مع اتساع دائرة التوظيف في المملكة لتشمل العنصر النسائي بالتزامن مع تنفيذ قرار عمل المرأة في المصانع، الذي أطلقته وزارة العمل في محاولة منها لتوطين العمل في مختلف المجالات، لم تعد صناعة الحلويات استثناءً أو حكرا على العمالة الوافدة. وكان مصنع سعد الدين للحلويات أحد المصانع التي أفسحت المجال للشابات الصغيرات للعمل في ذلك المجال عبر تجهيز أماكن تتمتع بخصوصية تامة، فيما وصل عدد السعوديات الملتحقات بالعمل نحو 245 فتاة وسيدة متخصصة في تصنيع وتغليف وتعليب المنتجات من مختلف الحلويات الشرقيةوالغربية. ويوضح ممثل التسويق بالمنطقة الغربية بالمصنع أحمد الشريف أن المصنع أفسح مكانا للعمل النسائي قبل 6 سنوات، واستطاعت 65 فتاة من جدة إتقان العمل في تعبئة وتغليف وصناعة الحلويات الشرقية، فيما نجحت العشرات منهن في ابتكار أنواع ومذاقات مختلفة من الحلوى الشرقيةوالغربية، مؤكدا أن تجربة حلويات سعد الدين تمثل إحدى التجارب الناجحة، التي سرعان ما تخطت التحديات، إذ يوظف بمصانعه المنتشرة بمناطق المملكة ما يقارب 245 فتاة حتى الآن يعملن في وحداته بجدة والرياض والدمام. ويشير إلى أن المرأة السعودية أثبتت أنها ذات قدرة على الالتزام والتميز والابتكار، حيث ارتفع معدل مبيعات بعض المنتجات منذ بدء التأنيث، الأمر الذي دعا الإدارة إلى التخطيط المستقبلي لإطلاق مشروع عملاق وشراء أرض شاسعة المساحة تقدر ب3500 متر مربع لإقامة مصنع ذي طاقة إنتاجية كبيرة لما تتطلبه المرحلة المقبلة من توسع، ولكثرة عدد الإناث الراغبات في العمل لدى المصنع، إذ سيكون به قسم متخصص للفتيات المنتجات والمبتكرات. وقال الشريف إن كل فتاة لديها القدرة على العمل لها الحق في التعيين، وهناك فرصة لذوات الاحتياجات الخاصة، حيث سبق ووظف المصنع عددا منهم. وعن شروط التوظيف، قال الشريف إن باب التوظيف للفتيات بشكل دوري كلما دعت الحاجة لطاقة نسائية أكبر، ويبدأ المصنع باستقبال طالبات العمل من سن 18 عاما من حملة الشهادات الثانوية والمتوسطة، فيما تخضع كل موظفة للكشف الطبي والفحص الشامل، مؤكدا وجود نظام الكشف الدوري على المنسوبين، وذلك عملا بتوصيات رئيس مجلس الإدارة الشيخ علي سعد الدين بتهيئة جميع ما هو من شأنه أن يوفر بيئة عمل سليمة ومريحة للفتيات. وتوضح مديرة القسم النسائي سالمة الشمراني أن طموح الفتيات لم يقف عند العمل بالتغليف والتعبئة، بل تجاوزه للتصنيع والابتكار والتفنن في صنع تورتات مذهلة للأفراح والمناسبات، معبرة عن امتنانها للقرارات الحكيمة التي أصدرها خادم الحرمين الشريفين، التي دفعت بعض العاطلات إلى أن يخطين بثقة نحو العمل المهني، الذي وصفته بالشريف، والذي يغنيهن عن السؤال وضياع أوقات الفراغ. وسردت الشمراني قصة البداية قبل 6 سنوات في مصنع الحلويات برفقة 5 فتيات، ثم زاد العدد بعد القرارات المنصفة للسماح للمرأة بالعمل في المصانع ليزيد العدد كل شهر، وكان مألوفا في البداية أن يعاني المصنع من تسرب الموظفات إلى أن أصبحت الطاقة الاستيعابية للعاملات تفوق المتوقع إلى أن ترأست 65 موظفة بقسم الحلويات. وتؤكد أن إدارة المصنع تعمل على تعيين المتدربات المنتسبات بالمصنع وفق ضوابط مهنية وشروط وزارة العمل، ويتم استقطاب الرغبات في العمل عبر بعض معاهد التدريب وبعد توقيع العقود وانتهاء فترة 3 أشهر للاختبار، وهي عبارة عن فترة التدريب، يتم التأمين على العاملة، وتوفر إدارة المصنع المواصلات التي تنقل المنسوبات من منازلهم إلى مقر العمل. وتتلقى كل موظفة راتبا شهريا مجزيا، إضافة إلى حوافز تشجيعية للمتميزات منهن، وتقوم الإدارة بتكريم العاملة المثالية شهريا، بالإضافة إلى رحلات ترفيهية إلى متنزهات ومراكز جدة. كما تدعم الإدارة العرائس بتوفير ما يحتاجونه من أجهزة كهربائية أو أغراض تنقص تجهيز عش الزوجية. وتقول الموظفة حميدة الجدعاني بأنها وجدت مبتغاها في وظيفة وفرت لها دخلا شهريا معقولا، وجاء هذا بعدما تبدل حالها من اليأس وتحقيق آمالها بالحصول على وظيفة تناسبها. وتشير إلى أنها تساعد أسرتها في تسيير بعض الأمور وتقضي وقتاً ممتعا في العمل، حيث إنها تعتبر نفسها تمارس هواية تعشقها. وتشاركها الموظفة سعاد الجدعاني، التي أوضحت أن جميع الشركات التي تقدمت للعمل بها اشرطت أن تكون لديها اللغة الإنجليزية والكمبيوتر، وتسبب ذلك في إصابتها بالإحباط إلى أن وظفت في مصنع الحلويات. وأضافت:"يبدأ العمل من السابعة وينتهي في الثالثة قبل صلاة العصر". وترى الموظفة موضي السالم أن عملهن يتناسب مع مؤهلها الثانوي، وأن الجهد الذي يبذلنه يثبت أن المرأة السعودية قادرة على الخوض في كل القطاعات وإثبات جدارتها وكفاءتها، وتقول إنها شجعت بعض قريباتها للعمل برفقتها بمصنع الحلويات بعد إقناعهن أن الدخل الذي سيتقاضينه أفضل من المكوث على صفوف البطالة.