يعتبره مرضيا بنسبة كبيرة ولله الحمد. وأبان محمد الشريف المرشح للفوز بلقب الأكثر إصرارا في المملكة لعام 2015، أنه عانى كثيرا في بداية إعاقته، فأقرب الناس له كانوا يعتقدون أنه أصبح عاجزا ولم يعد يستطيع النهوض مرة أخرى، ويعتبرون أنه بات يحتاج لمساعدة الناس وخدمتهم له دائما، وأنه يجب عليه أن يبقى في منزله بزعمهم أنه أصبح "مسكينا" كما كانوا يقولون عنه دائما، لكنه رغم تلك النظرة تمكن من تحقيق العديد من الإنجازات غير المسبوقة، فهو أول معاق مظلي في الشرق الأوسط، وتعلم الطيران الشراعي في إحدى مدارس الطيران رغم عدم تقبلهم في بداية الأمر أن يكون أحد الطيارين على كرسي متحرك، متعذرين بأن الطائرة غير مهيأة له كمعاق، إلا أن إصراره كان أكبر من قناعتهم ليعطوه الموافقة على تدريبه، مشيرا إلى أن إطلاع الشباب على القصص المحفزة والملهمة لهم من أكثر ما يحتاجونه لتحسين ثقافة العمل لديهم. وأوضح محمد أن أكثر ما يواجهه في مجال عمله حاليا في علاج مرضى الإعاقات، هو تقبل الشخص لإصابته بإعاقة دائمة، فالإعاقة تعتبر أسوأ طارئ صحي قد يمر على الإنسان في حياته، وبالتالي فإنهم يعانون كثيرا من الحالة النفسية السيئة التي يمر فيها المصاب، مشيرا إلى أنهم يحاولون جاهدين تغيير تلك الحالة النفسية في أسرع وقت، وتحفيزه على التكيف ذهنيا وجسديا مع تلك الإعاقة، وأن يستمر طموحه الذي كان يحمله قبل إصابته بتلك الإعاقة. واعتبر الشريف أن جميع القصص ال 12 والتي وصلت إلى المرحلة النهائية من الجائزة ملهمة وتستحق التأهل، لكنه في الوقت نفسه، أبدى ثقته في حصوله على لقب الأكثر إصرارا في المملكة. واختتم محمد الشريف حدثه بالتأكيد أن جائزة الإصرار هدفها الأسمى هو تحفيز الشباب السعودي على عدم الخضوع والاستسلام للصعاب التي تواجههم، منوها إلى أن ردود فعل المجتمع كانت مؤشرا قويا على تحقيق الجائزة لذلك الهدف. يذكر أن محمد هو واحد من 12 مرشحا ومرشحة يتنافسون على لقب جائزة الإصرار في موسمها الثالث بقسميها (الأكثر إصرارا في البحث عن عمل، والأكثر إصرارا في ريادة الأعمال)، ويمكنكم مشاهدة الفيديو التعريفي عن محمد الشريف وقصة إصراره عبر الرابط، http://israraward.com/candidate/mohammed_alshryf ، ويمكن للجماهير التصويت لمحمد من خلال الرابط http://israraward.com قبل 19 من فبراير الجاري، للفوز بلقب الأكثر إصرارا على مستوى المملكة.