لم يكن يوم الثلاثاء التاسع والعشرون من جمادي الآخرة لعام 1435ه، يومًا عاديا في تاريخ المملكة، ففي ذلك اليوم شهدت البلاد أضخم مناورةعسكرية منذ تأسيسها قبل سبعة عقود على يد الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه- وانطلاق المسيرة بأبنائه البررة نحو وطن أكثر قوةً وعزةً وشموخًا . من الرياض قالت المملكة كلمتها وبعثت عبر مناورة "سيف عبد الله" أقوى رسالة لقوى الشر إقليميا ودوليا، وأكدت أن في قلب الجزيرة النابض بالخير صقورًا ونسورًا وأسودًا، يَحمون سماء المملكة، ويَردون كيد أعدائها، ويزودون ببسالة وشجاعة عن العرين. في الثامنة صباحًا كان العالم على موعد مع نوع آخر جديد من فنون العسكرية السعودية، كلٌ أمام التلفاز يُشاهد بأُم عينيه مدى التقدم العسكرى الذي تشهده المملكة، كلٌ يرى سمو ولى العهد الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز بين أبنائه الجنود والضباط وقادة الجيوش والمناطق، وهم يلتفون حول مليك واحد وشعب واحد، ويَستظلون براية واحدة، معلنين في صيحة واحدة "هنا المملكة.. هنا "سيف عبد الله" أكبر مناورة تبلغ العالم أن سيف الردع لكل باغٍ جاهزة دائما بنصلها البتار. وبرز للعالم هذا التناغم والمهارة القتالية عالية الأداء في القوات الجوية والبرية، وعند الأخيرة نتوقف قليلا، بِحُكم المساحة الشاسعة للملكة وتضاريسها الوعرة التي تفرض على القوات البرية مهام قتالية مختلفة عما تلقاها مثيلاتها في بلاد أخرى، ونجحت هذه القوات بقيادة الفريق ركن عيد الشلوي، الذي أثبت بجنوده أنهم قادرون على خوض أى معركة وحرب تحت أى ظروف، وفي مختلف المواقع والجبهات، لقد فعل الرجل ذلك بعيدًا عن فلاشات الإعلام، وتمكن بتشكيلات قواته أن يبرهن للعالم أن بالمملكة جيشًا قويا قادرا على حماية أرض الوطن من أي اعتداء برى، وما حققه لم يأتِ من فراغ فهومن القيادات المخلصة لدينها ومليكها ووطنها، ويؤمن تماما بتحديث الجيوش، والاستفادة من دروس الحروب القديمة والحديثة، وقد بدت آثار فلسفته واضحة على جنوده وضباطه الذين ظهروا بشكل غير عادي من الاندماج المهاري مع كل الأسلحة الأخرى، وهو ما يحمل أيضا دلالات قوية على أن هذا الرجل ينتمى لجيل أحب وطنه، وجاهز دائما للزود عنه ولو سال دمه فداءً للبلاد. قدم «سيوف عبدالله» في ختام المناورات رسالة تقول "إن سيف عبد الله جاهز دائما لخوض الحرب في مختلف الجبهات وبأكثر من سلاح، وإن المملكة بجيشها قادرة على رد أي باغ يفكر ولو مجرد في الاقتراب من رمالها المخضبة بالكنوز والثروات. ومع أن جميع الأسحة قدمت نموذجا رائعا في التمرينات القتالية فإن القوات البرية تبقى في طليعة الأسلحة التي تتحمل العبء الأكبر من المجهود الحربي الشاق، وخاصة في دولة بحجم القارة مثل المملكة، وهوما يعيه ويدركه جيدا قائدها وجعل منه هدفا للارتقاء بالجنود والضباط، ليكونوا دائما جاهزين لخوض الحروب الحديثة بكل ما تحمله من صعاب وتحديات. لقد تحقق الحلم وأصبح للمملكة قوات برية مدربة ومجهزة، تحمي الديار من من أي ابتزاز، وتجعلها قوة إقليمية يشار لها بالبنان. نعم بسيف عبد الله تحقق حلم كل السعوديين وملاين المسلمين في العالم في أن يصبح للمملكة جيش بكل هذه الأسلحة الحديثة والقيادات المدربة جيدا على قيادة وتوجيه مسرح العمليات العسكرية نحوأهداف محددة، في سيمفونية رائعة من التناغم والانسجام في الأداء والعطاء، نعلن للعالم أن السعودية ستبقى أكبر قوة عسكرية خليجية قادرة بشبابها على حماية الوطن من قوى الشر، التي اعتقدت يوما أنها قادرة على تهديد أمننا ولكنها اليوم ستغير تماما نظرتها وتعمل للمملكة ألف حساب وحساب.
رابط الخبر بصحيفة الوئام: سيف عبد الله.. قوة تصد الأعداء