شركات الرقائق الالكترونية تندمج .. مع توقيع اتفاقات بقيمة 66 مليار دولار هذا العام فقط استعدادا لارتفاع كبير في الطلب من جميع مجالات الحياة اذ تحمل الثورة التكنولوجية القادمة شعار (إدارة كل شيء عبر الإنترنت). وبعد أن أصبح التحكم أو مراقبة السيارات والآنية الفخارية وحتى الأبقار عبر الإنترنت ممكنا يتطلب كل منها نوعا مختلفا من الرقائق تتباين في حجمها وطريقة تشغيلها وسعة ذاكرتها وقوة بطاريتها. ويفرض هذا على الصانعين حشد الموارد والملكية الفكرية لإنتاج رقائق أصغر حجما وأكثر سرعة وأقل سعرا من أجل سوق تقول شركة أبحاث انترناشونال داتا إنه ستنمو لتصل إلى 1.7 تريليون دولار بحلول 2020 مقارنة مع 650 مليار العام الماضي. وقال بوب اودونيل المستشار المخضرم بصناعة الرقائق الالكترونية إنه في المقابل تستمر أسواق رقائق أجهزة الكمبيوتر الشخصية والأجهزة اللوحية راكدة أو تتراجع وحتى أجهزة الهواتف الذكية توشك على التشبع. وقال اودونيل "تجاوزنا بكثير مرحلة النمو في هذه الأسواق التقليدية. لذلك يتطلعون إلى هذا." وشهد الشهر الماضي أكبر اندماج على الاطلاق بصناعة الرقائق بعد ان اتفقت أفاجو تكنولوجيز على شراء برودكوم مقابل 37 مليار دولار. وتجاوز هذا المبلغ قيمة اتفاق انتل الاسبوع الماضي لشراء ألتيرا مقابل 17 مليار دولار ومبلغ 12 مليار دولار الذي عرضته إن.اكس.بي سيميكوندكتورز في مارس اذار لشراء فريسكيل سيميكوندكتور. ويوم الجمعة قالت شركة لايتس سيميكوندكتور إنها مستعدة للبيع. * أبقار موجهة وتعتمد (إدارة كل شيء عبر الإنترنت) على الرقائق داخل أجهزة تعمل لاسلكيا ترسل بيانات إلى الخوادم والتي بدورها تعالج البيانات وترسل النتائج إلى الهاتف الذكي للمستخدم أو توجه الأجهزة اوتوماتيكيا. وتتراوح هذه الأجهزة بين مصباح كهربائي إلى محطة طاقة نووية ومن ساعة يد ذكية إلى نظم تبريد هواء داخل مبنى. ويشكل هذا التباين فرصة وفي الوقت نفسه تحديا أمام شركات أشباه الموصلات التي لها قاعدة عملاء محتملين عريضة لكن متباينة .. تختلف باختلاف توجهاتهم. وشركة كوالكوم على سبيل المثال اعتادت بيع الرقائق لنحو عشرة من شركات تصنيع الهواتف المحمولة إلا ان (إدارة كل شيء عبر الإنترنت) فتح مجال عمل لها مع عملاء مختلفين من مصنعي عدادات المياه وصولا إلى القائمين على إنارة الطرق وكاميرات مراقبة حركة المرور. وقال تيم ماكدونوج نائب رئيس التسويق في كوالكم في مقابلة "لا يمكن ان تعتقد ان السوق الجديدة مثل القديمة." وتقدر كوالكم ان (إدارة كل شيء عبر الإنترنت) سترفع عائداتها بمجال الرقائق بنسبة عشرة بالمئة في هذا العام المالي. وبعد ذلك تأتي الأبقار .. فبدلا من مراقبة القطعان بشكل مباشر وضع المزارعون في اليابان بطاقات تعريف للأبقار مزودة بعداد خطوات متصل بالإنترنت من إنتاج فوجيتسو وشريكتها مايكروسوفت لقياس موعد استعدادها للتخصيب. وفي موسم تزاوج الأبقار يكون الأمر واضحا فهي تميل إلى الهرولة كثيرا. * شريحة صغيرة ويدفع هذا المجال الجديد للعمل شركات الرقائق للاتحاد معا لصهر خبراتها في رقاقة واحدة وهو توجه سلكته من قبل شركات الهواتف المحمولة. فصفقة أفاجو-برودكوم على سبيل المثال تجمع بين التحكم في الحركة وأجهزة الاستشعار البصرية من أفاجو مع الرقائق من برودكوم المتخصصة في الاتصال عبر التكنولوجيا اللاسلكية مثل بلوتوث وشبكات واي-فاي. وقال ديبيش باتلمن شركة ايه.ار.إم هولدينجز صاحبة تراخيص كثير من التكنولوجيا المستخدمة في الهواتف المحمولة والتي يتزايد نفوذها بمجال (التحكم في كل شيء عبر الإنترنت) إن في الماضي "اذا أردت بناء لوح يتضمن كل المكونات فستحتاج لشراء ثلاث رقائق مختلفة." وأضاف "الآن ليس عليك سوى شراء رقاقة واحدة .. لكنك تحاول تحميل مزيد من النظام على الرقاقة ذاتها." ويأخذ حجم الرقائق في التضاؤل حتى بات يمكن تمريره عبر الفم بحسب ما تقول شركة فيتال هيرد. وبدأت الشركة التي تتخذ من تكساس مقرا في إنتاج رقائق تشبه كبسولة الدواء. وفور التهام البقرة لها تبدأ في ارسال اشارات حيوية محذرة المزارعين من مرض الماشية أو أي مشكلات أخرى. ويتكهن جين-هسون هوانج الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة نفيديا للرقائق البيانية بان الرقائق ستنكمش حتى تصل إلى حجم ذرة تراب لتشق طريقها في كل شيء من الأحذية وحتى الأكواب. وقال هوانج في مقابلة "هذه الرقائق متناهية الصغر .. اعتقد انها ستباع بالتريليون. ربما تباع بالرطل." رابط الخبر بصحيفة الوئام: اندماجات كبرى من أجل مستقبل واعد لسوق الرقائق الالكترونية