علم المواطن جزاء بن حجاج الشمري بنبأ فقدان شابين بالقرب من نفود التنهات ، وسمع عن فشل محاولات كثيرة للبحث عنهما ، فقرر أن يساهم في البحث عنهما ، دون سابق معرفة بهما ، ولكنها " الفزعة " التي سيطرت على مدارك الشمري عندما بلغه النبأ . قرر جزاء الشمري الانطلاق من قرية الجعرا بمنطقة حائل متوجها إلى نفود الدهناء ، وعرض الأمر على بعض من أقاربه ، ولكنهم حاولوا ثنيه عن قراره ، بحجة أن طائرات الهيلوكوبتر وسيارات الأجهزة الحكومية تقود عمليات البحث ولم تعثر عليهما ، فكيف بشخص واحد وباستعدادات متواضعة . ولكن " شهامة " جزاء البدوي المتشبع بمبادئ الصحراء تغلبت على العوائق التي وضعها أقاربه في طريقه ، و أصرّ على موقفه ، وفي العاشرة ليلاً استقل سيارته القديمة " جيب تويوتا شاصي 94 " ، واتجه نحو النفود بحثاً عن الشابين . وحين اقتحم النفود مر الشمري بلحظات عصيبة وسط كثبان الرمال العصية ، إلا أن خبرته وتمرسه في معركة المناطق الرملية ، واستعداده الجيد قاداه للنفاذ من الوقوع ضحية لحبائلها مرتين عندما علقت سيارته في الرمال ، وتمكن من استخراجها مستعيناً بشيول صغير وضعه في حوض سيارته لحالات الطوارئ . واصل جزاء مشوار البحث ، يتجاوز بسيارته القديمة الكثبان بمهارة وخبرة سائق محترف ، وعيناه تتفحصان المناطق الرملية وآثار المارة بخبرة قصاص الأثر ، وتقرأن تفاصيلهما بحثاً عن خبر ، وظلت حواسه الخمس يتملكها الشعور بالوصول إلى الهدف . وفي صباح اليوم ، أطلق جزاء الشمري من هاتفه الشخصي أول البشائر لفرق البحث ، عندما مرر بلاغاً لغرفة العمليات عن عثوره على الشابين ، وتحركت الفرق في اتجاه الموقع ، وتمكنت من نقل أحد الشابين ، والذي لايزال على قيد الحياة إلى المستشفى . عثر الشمري بعد عملية بحث مكثفة ، على سيارة الشابين عالقة في الرمال ، وقام بتبع آثارهما حيث عثر عليهما ، وقام بإسعاف الشاب الحي بجرعة من الماء ، وتغطية المتوفى لحين وصول الجهات المختصة . سلم جزاء المهمة لأجهزة الدولة ، وغادر الموقع ، ولكن قصته سارت بها الركبان ، وطارت بها تغريدات المتوترين ، ورفعت لأجلها الأصوات مطالبة بتكريم الشهم جزاء بن حجاج بن ظاهر الزببيلي الشمري ، الذي انقذ حياة مفقود ، واختصر الكثير من الجهود . رابط الخبر بصحيفة الوئام: فزعة «جزاء الشمري» تنقذ مواطناً