طالب المجلس الوطني السوري، أبرز هيئة للمعارضة السورية، أمس المجتمع الدولي بإقامة "مناطق آمنة" في البلاد، مشيرا إلى أن التدخل العسكري ربما يكون "الخيار الوحيد" لإنهاء حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد المعارضين. وخلال مؤتمر صحفي في باريس أعلن المجلس الوطني السوري أنه سيشارك في مؤتمر أصدقاء سورية الذي يعقد غدا في تونس، وأنه سيطلب إقامة "مناطق آمنة داخل سورية"، لحماية المدنيين وإفساح المجال أمام المعارضة لتنظيم صفوفها. وكشفت المتحدثة باسم المجلس، بسمة قضماني، عن بيان سيقدم في اجتماع تونس دعا خلاله المجلس روسيا إلى الضغط على نظام الرئيس بشار الأسد للسماح بدخول القوافل الإنسانية. وأضافت قضماني "ندعو أصدقاء سورية إلى اتخاذ إجراءات إضافية لحماية الشعب السوري عبر إقامة مناطق آمنة في المناطق الحدودية وعبر حماية اللاجئين الذين يصلونها". وتابعت "نطالب بمساعدة إنسانية فورية للمناطق الأكثر تضررا مع إقامة ممرات آمنة للقوافل الإنسانية. يمكن ضمان إقامة ممرات آمنة إذا تعهدت روسيا بإرغام النظام على احترام إمكانية وصول القوافل بكل أمان". وجاء في البيان "سيطالب المجلس منظمة الصليب الأحمر بتوفير المساعدات الإنسانية العاجلة والفورية إلى أهل حمص، والإعلان عن وجود كارثة إنسانية متفاقمة، وأنها أصبحت منطقة منكوبة، حسب التعريف الدولي". وقالت قضماني إنه توجد ثلاث مناطق يمكن تأمينها، واحدة محاذية للبنان لمساعدة منطقة حمص، وواحدة بالقرب من تركيا لمساعدة مدينة إدلب، وأخرى مجاورة للحدود الأردنية لمساعدة مدينة درعا. وأضافت أنه بعد إخفاق خطة السلام التي وضعتها الجامعة العربية لحل الأزمة في سورية، فقد حان الوقت لكي يفكر المجتمع الدولي في التدخل العسكري في سورية كما فعل في ليبيا. وأكدت "لقد استكشفنا كل الخيارات وانتظرنا أن تستنفد الجامعة العربية جميع هذه الخيارات. إلا أن ذلك كله لم يثمر عن نتائج". وأضافت "ربما كان ذلك هو الخيار الوحيد. نحن نختار بين شرين: شر التدخل العسكري، وشر الحرب الأهلية". ويشارك في مؤتمر تونس ممثلو أكثر من 50 دولة وعدد من كبار الدبلوماسيين من الجامعة العربية، إضافة إلى المعارضة السورية. وفي المقابل أعلن نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف أن روسيا تعارض الاقتراح الفرنسي بإقامة "ممرات إنسانية" في سورية، حيث إن ذلك لن يؤدي إلا إلى "تفاقم النزاع". وقال "من غير المرجح أن يكون لإقامة هذه الممرات الإنسانية أي فعالية. ولن يكون من شأن ذلك سوى تفاقم النزاع والذهاب إلى مواجهات عسكرية خطيرة". وأضاف "إنها مسألة معقدة جدا، وبحسب علمنا فإن الأمر يتطلب بعض الآليات والقوات للتمكن من إنجاز هذه المهمة".