برازيلي.. نموذج للاستثمار الأمثل في زمن الهدر المالي

تشهد الدوريات العالمية والعربية والخليجية خلال فترات انتقال اللاعبين المحترفين توقيع كثير من العقود، إضافة إلى توقيع كثير من المخالصات والاستغناءات التي تشي بهدر مالي واستنزاف كبير في ميزانيات الأندية في إطار سعيها للحصول على اللاعب الأفضل.
وتحولت الأندية السعودية خلال السنوات العشر الأخيرة لتكون أحد أهم الأسواق الخاصة بتنقلات اللاعبين، حيث شهدت تواجد كثير من المحترفين الذين سرعان ما غادروا أنديتهم لفشلهم حاملين معهم ملايين الريالات دون فائدة تذكر.
وفي خضم تلك الصفقات الفاشلة والملايين المهدرة، سطعت بعض أسماء المحترفين الذين أثبتوا نجاح صفقاتهم من خلال ثبات مستوياتهم الفنية، وحرصهم على تطوير مهاراتهم الكروية، ومن أبرز تلك النماذج في الدوري السعودي المحترف البرازيلي مارسيلو كماتشو الملقب ب(لاعب الحسم)، والذي جاء للمملكة منذ ما يقارب تسع سنوات ودخل عامه ال31 ولايزال يقدم أفضل عروضه مع فريقه الحالي الأهلي.
مشوار احترافي
دخل كماتشو عالم الاحتراف في المملكة عام 2004 عندما انضم إلى الهلال قادماً من فريق بوتافوجو البرازيلي ليبقى موسمين مع الفريق الهلالي، قبل أن يعار إلى العربي القطري عام 2006، لكنه عاد بعدها إلى المملكة، لكن مع فريق الشباب عام 2007، وأمضى خمس سنوات مع الليث مقدماً مستويات متصاعدة، قبل أن تحط به الترحال مع الأهلي نهاية عام 2011، وهو الآن يقدم مستويات عالية.
مهاراته
أهم المقومات التي كفلت للبرازيلي كماتشو النجاح هي المهارة العالية التي يمتلكها، حيث يتمركز في منطقة الوسط وهي الخانة الأكثر أهمية في عالم كرة القدم, وهو يمتاز بسلامة تمريراته وتركيزها مما يجعل المهاجمين في مواجهة المرمى, كما يتميز بهدوء أعصابه وصلابة جسمه وقدرته الكبيرة على التحكم بالكرة ومحافظته على المعدل اللياقي الذي يضمن له موقعه ضمن التشكيل، إضافة الى إجادته التسديد على المرمى، وقد راهن كثيراً على نجاحه من خلال تسجيله عدداً من الأهداف من أخطاء من مختلف الأماكن.
أخلاقه
قد يغفل بعض مسؤولي الاحتراف في الأندية الجانب الأخلاقي للاعب المحترف، وهو ما يوقع أنديتهم في ورطة مع المحترف حتى وإن كان من أفضل النجوم على مستوى العالم من خلال تحمل النادي لتبعات القرارات التأديبية التي تطاله، والتي قد تصل حد إلغاء عقده وعدم الاستفادة من خدماته بسبب سوء تصرفاته.
ويصنف كماتشو من بين اللاعبين المنضبطين بقوانين البلد أولاً، ثم احترام شعار النادي الذي يلعب له، حيث يخلو سجله من أية مشكلات داخل أو خارج الملعب، وهي ميزة قد تغيب لدى كثير من النجوم.
رأي فني
يتحدث النجم السعودي السابق صالح خليفة الذي عرف دوماً بأنه صاحب التمريرات السحرية التي تصنع الفارق عن كماتشو، فيقول "أضاف كماتشو نقلة كبيرة للأهلي في وسط الميدان خاصة بتواجد مهاجمين كبار مثل فيكتور سيموز وعماد الحوسني الذين خلقوا قوة هجومية للفريق بسبب تفاهمهما الكبير مع إمكانيات كماتشو".
وأضاف "كماتشو من اللاعبين أصحاب المستوى الثابت، والدليل نجاح تجاربه مع جميع الأندية التي لعب لها سواء الهلال أو الشباب أو العربي القطري أو الأهلي حالياً, وأعتقد أن التعاقدات التي تستهدف لاعبين من أمثال كماتشو لن تفشل، ومثله مثل اللاعب المغربي صلاح الدين عقال الذي لايزال يقدم كثيراً للكرة السعودية رغم انتقاله بين أكثر من نادٍ".