تواجه تشيلي اليوم تاريخها وعقدتها، منتخب البرازيل، بدفاع يعاني النقص، للفوز بمقعد في دور الثمانية لبطولة كأس العالم 2010 التي تستضيفها جنوب أفريقيا. وتسببت البطاقات الصفراء لكل من والدو بونسي وجاري ميديل خلال الهزيمة أمام إسبانيا 2/1 في آخر مباريات مرحلة المجموعات أمام إسبانيا الجمعة في زيادة المشكلات بأقل الخطوط قوة خاصة بالنظر إلى لاعبيه الاحتياطيين. ويزداد الأمر صعوبة بالنسبة لفريق عادة ما يلجأ للهجوم، وهو ما يضطر معه دفاعه إلى مواجهة مواقف صعبة، الأمر الذي ستتضاعف صعوبته أمام منافس مثل البرازيل، وهو ما اعترف به لاعبو تشيلي أنفسهم. وقال قائد الفريق وحارس مرماه كلاوديو برافو "البرازيل هي البرازيل، لا تمضي أمورنا معهم على نحو جيد". تلك حقيقة، فمنذ أن اجتاح التشيليون راقصي السامبا 3/ صفر في تصفيات مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002، ولاعبو البرازيل يثأرون دون أن ترتوي رغبتهم في الانتقام. فخلال آخر أربع مباريات رسمية، بين بطولة كوبا أمريكا وتصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة للمونديال الحالي، أحرزت البرازيل 16 هدفاً في مرمى تشيلي التي لم يسجل لاعبوها سوى ثلاثة أهداف فقط، ما يمثل اكتساحاً حقيقياً. وبعد فوز البرازيل على تشيلي 3/ صفر على أرضها خلال تصفيات مونديال جنوب أفريقيا، كتب نجم الوسط البرازيلي روبينيو ساخراً بأحد جوانب الاستاد الوطني في تشيلي "لابد من احترام أبطال العالم". بعد ذلك كرر جملته أمام الكاميرات وهو يضحك. لكن التشيليين لا يرغبون في تذكر الهزائم التي دائما ما لاحقت كرتهم، التي لم تتأهل إلى دور الستة عشر في بطولات كأس العالم سوى ثلاث مرات بالكاد. وقال اللاعب رودريجو ميار بمجرد انتهاء المباراة أمام إسبانيا على ملعب "لوفتوس فيرسفيلد" بمدينة بريتوريا "نريد أن نواصل التقدم. لابد من الفوز على البرازيل، لا يوجد حل آخر". ولا يصب في مصلحة الفريق سوى عودة اثنين ممن هم محل ثقة المدرب الأرجنتيني مارسيلو بييلسا وهما ماتياس فيرنانديز وكارلوس كارمونا. وقد يكون تحقيق فوز لم يبلغه التشيليون أمام البرازيل ولا حتى في الدور قبل النهائي لمونديال 1962 الذي استضافوه على أرضهم، هو نهاية عهد لكرة انحدرت إلى هوتها الكبرى بعد إحدى المباريات أمام راقصي السامبا، ففي سبتمبر عام 1989، وخلال عهد ديكتاتور البلاد السابق أوجوستو بينوشيه الذي حاول تشتيت الانتباه عن مشكلاته بكرة القدم، قررت مجموعة من اللاعبين عمل خديعة في ملعب "ماراكانا" البرازيلي الشهير، في محاولة للتأهل إلى مونديال إيطاليا 1990، فوضع الحارس روبرتو روخاس مشرطاً داخل أحد قفازيه وتظاهر أنه أصيب عندما ألقي صاروخ على أرض الملعب على مقربة منه، وأقنع بعض اللاعبين زملاءه بمغادرة الملعب بحجة الافتقاد إلى الأمن وطلبوا إلغاء المباراة التي كانوا مهزومين فيها حتى ذلك، بينما كان الفوز فيها يمنحهم التأهل. واكتشف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والجميع الخدعة واستبعدوا تشيلي من بطولات كأس العالم حتى مونديال فرنسا عام 1998. واليوم وبعد عقدين، يبدو أمام اللاعبين الذين تربوا في حضن الديمقراطية، خيار وضع البلاد للمرة الأولى في دور الثمانية في بطولة لكأس العالم تقام خارج أرضهم. لكن المهمة صعبة، فالمنافس هو البرازيل المرشح الدائم، والفريق الذي اكتسح تشيلي في طريقه إلى جنوب أفريقيا، رغم أنه كان يلعب بعشرة لاعبين.