تطرق كتاب الأعمدة في الصحف السعودية الصادرة اليوم الثلاثاء للكثير من الموضوعات الهامة على الشارع السعودي حيث تناول الكاتب بصحيفة الشرق مانع اليامي قضية تصحيح أوضاع العمالة في السعودية وأكد انه في قائمة الأولويات لأي بلد كان وفق ما يمليه منطق السيادة وضرورة حفظ النظام بما يحقق مصالح المواطنين ويقدم رعايتهم وتلبية احتياجاتهم، وفي إطار ما تتضمنه الأعراف الدولية وما ينبثق عنها من اتفاقيات على أي مستوى، هناك أمر مهم متعارف عليه، بالتصدي للهجرة غير المشروعة وضبط المسموح والمقبول منها لأغراض معينة في حدود تتفق مع القوانين الداخلية للبلد المعني. حسن الحارثي دوام الخميس حرام! لم يبق أمام الممانعين الجدد الذين يفرغون أنفسهم للتصدي لأي قرار رسمي أو غير رسمي لا يوافق أهواءهم، إلا أن يفتي أحدهم بأن دوام الخميس حرام والدراسة فيه إثم كبير وإجازة السبت من السبع الموبقات. يتفنن هؤلاء في تفسير الأمور وتصويرها بالشكل الكارثي الذي سيأتي بالويلات على الأمة، وقبل أن يفكروا في مصالح الدولة والمؤسسات ومدى ارتباطها بالعمل الدولي في زمن تجاوز العولمة، تأخذهم نظريات المؤامرة إلى نقاط جيدة يتمركزون حولها ويبدؤون بالمناورات. يقول أحدهم: إن تغيير العطلة الأسبوعية هو طريقة للتقرب للغرب والابتعاد عن الشريعة، ويقول آخر: إن دوام الخميس سيحرم المسلمين أجر الصوم، وكأن الصوم لا يصح إلا في الفراش، وهذه الأخيرة تؤكد بشكل قطعي على قدرتهم الفائقة على اختلاق اللاشيء في سبيل تحقيق الهدف الأساسي، الممانعة والاعتراض. تمضي الأعوام وتتغير الظروف وتتبدل الدول، وهؤلاء ما زالوا متمسكين بمسألة التشبه باليهود والنصارى، برغم أنها لم تعد منطقة مناورة جيدة، وحتى الآن لم يتيقنوا أن حياة البشر في كل العالم أصبحت متشابهة، وما يفعله جون في نيويورك يفعله تركي في الرياض، كلاهما يأكلان الهمبرجر ويلبسان الجينز ويغردان على "تويتر". الواقع يؤكد أننا بحاجة إلى التغيير في نمط الحياة وفي طريقه التفكير وفي النظر إلى الأمور، وهو ما لا يدركه هؤلاء الممانعون، رغم أنها سنة كونية في حياة البشر، وليس تبديل الأيام أو تغيير أوقات الدوام فيها إلا جزءا من محاولة التوائم مع هذا التقارب الإنساني الكبير، وإذا بقي الأمر على المخالفة فهذا الأحد لم يتغير، والجمعة احتفظت بمكانتها الفعلية وستصبح أقرب أكثر إلى القلوب. مانع اليامي عملية تصحيح أوضاع العمالة المخالفة.. هل سيكون ما بعدها «صحيحاً»؟ في قائمة الأولويات لأي بلد كان وفق ما يمليه منطق السيادة وضرورة حفظ النظام بما يحقق مصالح المواطنين ويقدم رعايتهم وتلبية احتياجاتهم، وفي إطار ما تتضمنه الأعراف الدولية وما ينبثق عنها من اتفاقيات على أي مستوى، هناك أمر مهم متعارف عليه، بالتصدي للهجرة غير المشروعة وضبط المسموح والمقبول منها لأغراض معينة في حدود تتفق مع القوانين الداخلية للبلد المعني، وتتناغم في الوقت ذاته مع القانون الدولي في الشأن نفسه. ولعل