لم يكن غياب الكليات وأفرع الجامعات هي المعاناة الوحيدة التي يعيشها أهالي محافظة العويقيلة التي تقع على بعد 150 كم شرق عرعر بالحدود الشمالية، فرغم أنها تضم أكثر من 20 ألف نسمة فإنها ما زالت تتعطش إلى الكثير من الخدمات المفقودة، التي ضاعفت الآلام على سكانها، المضطرين إلى التعامل مع أمر واقع لا يتغير منذ عدة سنوات، كأن مناشداتهم تذهب هباء ولا يسمعها أحد. ومع أن الأهالي سبق أن عبروا عن أمنياتهم بناء «كلية للبنات» – حلم أكثر من 500 طالبة بالعويقيلة، إلا أن خطوة واحدة لم تتحقق للإيفاء بالغرض، ليبقى أمام الأسر خياران، كلاهما صعب؛ فإما الرحيل إلى عرعر أو رفحاء للحفاظ على مستقبل بناتهن، وإما تحمل عناء رحلة ال300 كم ذهابا وإيابا يوميا وصولا إلى الكليات، وما قد يتعرضن له من مخاطر ومشقة سفر. ويرى الأهالي أن المحافظة لا تعاني فقط غياب الدراسة الجامعية، بل الخدمات الضرورية وغياب بعض الإدارات الحكومية المهمة مثل: الأحوال المدنية أو الضمان الاجتماعي أو فرع وزارة التجارة وحماية المستهلك، ومكتب رخص السير في المرور، ورفع السعة السريرية للمستشفى العام إلى 200 سرير، وافتتاح مكتب استقدام وفرع للجوازات وكلية للتقنية. من جانبه، عاب عبد الله الهذال، أحد مواطني العويقيلة، غياب مكتب للضمان الاجتماعي في المحافظة، موضحا أن مندوبا واحدا يحضر لمدة يوم واحد من كل شهر لتسليم البطاقات للمستفيدين، ناهيك بقلة ماكينات الصراف الآلي فلا يوجد منها في العويقيلة سوى ثلاث، خصصت واحدة منها للإيداع فقط دون سحب، مشيرا إلى أن جميعها في أغلب الأوقات تكون خارج الخدمة، إما لكونها معطلة وإما فارغة من النقود، مما يجبر الأهالي على التوجه إلى مدينة عرعر أو رفحاء لتسلم رواتبهم أو الضمان الاجتماعي الخاص بهم ليتمكنوا من توفير مستلزماتهم. وأضاف الهذال أن الأهالي طالبوا مرارا وتكرارا بافتتاح فرع للجامعة لتستوعب طالباتها وتكفيهن عناء السفر المتكرر يوميا، من قطع مسافة 300 كم ذهابا وإيابا إما إلى عرعر وإما رفحاء، وما يتعرضن له وأولياء أمورهن بسبب تعطل حافلات النقل على الطريق الدولي في بعض الأحيان، وكذلك تحمل بعض أولياء الأمور أعباء مالية باستئجار حافلات خاصة لنقلهن، خصوصا أن عدد خريجات الثانوية يتزايد كل عام. وأوضح سالم الشمري، أحد مواطني العويقيلة، أن مستشفى المحافظة الحالي لا يستطيع تقديم جميع الخدمات للمرضى لنقص بعض التخصصات، مشيرا إلى أن هذا يجبر الأهالي على السفر إلى عرعر أو انتظار موافقة تحويل المرضى والحصول على موعد لهم في مستشفى عرعر، مما قد يكون سببا في تدهور حالات المرضى لتأخرها. وأشار سعدي الشلاقي، أحد مواطني المحافظة، إلى أن عدد سكان مدينة العويقيلة يتجاوز 20 ألف نسمة ويتبع لها أكثر من 11 مركزا وقرية، ورغم ذلك ليس بالمدينة فرع للأحوال المدنية أو مكتب للضمان الاجتماعي يسهل على الأهالي إنجاز معاملاتهم بيسر وسهولة، بدلا من تكبيدهم عناء قطع هذه المسافة الطويلة إلى مدينة عرعر، مبينا أن الكثير من شباب العويقيلة يتردد في إصدار بطاقات أحوال لعدم امتلاكهم سيارات خاصة تقلهم إلى عرعر، كما أن كبار السن والعجزة يتكبدون خسائر مالية شهريا لاستئجار سيارات خاصة لإنهاء معاملاتهم في مكتب الضمان الاجتماعي. من جانبه، طالب مشعل المزيريب الجهات المعنية بسرعة افتتاح فرعين للأحوال المدنية ومكتب الضمان الاجتماعي في العويقيلة لارتباطهما المباشر بحياة الأهالي. رابط الخبر بصحيفة الوئام: أهالي العويقلية: نفتقر إلى أهم وأبسط الخدمات العامة