تزداد وتيرة تغيير المدربين الأجانب في الفرق السعودية لكرة القدم، إذ ارتفع العدد إلى ستة حتى الآن والموسم ما يزال في منتصفه تقريبا، ما يطرح أسئلة كثيرة عن صوابية الخيارات، وعن بقاء المدرب السعودي "خارج نطاق الخدمة" من الناحية العملية. وتمسكت ثمانية أندية هي الأهلي والفتح ونجران والقادسية والاتفاق والفيصلي وهجر والشباب بمدربيها بفضل نتائجهم الجيدة حتى الآن، وفضلت ستة أندية هي الرائد والنصر والاتحاد والتعاون والأنصار والهلال الاتجاه إلى التغيير. وعلق مدرب المنتخب السعودي السابق خليل الزياني على هذه الإقالات "إنها ظاهرة تقلصت في العامين الماضيين لكنها عادت إلى الواجهة بقوة في هذا الموسم". وتابع "أعتقد أن الاختيار المتسرع للمدربين أحد العوامل الهامة في فوضى الإقالات لا سيما أن إقالات المدربين لا تتم تحت مظلة أصحاب الخبرة في هذا الشأن لكنها تأتي عن طريق الضغط الإعلامي والجماهيري". آخر الراحلين كان مدرب الهلال بطل الدوري السعودي في العامين الماضيين، الألماني توماس دول، بعد الضغوط التي تعرضت لها الإدارة الهلالية من قبل جماهير النادي لإقالته لعدم اقتناعها بالمردود الذي قدمه. وتراجع مستوى الهلال بشكل عام عما كان عليه في الموسم الماضي إبان تولي سلفه البلجيكي ايريك جيرتيس الذي رحل لتولي تدريب المنتخب المغربي، وأعاد له مكانته المفقودة في الأعوام الأخيرة، وهو يقوده الآن في كأس الأمم الأفريقية المقامة حاليا في غينيا الاستوائية والغابون. وأسندت إدارة الهلال المهمة إلى مدرب فريقها الأولمبي، الألماني بونان، ونجم الفريق السابق سامي الجابر حتى وصول التشيكي ايفان هاسيك مدرب الأهلي الإماراتي السابق الذي تعاقدت معه إدارة النادي لخلافة دول، وستكون أولى مهامه أمام الفيصلي في المرحلة ال18 من الدوري. وكانت الخسارة أمام الأهلي صفر-1 قبل أيام "القشة التي قصمت ظهير البعير" وأنهت علاقة دول بالهلال. وسبق أن استغنى الاتحاد عن مدربه العجوز البلجيكي ديمتري دافيدوفيتش، الذي كانت تجمع جماهير الاتحاد به علاقة خاصة إذ إنه في المرات الأربع التي تولى فيها قيادة الفريق كان بناء على طلبها حيث أطلقت عليه لقب "صائد البطولات"، واستعانت إدارة الاتحاد بالسلوفيني ماتياس كيك لي بدلا من البلجيكي. وعلى المنوال ذاته سار فريق التعاون الذي فضل الاستعانة بالكرواتي ستريشكو يوريسيتش بعد استقالة الروماني فلورين موتروك، إلا أن التعاون لم يمهل ستريشكو إلا ثلاث مباريات فقط قبل أن يبلغه بقرار الإقالة عقب التعادل مع القادسية 2-2 في المرحلة ال17 بعدما كان فريقه متقدما بهدفين، ولجأت للروماني جريجوري سيتشيتو حتى التعاقد مع مدرب جديد. واستعان الرائد أيضا بالتونسي عمار السويح صاحب الخبرة الطويلة في الملاعب السعودية بديلا للبرتغالي بوريكو جوميز الذي تولى تدريب الفريق في الفترة الشتوية من الموسم الماضي، كما استعان به النصر لفترة أيضا، وأرادت الإدارة النصراوية استمراره إلا أن الرائد تمسك بعودته. وتسلم السويح المهمة من مواطنه حافظ الهواربي الذي كان يعمل مساعدا لجوميز قبل رحيله، منذ المرحلة السادسة للدوري. وسبق للسويح الإشراف على فرق الطائي إبان وجوده في الدرجة الممتازة والقادسية والاتفاق وكانت أنجح تجاربه معه إذ قاده للفوز ببطولة الأندية الخليجية. وتعاقد الأنصار مع المدرب التونسي جلال القادري بديلا للبوسني بلاز سليسكوفيتش الذي رحل عن تدريب الفريق. وكان النصر أيضا تعاقد مع الكولومبي فرانشيسكو ماتورانا بدلا من الأرجنتيني كوستاك. ويشرف على الفرق الأخرى حتى الآن كل من المقدوني غويكي حاجيفسكس (نجران)، والبلجيكي ميشال برودوم (الشباب)، والكرواتي برانكو إيفانكوفيتش (الاتفاق)، والكرواتي زلاتكو داليتش (الفيصلي)، والبرازيلي ادونالدو باتريسيو (هجر)، والتونسي فتحي الجبال (الفتح)، والتشيكي كارل غاروليم (الأهلي) والبرتغالي ماريانو باريتو (القادسية).