فتحت محافظة المجمعة كتاب تاريخها الثقافي والحضاري للأهالي وزوار المحافظة من خلال مهرجانها التراثي الذي انطلقت فعالياته عشية أمس الأول في الوسط التاريخي للمحافظة تحت عنوان ” تراث المجمعة 32 ” ، ويسلط الضوء على تفاصيل الحياة اليومية قبل أكثر من مائة عام ، ويكشف عن حيزٍ من الظواهر الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والترفيهية التي سادت آن ذاك. وتهدف فعاليات المهرجان إلى إبراز الوجه الحضاري والتراثي للمجمعة ، والتعريف بمكتسباتها التي تجعلها من أفضل الأماكن السياحية التي يمكن أن يقصدها المواطن والمقيم في أيام الإجازات والعطل الأسبوعية. ويضم المهرجان العديد من الأنشطة المتنوعة التي تستهدف جميع شرائح المجتمع من رجال ونساء وأطفال بواقع سبعة عشر فعالية ، تنفذ أغلبها في ساحة وقف الملك عبد العزيز ، والسوق القديم ، ومدرسة أحمد الصانع ، والمنازل الطينية المحاذية ، فيما بقية الفعاليات توزعت في بيت الآثار بمنزل الشيخ محمد بن عبد الرحمن الربيعة ، وميدان الفروسية. ومن الفعاليات ” المجلس وخيمة الضيافة والشعر ” وهو مكان مخصص لاجتماع كبار السن في السوق ، ونقطة التقاء مع الشباب لتبادل الأحاديث والقصص والأشعار والتجارب. بجانب هذه الفعاليات تقع مدرسة أحمد الصانع التي تنفذ فيها فعاليات التعليم القديم وتحتوي على عروض الكتاتيب من خلال مربي يقوم بالتدريس بصورة حية وعلى الطبيعة. في ساحة وقف الملك عبد العزيز هناك الفعاليات التجارية ، التي تعتمد على طريقة الحراج أو البيع داخل الدكاكين – كما في السابق – وهي تشغيل ذاتي للدكاكين من أصحاب التراثيات والمنتجات الشعبية في المحافظة. بجانب السوق يقبع ” حويط وقف الملك عبد العزيز ” ، وتهدف هذه الفعالية لأحياء مهنة الفلاحة التي كانت عمود الحياة قديما ، ويتم تصوير عملية التصدير وإيراد الماء من البئر من خلال المواشي. في وسط السوق يقع ” مسجد ودلو ركية ناصر ” وتجري هنا عملية استخراج الماء من بئر المسجد وصبه في إناء صخري كبير ” قرو ” ليستفيد منه المسافرون قديما ، وللوضوء . أما ما يتصل بفعاليات المهن القديمة فإن أبرزها مهنة النجارة والحدادة والأعمال الحرفية لمنتجات النخيل من حبال وسف وأقفاص وحصير وسفر ومكانس وليف. ومن المهن الأخرى الخرازة والدباغة والحلاقة ، إلى جانب عرض منتجات الأسر المختلفة من أعمال خياطة وحياكة وأعمال سدو والطبخ وغيرها. بجانب هذه المهن والأنشطة ، تنفذ فعاليات خاصة للأطفال والشباب وهي الألعاب الشعبية في السوق القديم وممرات الحارة وباب البر ، والتي تهدف إلى التعريف عن محتوى الحارة من طرقات وسكك وجنبات وبيوت ومعالم تراثية ، مطعمة بعروض تناسب الحدث والمكان من بسطات وألعاب أطفال ومشاهدة لقطات حركيه لألعاب مشهورة في المنطقة مثل الدنانة , والكعابة , وعضيم ساري. ومن الفعاليات الثقافية ” الحج قديما ” وفيها تجهز سيارة قديمة تحاكي التي كانت في السابق وتسمى ” اللوري ” ، تلك التي تلبي جميع متطلبات الحجيج من أكل وشرب وتخييم. يُقسم اللوري إلى طابقين ، العلوي للرجال والسفلي للنساء ، وتجري خلال ذلك عروض مسرحية لمراسم توديع الأهل والأحباب ، وما يخالط ذلك من دموع وتكبير وتلبية ودعوة وغيرها. وكما أن البساطة كانت سمة الحياة القديمة كان لابد من التعريف بالزواج على الطريقة القديمة بنفس تلك التفاصيل التي كانت عليها ، وأدرك القائمون على هذه الفعالية أهمية تنفيذها في سكك الحارات العتيقة ، وبين الأزقة الضيقة ، وأهمية أن يواكب هذه الفعالية أناشيد يرددها الأطفال حول بيت العروس والعريس ، في مشاهد يرافقها الكثير من الدهشة لبساطتها. ولأن السيارات تأخذ حيزا كبيرا من اهتمام الشباب كانت التركيز عليها في مهرجان ” تراث المجمعة ” من جانبين ، الأول هو عروض فعاليات السيارات القديمة وهي تجوب الأماكن القديمة ، والثانية عروض السيارات الحديثة في نادي الفروسية ، وتضم التنصيب والسيارات المرهمة والمتوحشة ورباعية وثمانية الدفع. من جانب آخر هناك الفعاليات النسائية وتحتوي على أكثر من عشرين فعالية وتنفذ في قصر الربيعة خلال الفترة من 7 إلى 9 \5\1432ه ويشرف عليها فريق متخصص مع فريق العمل داخل المتحف. وهناك فعاليات أخرى تهدف لدعم السياحة في المحافظة ، فتظهر فعاليات التصوير الضوئي ، وفعاليات المزارع القديمة ، ومهرجان التسوق والأخير الذي يقام بجانب مقر الغرفة التجارية الصناعية خلال فترة المهرجان. وفي السياق ذاته أكد سمو محافظ المجمعة الأمير عبد الرحمن بن عبد الله بن فيصل أن مهرجان تراث المجمعة تكريس للوجه التاريخي والتراثي لهذه المحافظة ، في الوقت الذي تملك فيه المحافظة الكثير من المقومات التراثية والسياحية التي تجعلها من أفضل الأماكن السياحية التي يمكن أن يقصدها المواطن والمقيم في أيام الإجازات والعطل الأسبوعية. وقال سموه ” هذا المهرجان جزء من الجهود التي تبذل بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار لتنمية السياحة في المحافظة ، مشيرا إلى لجنة التنمية السياحية بمحافظة المجمعة التي تم إقرار تكوينها مؤخرا من قبل صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض ” . وعدّ سمو محافظ المجمعة المهرجان نقطة انطلاقة لأعمال اللجنة التي تسعى إلى إيجاد سياحة دائمة ومنتجة على مستوى المحافظة ككل بالتعاون والتكامل مع جميع الجهات المعنية.