المعنى العام لمثل هذا المفهوم يرمي في الأصل إذا تجاوزنا خارطة البعد الأمني وما يحتمل في شأنه من اختراقات مهددة، إلى تحقيق التوازن المطلوب لتوفير وحفظ فرص العمل للمواطنين الأصليين، مع إجازة الاستقدام من الخارج لمواجهة الظروف التنموية القائمة وإنجاز المشاريع المتعلقة بها في إطار نظامي يحقق المنفعة المشروعة للإنسان ومنحه فرصة التكسب الحلال دون ضرر أو إضرار، وبهذا يكون من الممكن حفظ المعادلة بين الأطراف ابتداء من حفظ كرامة الإنسان الوافد وضمان حقوقه، وانتهاء باحترام سيادة الدولة والامتثال لأنظمتها وتقدير مواطنيها. أي إن كل هذا الاهتمام يهدف فيما يهدف إليه إلى التصدي للهجرة العشوائية للبحث عن فرص العمل إذا أحسنا النية التي تتم بالتسلل وتسهيلات مقدمة من عناصر التهريب الوطنية بشكل يخالف الأنظمة، أو من خلال التحايل الذي تحركه أطماع بعض منشآت القطاع الخاص بالشراكة العرضية مع رعاة الأسواق السوداء سواء من عامة الناس أو الوافدين، وفي عمق المسألة يمكن إسناد تحوُّل الحال لدينا إلى ما هو عليه في شأن مخالفة العمالة الوافدة للأنظمة المرعية في مجال الإقامة أو العمل تحديداً وتكاثرهم إلى ما تقدم من تحليل. لهذا أقول بصراحة وبعبارات أقرب إلى المكاشفة، إن تنامي حجم العمالة السائبة على المستوى الداخلي يعود إلى فنون المطبخ المحلي الذي قدم الطبخة على ثلاث موائد لا يجب أن نتجاهلها دون ذكر أو إشارة، حيث اتحدت أهداف القطاع الخاص المبنية على غاية الكسب السريع، وأنا هنا لا أعمِّم الظاهرة ولا أصنِّفها بالمنظمة، مع جهود بعض الأفراد من عامة الناس الباحثين عن سد الحاجة أو الثراء العاجل وكثير كثير من العمالة الوافدة التي لا يهمها غير المال مهما كلف الأمر، مع تراخي عمليات التفتيش والمتابعة الرسمية لتتحول المسألة إلى مشروع غير متعثر «لتسمين مخالفة نظام الإقامة والعمل لأغراض دنيوية» على حساب الوطن (عميت عيون من لا يرى الوطن إلا من بين هذه الشقوق). عموماً، كفانا المركز السيادي شر المشروع وعَثره، وصدر القرار اللازم لتصحيح أوضاع العمالة الوافدة من حيث مشروعية الإقامة وأهلية العمل ونظامية ممارسته، وهو قرار سيادي جريء أتى في موضعه مكتسياً بالإنسانية، وغادر البلاد تحت الغطاء الإنساني مئات الآلاف من العمالة دون مساءلات قانونية أو غرامات مالية، وستر من ناحية أخرى عيوب القطاع الخاص. وعلى أثر القرار كشفت عمليات التصحيح في المرحلة ما قبل الأخيرة عن تصحيح وضع حوالي (1.600.000) وافد، وفي الطريق أرقام أخرى، حيث تعالت الأصوات المطالبة بتمديد الفترة، والله أعلم بالغايات، وفي هذا ما يكفي لتأمُّل المشكلة وأبعادها. عموماً، المجال هنا لا يسمح باستعراض المرئي والمسموع في مسرح عملية تصحيح سوق العمل من خلال تصحيح أوضاع أطرافه، لكنه من الأهمية بمكان أن تستفيد الجهات الرسمية المعنية بالتنفيذ والمتابعة من (القرار) وترصد الملاحظات كافة التي تخللت عملية التصحيح، وأظنها كثيرة وجديرة بدخولها دوائر الحسبان والاعتبار لمواجهة المستقبل في ظل وصول نسبة الوافدين النظاميين إلى حوالي 32% من نسبة السكان، وهذا الرقم لا يعني التجمُّد، أليس من حقهم أن يتكاثروا بالمواليد؟ الجهات الرسمية المعنية في قلب المشهد ولديها ورشة عمل مجانية وثرية يجب استثمارها لمصلحة الوطن وأهله بحرفية تكشف المستور وتصوِّب بوصلة الانحراف للخروج باستراتيجية مُحكمة لمواجهة التحديات، وأحسب هذا من صميم المسؤولية الوطنية لمن أراد. أليس من العيب أن تُكسر أنظمة الإقامة والعمل عمداً على أعتاب الوطن؟! شلاش الضبعان متلازمة العريفي أعلن من خلال هذا المقال اكتشافي لمرض خطير ظهر في البلد، وينتشر بصورة لافتة ومخيفة، وحيث أني أول من اكتشف هذا المرض -عندي على الأقل- فسأطلق عليه اسم (متلازمة العريفي)، ومن خلال نظرة أولية تحتاج إلى مزيد بحث وإخضاع المزيد من الحالات للفحص والاختبار، تبين لي أن أعراض هذا الوباء تتمثل في الآتي: - يتركّز المرض في النخب والعقليات الذكية. - ما ان يصاب الشخص بهذا المرض حتى يترك جميع أعماله ويهمل خططه ويكرر كلمة (العريفي) في مجالسه وأحلامه، وفي كل ما يكتب أو يقول. - الانشغال بمتابعة الداعية محمد العريفي بصورة جنونية، من ناحية طريقة جلوسه ووقوفه، وموعد نومه ووجباته، والمكافآت التي يستلمها منذ تخرجه من الجامعة وحتى تاريخه، ومتابعة أسفاره وفق الآتي: هل أخذ إجازة من العمل أم لا؟ وما هو نوع الاجازة؟ وما هي الخطوط الجوية التي سيسافر عليها؟ وما هي الأماكن السياحية التي سيزورها؟ وقد تصل به الحالة إلى التعاقد مع بعض الباباراتزي -مصوري الفضائح- من أجل الحصول على بعض الصور التي توثق ما جند عمره من أجله. -المسابقة إلى فتح هاشتاقات على تويتر من نوعية #العريفي_يعدّل_غترته #العريفي_يتعشى_في_مطعم_بخاري #العريفي_يطلع_البر وقد تتطور الأمور إلى أكثر من ذلك -الإبداع في تكوين قصص خيالية جميلة عن الشيخ العريفي، ومن المتوقع أن تصل الحالة ببعض المصابين إلى تأليف سلسلة على شاكلة ( العريفي في بلاد الأقزام) (العريفي في جزيرة الجياد الناطقة) (العريفي في الجزيرة الطيّارة). هذه بعض الأعراض، وحيث ان هذا المرض خطير على المستوى الشخصي ومستوى البلد، من ناحية التسبب باحتراقات نفسية داخلية قد تؤدي إلى أمراض عضوية قاتلة، بالإضافة إلى تدمير الأهداف من خلال الانشغال عنها أو تغييرها بصورة سريعة وغير مدروسة، وأعتقد أنه أحد أسباب الطلاق فالبعض أهمل بيته أو فرّغ ما يعانيه في أولاده وشريكة حياته ولذلك أصبحت الحياة معه لا تطاق. من أجل الأشخاص المصابين، ومن أجل البلد الذي يحتاج إلى الكثير، أرى ضرورة أن يتداعى الخبراء والمهتمون إلى إقامة مؤتمر عاجل بعنوان (متلازمة العريفي، الأعراض، والأسباب والعلاج) وتجنّد له جميع الامكانيات والطاقات، فقد زاد الأمر عن حده والله يستر من القادم. رابط الخبر بصحيفة الوئام: أعمدة الرأي: «متلازمة العريفي» مرض جديد يصيب النخب والعقليات