واصل راقصو السامبا عزفهم الجميل وبلغوا ربع نهائي كأس العالم المقام حالياً في جنوب أفريقيا عقب تغلبهم على تشيلي 3/صفر في المباراة التي جمعتهما أمس في جوهانسبورج ضمن الدور الثاني للبطولة. وعلى الرغم من البداية القوية لتشيلي طيلة ربع الساعة الأولى، إلا أن البرازيل بهدوئها عرفت كيف تعالج الأمور وأعلنت تقدمها أولاً عن طريق مدافعها جوان في الدقيقة 34، قبل أن يعزز لويس فابيانو بهدف ثان في الدقيقة 38، ويضيف روبينهو هدفاً ثالثاً في الدقيقة 59 من المباراة. وبفوزها تأهلت البرازيل لملاقاة هولندا الجمعة المقبل في الدور ربع النهائي. وأقنع رجال المدرب كارلوس دونجا بأداء متوازن، فعال على المستوى الهجومي، صلب على صعيد الدفاع، ولعب لاعب الوسط كاكا دوراً مهماً في إلهام زملائه وصناعة الكرات الخطرة لهم. وقدم المنتخب البرازيلي عرضاً هجومياً ممتعاً بعيداً عن البراجماتية التي اعتمدها في الدور الأول حيث جاءت عروضه مخيبة لآمال عشاقه، وأعطت مشاركة دانيال الفيش بدلاً من ايلانو وراميريس مكان فيليبو ميلو للإصابة مفعولاً سحرياً لأن كليهما أكثر حركة من الغائبين. وقام راميريس بالتحديد بمجهود خارق دفاعياً وهجومياً وصنع الهدف الثالث ببراعة متناهية عندما سار بالكرة من منتصف الملعب وراوغ مدافعين قبل أن يمرر لروبينيو الذي تابعها بلمسة واحدة، لكن راميريس سيغيب ضد هولندا لنيله الإنذار الثاني. وبدأ منتخب تشيلي دون أي عقدة نقص واستحوذ على الكرة وتبادل الكرة بثقة عالية، لكن البرازيلي عاد بسرعة، وأطبق على المرمى التشيلي، وسدد جيلبرتو سيلفا كرة قوية طار لها الحارس التشيلي وحولها ركنية، ثم اخرى من كاكا من مشارف المنطقة لم تشكل خطورة حقيقية. وطار جوان وارتقى فوق الجميع ليزرع الكرة برأسه (34)، وبعد أربع دقائق استغل المنتخب البرازيلي هجمة مرتدة سريعة وصلت فيها الكرة على الجهة اليسرى لروبينيو مررها على مشارف المنطقة باتجاه كاكا ومنه بلمسة سحرية باتجاه فابيانو الذي انفرد بالحارس وراوغه وأودع الكرة داخل الشباك، رافعا رصيده الى ثلاثة أهداف. وفي مطلع الشوط الثاني أجرى مدرب تشيلي تغييرين فأشرك خورخي فالديفيا لاعب العين الإماراتي ورودريجو تيلو في محاولة لتعديل النتيجة، وتحرك فالديفيا وسط الملعب، لكن فريقه لم يجد اللاعب الذي يستطيع إنهاء الهجمات. ثم بدأ الاستعراض البرازيلي وراح لاعبو السامبا يستعرضون مهاماتهم الفنية العالية وشكلوا خطورة على مرمى تشيلي من دون ان ينجحوا في زيادة غلتهم من الأهداف، فيما استدار سوازو على نفسه وراوغ لوسيو وأطلق كرة طار لها جوليو سيزار وحولها ركنية (75). وسجل روبينيو هدفا لم يحتسبه الحكم بداعي التسلل (76)، ثم رأسية لنيلمار الذي دخل مكان لويس فابيانو فوق العارضة (84). يذكر أن المباراة هي الثالثة بين المنتخبين في نهائيات كأس العالم وخرجت البرازيل فائزة 4-2 في نصف نهائي عام 1962 في تشيلي بالذات و4-1 في الدور الثاني من مونديال 1998 في مباراة لعب خلالها مدرب البرازيل الحالي كارلوس دونجا. وعموما، التقى المنتخبان 66 مرة حتى الآن ففازت البرازيل 47 مرة وتشيلي 7 مرات فقط مقابل 12 تعادلا. أما المواجهة الرسمية الأولى بينهما فتعود الى كوبا امريكا عام 1916 وتعادلا 1-1.