يمثل مصنع كسوة الكعبة المشرفة صورة ناصعة برّاقة من عناية واهتمام المملكة العربية السعودية بالحرمين الشريفين وشؤونهما, فقد أصدر الملك عبد العزيز رحمه الله أمراً بإنشاء دار خاصة لصناعة كسوة الكعبة المشرفة في منتصف عام 1346ه واستمر العمل في صناعة كسوة الكعبة المشرفة إلى أن تم تجديد المصنع وتحديثه وافتتح في عام 1397ه بأم الجود بمكة المكرمة وينال المصنع من ولاة الأمر حفظهم الله بالغ الاهتمام وعظيم العناية والرعاية. وأوضح مدير عام مصنع كسوة الكعبة المشرفة الدكتور محمد بن عبدالله باجودة أن المصنع بإشراف وتوجيه معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس ومتابعة معالي نائبه لشؤون المسجد الحرام الشيخ الدكتور محمد بن ناصر الخزيم يتم العمل لتطوير وتحديث أسلوب العمل والإنتاج بالمصنع. كما أنه أصبح يتميز بأحدث الأنظمة والأجهزة والمعدات التي تسهم في صناعة كسوة الكعبة المشرفة, ويعتبر المصنع المعلم الحضاري الإسلامي التاريخي النموذجي والفريد من نوعه في العالم، والذي تفرد بصناعة أفضل رداء، ليرتبط بأفضل بيت على وجه الأرض . وأشار مدير عام المصنع أن من أقسام المصنع قسم الحزام وقسم خياطة الثوب وقسم المصبغة وقسم الطباعة وقسم النسيج الآلي وقسم النسيج اليدوي ويعمل في هذه الأقسام قرابة 140 موظفاً سعودياً من المؤهلين علمياً وعملياً. وأفاد أن معالي الرئيس العام قد دشن أحدث الماكينات العالمية التي استحدثت خصيصاً لمصنع كسوة الكعبة وهي ماكنة التطريز (tajma-tfmx-602)(تاجيما اليابانية الصنع ) التي تعد من أحدث ما توصلت إليه الصناعات المتطورة الحديثة في عالم التطريز حيث بإمكانها إنتاج الأعلام والشعارات بالمواصفات والمقاييس التي تحتاجها الرئاسة, وتعمل هذه الماكنة برأسين أماميين كل رأس منها يحتوي على ستة ألوان, حسب برمجة المنتج المطلوب بسرعة تصل إلى نحو ألف غرزة في الدقيقة الواحدةو تتميز في سرعة التنفيذ من خلال تقليص المدة الزمنية حيث باستطاعتها إنجاز شعار أو أي منتج آخر في لحظات سريعة جداً. وهناك 8 ماكينات جديدة سيتم وصولها والاستفادة منها وهي : ماكنة النسيج الآلي لقماش الحرير المنقوش, وماكنة الحرير السادة, وماكنة القطن, وجهاز الجاكارد ( وهو نظام التحكم لنقش الآيات المنسوجة ), وماكنة السداية, و ماكنة لف الخيط , وماكنة جهاز ربط الخيط, ورافعات اسطوانات مكائن النسيج. وقال أن كل هذه الإنجازات تصب في خدمة بيت الله المعظم وهذا جزء من تعظيمه, والذي يعكس حرص قيادة هذا البلد والمسؤولين على عملية الموازنة والمواءمة بين الأعمال اليدوية الحالية وتنفيذها آلياً ووضعها على خط الإنتاج دون ترك فراغات تخل بالعمل والمظهر العام. وبيَن مدير عام المصنع أن موسم شهر رمضان المبارك كغيره من المواسم التي يزداد بها الاهتمام بصيانة ثوب الكعبة وذلك بالتنظيف والترميم مما يطرأ من كثرة الزحام وتعرض الثوب للاحتكاك لذا أولت إدارة المصنع جل اهتمامها للمحافظة على ثوب الكعبة المشرفة من خلال وحدة شؤون الكعبة المكلفة بصيانة الثوب على مدار الساعة لملاحظة أي طارئ من تمزق للثوب أو غير ذلك وإصلاحه. وابان أنه بالإضافة إلى إنتاج كسوة الكعبة المشرفة كل عام فإن المصنع ينتج أيضاً الكسوة الداخلية للكعبة المشرفة وكسوة الحجرة النبوية وأعلام المملكة العربية السعودية طبقاً للنظام الخاص بعلم المملكة. ونوّه الدكتور محمد باجودة أن المصنع يستقبل زواره وفق ترتيب وتنظيم مسبق فيزوره كل عام الكثير من الزوار من كافة المستويات يسجلون بإعجاب وتقدير ما وصل إليه المصنع من تطور وازدهار خلال العهد السعودي الزاهر. وأهاب بالمعتمرين وقاصدي بيت الله الحرام المحافظة على ثوب الكعبة المشرفة وعدم العبث بالثوب بالشق والكتابة عليه وكذلك عدم التبرك به والبعد عن التزاحم والتدافع عليه داعيا الله عز وجل أن يتقبل منهم وأن يغفر لهم إنه سميع مجيب. واختتم مدير عام المصنع تصريحه بالدعاء لحكومة خادم الحرمين الشريفين حفظهم الله على ما يولون الحرمين الشريفين من جلّ رعاية واهتمام وتقديم أرقى الخدمات لقاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي ليؤدوا نسكهم بكل يسر وسهولة. رابط الخبر بصحيفة الوئام: مصنع كسوة الكعبة المشرفة معلم حضاري إسلامي تاريخي فريداً من نوعه في العالم