يلفت نظر الزائر لمكةالمكرمة "متحف مكةالمكرمة للآثار والتراث" الذي يقف المتأمل أمام بوابته الشامخة بوصفها عنوانا لصرح حضاري يشتمل على بهو قصر تاريخي، بأعمدته الأسطوانية ذات التيجان المذهبة حاملة سقفه العالي الذي يرتفع لأكثر من 15 مترًا، بوحداته الزخرفية المكونة من الجبس والزجاج الملون. ويقع المتحف في حي الزاهر بطريق المدينةالمنورة الذي أمر ببنائه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – عام 1946م كقصر للضيافة، واستغرقت عمارته 7 سنوات انتهت عام 1952م. ومتحف مكةالمكرمة للآثار والتراث من أبرز الوجهات السياحية لقاصدي "أم القرى" من الزوار والمعتمرين والحجاج، نظرا لمقتنياته الثمينة النادرة التي تبرز جزءاً من تاريخ مكةالمكرمة الحضاري ابتداء من عصر ما قبل الإسلام، والعصر الإسلامي، والعهد السعودي. ويحتوي المتحف على المسكوكات القديمة وشواهد من قبل التاريخ وقبل الإسلام وعهد الدولة السعودية، وجناح يمثل مراحل تطور الكتابة، بالإضافة لتصميمه الهندسي المعماري الإسلامي الذي يمتد على مساحة 3425م2 موزعة على ساحة أمامية بمساحة 1200م2، والمبنى الرئيسي للقصر بمساحة 1000م2 وملحق خلفي بمساحة 425م2، وباقي المساحات تشغلها طرقات وممرات حول القصر عام 1427ه. ويضم المتحف 15 قاعة موزعة على دورين، الدور الأرضي يتحدث عن الحقبة التاريخية في عصور ما قبل الميلاد وما قبل الإسلام لمكةالمكرمة، ثم قاعات الدور الأول عن الفترة الإسلامية ثم عهد الدولة السعودية حتى وقتنا الحاضر وتوسعة المسجد الحرم من عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى عهد الدولة السعودية التي شهد فيها المسجد الحرام أكبر توسعة على مر العصور، وقاعة كبار الزوار،كما يضم المتحف مقتنيات تاريخية وأثرية وتراثية نادرة ومنها مخطوط للقرآن الكريم مكتوب بخط اليد يعود لعام 1287، وعدد من الكتب يعود عمر بعضها إلى أكثر من 600 عام، تم حفظها بعناية فائقة لتحافظ على شكلها ولونها. وقال مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالعاصمة المقدسة الدكتور فيصل الشريف: إنه وفقًا لتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الرئيس العام للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، بأن تتحول "صناعة السياحة" بمختلف قطاعاتها وأنشطتها إلى صناعة منتجة، سنعمل على تطوير متحف مكة وتحويله إلى معلما تراثيا وثقافيا للباحثين الأكاديميين والطلاب ليعيشوا ويكتشفوا التعاقب الحضاري لمكةالمكرمة بصفتها مدينة عالمية تهوى إليها أفئدة المسلمين من شتى أصقاع الأرض, وذلك تفعيلا لدور المتاحف الريادي التعليمي، ونشر الوعي الأثري ودوره الفاعل في بناء قاعدة وطنية لحفظ هذا الإرث الحضاري الذي رسخته شريعتنا السمحة، ويصبح مرجعا تاريخيا يستطيع من خلاله الباحثين والمهتمين الحصول على كافة المعلومات التي يحتاجون إليها بشكل موثق وذا مصداقية". ويرى الشريف أن وجود مثل هذا المتحف سيعمل على تنمية المواطنة وتعزيز الصلة بين الباحثين والهوية الحضارية الوطنية الحقيقة في بلاد الحرمين الشريفين. من جهته أفاد مدير متحف مكةالمكرمة عبدالرحمن الثبيتي، أن المتحف يفتح أبوابه لمدة 8 ساعات يوميًا، ويستقبل سنويا أكثر من 10 ألاف زائر، ويزيد هذا العدد في موسم الحج من كل عام إلى نحو 3 آلاف زائر من بداية شهر ذي القعدة حتى نهاية شهر محرم من كل عام. رابط الخبر بصحيفة الوئام: «متحف مكة» نقطة تلاقي حضارة ما قبل الإسلام وبعده