في استضافة أخذت منحى التكريم، حاور علي العلياني ضمن برنامج "يا هلا رمضان" عبر روتانا خليجية الفنان السعودي الاستثنائي ناصر القصبي، الذي كوّن ذاكرة السعوديين السعيدة، واعتبر عراب للكوميديا في الخليج العربي. في ذكرياته، قال الضيف إنه ولد وترعرع في أسرة محافظة وفي بيت متواضع ودافئ وفيه حبّ، لدرجة أنه ما زال يستشعر الحب حتى اليوم في منزله مع أسرته استمر منذ نشأته الأولى في منزل والده. وعن علاقة الوالدين قال أن العلاقة بين والده ووالدته كانت جميلة جدا ولكنه لم يسمع يوماً والده يقول لوالدته أ"حبك"، بحيث أن مشاعرهما تجاه بعضهما البعض لم تكن بحاجة لذلك، مشيراً إلى أن طفولته كانت رائعة للغاية ولكنه لا يتذكر الكثير منها وأن الشارع هو من كان يجمعه بأصدقائه آنذاك اللذين عرض له العلياني صورهم في أيام الطفولة. وأضاف "القصبي" أن كل ما يذكره في حياته أنه منذ أن ولد وهو ممثل، حيث كان يقلّد بعض الأشخاص .أما سبّب دخوله كلية الزراعة فكان أنه سمع من أحد أقربائه عن وجود نشاط مسرحي في تلك الكلية. ومنذ أول يوم دخلها، كان أول شيء يفعله هو السؤال عن مكان المسرح الذي بقي على تواصل معه منذ ذلك اليوم. وفي تلك المرحلة كانت له تجارب مسرحية بسيطة على مستوى الجامعة، ومن ثم قام بأداء مسرحية "التائه" بطولة ناصر الشمراني التي أحدثت نقلة آنذك في النشاط المسرحي الجامعي وكان لها صدى كبير جداً. كما اعتبر عراب الكوميديا السعودية أن الفنّ كفاح ، وان من يدخل هذا المجال من أجل التسلية لن يكمل فيه، ومن جاء لتقديم رسالة عن طريق الفن سيجد طريقه ويصل للجمهور، مضيفاً أنه كان يُنظر للفن بنظرة قاسرة وللفنان بنظرة دونية ، فكانوا مثلاً بمصر ينظرون للفنان على أنه مشخصاتي ، لكن هذه النظرة اختلفت حالياً عن ذي قبل ، لافتاً إلى أنه بسبب النظرة القديمة تجاه الفنّ فقدنا مواهب كبيرة وأسماء كثيرة اندثرت لعدم تبنيها فنياً وعملياً ولعدم توفر نظرة محترمة من المجتمع تجاههم. وضمن الحلقة، عرض العلياني لمقطع فيديو روت فيه زوجة القصبي الدكتورة بدرية البشر عن كيفية تعرفها على زوجها التي حدثت بطريقة كوميدية أيضاً. وعنها قال القصبي بتأثر كبير انها سيدة عظيمة، واغرورقت عيناه بالدموع عندما تحدث عن السعادة والحب الذي يجمعهما والذي ينشأ أولاده بظلهما. وفي فقرة المحاكمة قال ان التهديدات التي تلقاها يأخذها جدياً على المستوى الشخصي وانه مؤمن أنها معركة لا بد ان يقاتل فيها بشراسة ضد هذه الصورة الوحشية والمقززة التي شوهت الدين الإسلامي، ومحاربتها من أجل تعرية هذا الفكر مهما كانت النتيجة. وفي عرض لردة فعل الدكتور سلمان العودة التي دعا فيها اهل الكوميديا إلى التوبة، رد القصبي أن التوبة للجميع داعياً العودة أيضاً إليها، كما أضاف ان تصفية الحسابات ليست من شيمهم وان الفن واضح الملامح و لا يجب ان يدخل ضمن عملية التصفيات هذه وإلا سيفسد. واشاد الفنان باتصال وزراء الإعلام الحالي والسابقين الذي قدموا له المساندة معتبراً ان هذه يشكل دعماً رسمياً لرسالته لا سيما الحلقة التي انتقد فيها "داعش" والذي قال أنه يجب التعامل معها بشجاعة ومحاربة جذورها. وعن علاقته بعبدالله السدحان، قال ناصر القصبي إن علاقات "الدويتو" في الفن دائماً ما تكون نهايتها الانفصال، وأنه كان هو والفنان "عبد الله السدحان" يريدا أن يحافظا على هذه العلاقة ولكن حدث خلاف بين اثنين شركاء وأنه لم يريد أن يخرج هذا الخلاف للإعلام، لكن العلاقة بينهما في آخر ثلاثة أجزاء من "طاش ما طاش" لم تكن جيدة ، وفي الجزء الأخير كانت العلاقة بحاجة للانفصال .وأضاف "القصبي" خلال حواره مع علي العلياني أنه اعترف للسدحان انهما ليسا في أفضل حالاتهم، وأنه لا يريد أن يفقده كصديق، ولا كممثل، واعترف له أنه يرى أن الحل للحفاظ عليه كرفيق درب أن يفضّ الشراكة، وأن وجود شراكة في علاقة الصداقة هو بمثابة وضع الكبريت بجانب البنزين، غير ان عبدالله لم يتقبل الفكرة. وأضاف القصبي ان خلافهما فني وكان الانفصال محتّم قائلاً: " دون شكّ الفنان عبد الله السدحان ممثل مهم وعلى مدار عشرين سنة قدمنا أشياء جيدة منها "طاش ما طاش" الذي كانت له ضجة كبيرة على مستوى الخليج ونقلناه من النطاق المحلي إلى النطاق العربي." وعن "أبو الملايين" قال أن الفنان "عبد الحسين عبد الرضا" قامة خليجية كبيرة وأنه تشرف بالوقوف أمامه والعمل معه، وقد كان مهم أن يكون له محطة بعد "طاش ماطاش" إذا أن إرث هذا العمل ثقيل جداً وأنه عانى كثيراً لإخراج نفسه من دائرة هذا العمل وأن ما يشغله الآن هو أن يقدم نفسه في عمل ملحمي أو روائي. واعترف القصبي أنه أنه ضد دخول أبنائه عالم الفن لأن العمل الفني شاق جداً ، وأشار إلى أن لو عاد به الزمن إلى الوراء مرة أخرى فلن يدخل كلية الزراعة معتبراً ان من ابرز أخطائه عدم دخوله بعثة إلى الخارج .كما أكد أنه أحد مشجعي فريق "النصر" ، لكنه يشجع كل فريق يلعب كرة جيدة و يستمتع بمشاهدة مباريات كرة القدم عموماً. عن أسعد الزهراني قال انه ممتاز غير أن عليه الانتباه لحسن الاختيارات لكي لا يرتبك فنياً وانه يراه كواحد من الأسماء المهمة. وعن حبيب الحبيب قال انه فنان صاحب موهبة جميلة وعن طارق العلي قال انه من اطرف المواهب الكوميدية الخليجية، غير أنه ينقصه في بعض الأحيان النص الجميل لإبراز موهبته القوية. وعن فايز المالكي طلب منه ان يكون له الشجاعة للخروج من شخصية "مناح" لانه ممثل مهم. -انتهى- رابط الخبر بصحيفة الوئام: ناصر القصبي شجاعة في الفن وصراحة في الحوار ..الفنّ كفاح