تواصل الحكومة الرشيدة في المملكة العربية السعودية ضخ مليارات الريالات للإستثمار في مشاريع البنية التحتية في الدولة، حرصاً منها على تسهيل طفرة البناء المتنامية من جهة ودفع عجلة النمو في قطاع الضيافة والفنادق من جهة أخرى، وسيما قطاع السياحة للأغراض الدينية. ومن المخطّط أن تسهم المشاريع القائمة ومنها بناء 100 برج فندقي بقيمة 18 مليار ريال سعودي بالقرب من المسجد الحرام في مكةالمكرمة في إضافة 24,480 غرفة فندقية في مكة وحدها. ولعل أبرز هذه المشاريع مشروع تطوير مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة وهو المنفذ الأقرب إلى مكة، لزيادة الطاقة الإستيعابية فيه من 12 إلى 14 مليون مسافر سنوياً، بالاضافة الى استثمار 62 مليار ريال في تنفيذ مشروع “مترو مكة” الجديد وذلك لإستيعاب الأعداد المتزايدة من السياح القادمين إلى المملكة للأهداف الدينية. وتهدف مشاريع البنية التحتية في مكة المكرّمة والمملكة عامة الى خلق فرص جديدة في قطاع الضيافة والسياحة وخاصة للعديد من شركات القطاع الخاص التي تساهم في تطوير المشاريع المتعلقة بقطاع السياحة. ومن أبرز التطورات الكبرى قيد التنفيذ في مكةالمكرمة مشروع “جبل الكعبة” الذي سيوفر 1743 غرفة فندقية من خلال فندق “أنجم” المزمع انتهائه خلال الربع الثاني من العام القادم 2013 والذي بدأت تتّضح معظم معالمه وتصاميمه الداخلية الراقية. ويمثل فندق “أنجم” وحده 7.3 في المائة من إجمالي الطاقة الاستيعابية في مكة، في حين يتوقّع أن تضيف مجموعة فنادق “أنجم” أجمع 8,500 غرفة فندقية عند إنتهاء مشروع “جبل الكعبة” وهو ما يمثل 34.7 في المائة من إجمالي الطاقة الاستيعابية في مكةالمكرمة. وتعتزم شركة “عبد اللطيف جميل للإستثمارات العقارية” المحدودة التي تشرف على تنفيذ مشروع “جبل الكعبة”، إختيار التصميمات الداخلية للفندق بما يعكس الثقافة الحجازية التي تشتهر بها المملكة العربية ويتناسب مع أعلى معايير الأناقة والرقي في الفندق. وأكّد يوسف عبداللطيف جميل، رئيس مجلس إدارة “شركة عبداللطيف جميل للاستثمارات العقارية”، على نية الشركة في إستكمال مشروع بناء فندق “أنجم” ضمن الجدول الزمني المحدد والذي يعد أبرز مشروع تحت مظلة العلامة التجارية المرموقة “فنادق أنجم”. وأوضح “أن تطوير فندق بهذا الحجم سيشكل إضافة ممتازة للعاصمة المقدسة، حيث من المقرّر أن يستوعب أكثر من 13 مليون مسلم خلال مواسم الحج والعمرة بحلول العام 2019 ؛ بالمقارنة مع 3.8 مليون زائر خلال العامين الأخيرين. كما وتحرص الشركة على دعم الخطط الحكومية التنموية والمشاريع التوسعية الكبرى في الدولة، على سبيل المثال لا الحصر، مشاريع البناء المختلفة ومشروع تطوير مطار جدة الدولي ومشروع “مترو مكةالمكرمة”، وغيرها من المشاريع الكبرى، وذلك بما يتماشى مع توجيهات الهيئة العامة للسياحة والأثار في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله.” ومن جانبه، أضاف محمود مختار، الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة “عبداللطيف جميل للاستثمارات العقارية”: “تحرص ادارتنا على التدقيق في كافة التفاصيل والتصاميم الداخلية للفندق من أجل ضمان تسليم المشروع في الوقت المحدد وفقاً لأعلى معايير الجودة العالمية. ويسعدنا القول أن غرف الضيوف والردهة الأساسية وقاعة الإستقبال ومناطق الكونسييرج قد شارفت على الإنتهاء، على أن نقوم بوضع اللمسات الأخيرة خلال الأشهر القليلة القادمة قبل الافتتاح الرسمي في مطلع الربع الثاني من العام المقبل.” ومن المقرر أن يُستكمل 91.89 بالمائة من المشروع بحلول شهر أغسطس 2012، في حين تم إنجاز 90.73 بالمائة منه، ما يؤكد على الجهود الدؤوبة في هذا الخصوص، سيما مع بقاء 9.27 بالمائة فقط على إستكمال المشروع خلال ستة أشهر. هذا، ومن المتوقع أن تتسارع الخطى في إستكمال المشروع من 84.76 إلى 90.73 بالمائة خلال فترة خمسة أشهر فقط. وجدير بالذكر أن حجم القوى العاملة على بناء الفندق ارتفعت من 302 إلى 932 عاملٍ في أقل من 9 أشهر.