يواجه الطلاب المصابون بمرض تكسر الدم، مستقبلا مجهولا يعرض حياتهم للخطر لعدم توفر البيئة المناسبة لحالتهم الصحية في المدارس، الأمر الذي يتطلب بيئة خاصة تساعد على تخفيف المعاناة مع هذا المرض، مما يزيد مخاوف الأهالي على حياة أبنائهم إذا ما تعرضوا لنوبات المرض خلال الدراسة. وأوضح استشاري الدم وأورام الأطفال في مستشفى الولادة والأطفال بالأحساء الدكتور منير بن حسن البقشي ل "الوطن"، أن عدد الطلاب المصابين بتكسر الدم في المملكة يبلغ حوالي 25%، من إجمالي عدد الطلاب، أغلبهم من سكان الأحساء والقطيف، وتقل النسبة في جازان وخيبر والعلا، أي في الواحات الزراعية القديمة، مبيناً أن عدد المصابين بفقر الدم المنجلي يتراوح بين 1.5-2% من سكان الأحساء والقطيف. وعن الاحتياجات التي يجب توفيرها في المدارس، أشار البقشي، إلى أهمية إحصاء المصابين بفقر الدم المنجلي وبقية أمراض الدم الوراثية، ورفع المستوى الثقافي للمدرسين والمرشدين في المدارس، للتعامل مع الطلاب المصابين، وإبعادهم عن المهيجات التي تسبب نوبات الألم والإرشادات التي تقي الطلاب، وعدم التعرض للشمس الشديدة في فترات الصيف. كما يجب أن تكون الممارسات الرياضية بعيدة عن أشعة الشمس الشديدة وشرب الماء والسوائل قبل ممارسة الرياضة، وأن لا يكون الطالب جائعاً وعدم التعرض لتيارات الهواء. وأضاف البقشي، أن الطابور الصباحي في فترات الشتاء يجب أن يلغى لهؤلاء الطلاب، وكذلك في فترات الصيف، إذا كان المكان غير مسقوف، ومعالجة الالتهابات عند ارتفاع درجة الحرارة عن طريق الطبيب في حالة بداية نوبة الألم، والتي هي في الغالب آلام تتراوح بين البسيطة والشديدة، ويجب إعطاء المريض مسكنات الألم مثل "البراسيتامول" و" الأبوبروفين"، وشرب السوائل وتدفئة العضو المصاب، ومن ثم نقل المريض للمستشفى لاستكمال العلاج. وعن كيفية الوقاية من مرض تكسر الدم، قال البقشي إن الوقاية من التكسر المنجلي يبدأ بإجراء الفحص قبل الزواج ومعرفة الزواج الخطر وتجنبه مثل زواج مصاب بحاملة للمرض، أو أن يكون الطرفان حاملين للصفة المنجلية، وفي هذه الحالة يمكن الاستعانة بمراكز متخصصة لكي ينجب هؤلاء الناس أطفالا أصحاء. وشدد على أهمية حرص الأسرة على الغذاء المتوازن الصحي وشرب السوائل بكثرة، الذي قد تقي من حدوث نوبات الألم. من جانبه، أوضح أحد أولياء الأمور طارق الجمعة، أن إدارة التعليم تحرص منذ فترة على صحة أسنان جميع الطلاب والطالبات، دون الاهتمام بالأمراض الأخرى الأكثر خطورة على حياة الأطفال، مثل أمراض الدم وبالأخص "الأنيميا" مما يحتم علينا التركيز على هذه المشكلة، مشدداً على دور وحرص المسؤولين على التدخل المبكر وإيجاد حلول جديدة تساعد الطلاب داخل المدارس من خلال توفير بيئة صحية تناسب المصابين بتكسر الدم ومرضى "الأنيميا المنجلية".