يستعد المواطنون في مدينة جبة (103 كيلومترات شمال غرب مدينة حائل ) لاستقبال ضيوف المنطقة والمجازين من أهالي المدينة المنتشرين في مناطق المملكة، وبعض دول الخليج العربي في عادة سنوية خلال الصيف والذي يجتمع فيه شمل الأهالي مع أبنائهم خارجها، ويكثر خلالها زوار المدينة من خارجها نظرا لكون المدينة من المدن الأثرية والسياحية. وقد أعد الأهالي المجالس الخاصة لفصل الصيف، والتي عادة ما تكون على فترتين صباحية ومسائية، وتكون عادة مجهزة على نظام "العشش" المغطاة بالأشجار المثمرة، ومن طقوسها تقديم الفواكه المحلية الصيفية مثل العنب والتين والبطيخ والشمام، إضافة إلى القهوة والشاي، ويتجاذبون معها أطراف الحديث وينعمون بدفء اللقاء. ويلفت الانتباه خلال تلك التجمعات تسجيل العنب الجباوي حضوره، وهو من الفواكه المبكرة، والتي تندر فصيلته وطعمه، ولكن يعيبه قصر عمره، والذي لا يستمر أكثر من شهر، ويرغبه الكثير من الزوار لحلاوة طعمه، وكونه من المنتجات المحلية التي ربما لا تجدها في غيرها من الأوقات، ويعمد المجازون إلى تبريد المتوفر منه لأخذه معهم إلى منازلهم بعد عودتهم . وقال المواطن عبدالرحمن الغانم الملقب بالعمدة نظرا لوجود مجلسه في مدخل المدينة إن مجلسه مستمر طوال العام، ولكن هذا المجلس معد خصيصا للصيف وبطريقة تقليدية، وتلفه الأشجار ، لإضفاء مزيد من المتعة على الحضور. وأوضح الغانم أن "المجلس يكون على فترتين، فترة صباحية ، وأخرى مسائية من بعد صلاة العصر إلى صلاة العشاء يوميا، نستقبل خلالها الضيوف والزوار ونقوم بإكرامهم، وتكون فرصة للقاء أحبة لنا طال انتظارنا لهم من أبناء جبه في المدن الأخرى أو دول الخليج العربي". وأضاف الغانم أن "طقوس المجلس تبدأ بتقديم القهوة والشاي، وتقديم الفواكه الجباوية، وعلى رأسها العنب الجباوي والتين والبطيخ، وما توفر من الفواكه، وهي جميعها من مزارعنا" . وحول العنب الجباوي أشهر فواكه الصيف في المدينة، قال المواطن عقلا حمود العريفان إنه "سيد الفواكه بلا منازع خلال الصيف، ولكن يعاب عليه قصر عمره، والذي لا يتعدى الشهر" . وأضاف أن عنب مزرعتهم يوزع على الأهل والجيران والأصدقاء، وتحجز كمية منه للمجازين، ليقوموا بتبريده، وأخذه معهم إلى مدنهم الأخرى، ولا يمكن بيعه بأي حال". وعن سبب عدم إنتاجه بكميات كبيرة أوضح العريفان أن قصر عمره الافتراضي، بالإضافة إلى صعوبة تخزينه حد من زراعته بكميات كبيرة، وهي غير مجدية اقتصاديا .